توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأميرة الدرزية التي غنت

  مصر اليوم -

الأميرة الدرزية التي غنت

بقلم - سمير عطا الله

لا يزال صوتها يغني من خلف الزمان. صوت لا شبيه له في أوتار الحناجر. لا شيء فيه من صوت أم كلثوم أو من صوت فيروز أو من أي صوت عرفته في الغرب أيضاً. جاءت وغنت ومضت. لم تزد حياتها الفنية على سبع سنوات، ولكن كل شيء في حياتها كان بلا شبيه. الأميرة الوحيدة التي غنت. والدرزية الوحيدة التي صعدت مسرحاً. أشهر امرأة شرقية عملت في السياسة وتدخلت في الحروب.
منذ مجيئها من جبل العرب (جبل الدروز) إلى القاهرة، شغلت الناس وأدارت الرؤوس. وكانت المنطقة غارقة في صراع الإنجليز والفرنسيين والألمان، فلم تتردد أسمهان عن دخول الصراع من أجل جبلها. لكن ابنة الجبل لم تدرك أن المدينة قاسية وبلا قلب.
الأميرة القادمة من أكثر المجتمعات محافظة في الشرق أصبحت لؤلؤة المجتمعات الملونة في عواصم الضوء العربية آنذاك، القاهرة والقدس وبيروت. وحامت حولها الأسماء الكبيرة فزاد ذلك من أسطورتها. وترددت أخبار عن علاقة مع رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين.
وفي تلك المرحلة كان محمد التابعي ألمع كتاب مصر، فأدهش بها وتفرغ لخدمتها والمساهمة في صناعة أسطورتها. وفي أسلوبه الروائي حول التابعي أسمهان الأطرش من مطربة إلى شخصية غامضة تتابع أخبارها الحكومات وقادة الجيوش. كانت هي الحدث الفني والحدث السياسي. وعندما قتلت بسقوط سيارتها في الترعة في مثل هذا اليوم من 78 عاماً، أصاب العالم العربي حزن وهلع: من قتل الأميرة التي لا عينان مثل عينيها، ولا صوت مثل صوتها. قيل بأنهم أصدقاؤها الإنجليز، وقيل أعداؤها الألمان، وقيل الفرنسيون، وقيل أم كلثوم التي خافت إزاحتها عن عرش الغناء في الشرق.
مثل كل الأساطير، ظلت الخاتمة غامضة. جريمة بلا قاتل، مثل «انتحار» مارلين مونرو، أو مقتل جون كيندي. لا جواب حاسماً عند الذين كتبوا قصتها، بمن فيهم التابعي. أو في مذكرات شقيقها فؤاد الأطرش الذي تولى شؤونها وشؤون أخيها فريد، من بعدها، أو في «الوثائق البريطانية» التي تُكشف كل عام.
78 عاماً ولم تتكرر أسطورة أسمهان. لا صوت من فئة صوتها. لا سيدة درزية تغني. لا مطربة عربية تدخل لعبة الأمم على هذا المستوى. وأغرب ما في الأسطورة أنها لم تعش أكثر من ثلاثين عاماً، تزوجت خلالها ثلاث مرات، أيضاً ما بين عزلة وتقاليد وصحاب جبل العرب وما بين استوديوهات الأفلام والغناء في القاهرة، التي كانت وحدها تضيء أنوار الشهرة تلك الأيام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأميرة الدرزية التي غنت الأميرة الدرزية التي غنت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon