توقيت القاهرة المحلي 08:03:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أورويل طاغيةً

  مصر اليوم -

أورويل طاغيةً

بقلم - سمير عطا الله

عندما يذكر اسم جورج أورويل، يحضر في البال على الفور اسم الرجل الأكثر أخلاقيةً في آداب القرن العشرين. إنه الكاتب الذي قاتل في الحرب الأهلية الإسبانية ضد الديكتاتوريات، وهو المؤلف الساحر الذي هدم صورة المخابرات السوفياتية في كتابه «1984»، وهو المفكر الذي لا تزال أسطورته الجميلة «مزرعة الحيوان» تدرس في أنحاء العالم وفي كل اللغات على غرار «كليلة ودمنة» أو حكايات لا فونتان الفرنسية. حارب أورويل في الهند، وعاش في بورما، وتشرد فقيراً في باريس، وكتب افتتاحيات الـ«بي بي سي» السياسية خلال الحرب العالمية الثانية. وإذا لم يكن أهم أدباء بريطانيا في القرن الماضي، فهو بالتأكيد من أكثرهِم أهميةً.

اليوم تفاجأ الأوساط الأدبية بالكثير من الكآبة وهي تطالع السيرة التي وضعتها الكاتبة آنا فاندر عن زوجة أورويل الأولى آيلين بعنوان «حياة زوجيّة»، تخبرنا فاندر أن أوروِيل كان رجلاً بالغ القسوة، ولم يهتم على الإطلاق بزوجته التي عانت من مرض السرطان خلال تسع سنين. والأهم من ذلك أن آيلين كانت مساعدته الأولى في وضع «مزرعة الحيوانات». وهو لم يُشر إلى ذلك في كل مكان، ولم يأتِ ولو مرّة واحدة على ذكر زوجته بالاسم مكتفياً بالقول «الزوجة». وينسبُ نقّادٌ كثيرون متعة الحوار في «مزرعة الحيوان» إلى آيلين وحدها وإلى روح الدعابة عندها ومهارتها في تشخيص صورة ستالين التي تسيطر على الرواية برمتها. تزوجت آيلين من أوروِيل عام 1936 وأصيبت بالمرض بعد 9 سنوات. فشعرت بهوانٍ شديد لأنها تكبّد أوروِيل العلاج، وكانت تكتب إليه رسائل مطمئنة ولكن غير صحيحة. وإضافة إلى إهماله، فقد كانت له خيانات زوجية كثيرة، كانت تعرف بها وتتجاهلها.

تجمع فاندر بين الوقائع والخيال، وتستند إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الرسائل التي كتبتها آيلين إلى صديقاتها. تؤكد منذ البداية أنها لا تهدف إلى تدمير صورة أوروِيل لدى الملايين من القرّاء لكن النتيجة واحدة. في أي حال، ربما أصبح كل شيء بعيداً الآن حتى في الذاكرة الأدبيّة أو الروائيّة. هل كان أوروِيل وحده بين الكتّاب القساة؟ ألم تكن هذه أيضاً قصة دوستويفسكي وزوجة تولستوي وغيرهنَّ؟ لكن الفارق هنا أن الآخرين لم يدّعوا الطهارة أو يبشِّروا بها كما فعل أوروِيل، ومثله أيضاً استغلوا الزوجة بأعمال مكتبية ومنزلية تقارب الأشغال الشاقة. هذا هو قدر المنسيّات. يلمعُ اسم الكاتب إلى الأبد ولا ينصفُ زوجته إلا بعد زمنٍ طويل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أورويل طاغيةً أورويل طاغيةً



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon