توقيت القاهرة المحلي 09:17:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خواطر الخماسية 99 %

  مصر اليوم -

خواطر الخماسية 99

بقلم - سمير عطا الله

لا أعتقد أن رئيساً عربياً خاض حرب البقاء مثل أنور السادات. كان يعمل على إخراج مصر من منطق الثورة فيما كان الشباب المصري مأخوذاً بأحلام الثورة الفلسطينية والفيتنامية والكوبية. والحلم ينتصر دائماً على الحقائق. وأراد السادات أن يصغي الطلاب إلى مشروعه بينما كان صوت عبد الناصر لا يزال يرن في آذانهم. وقال لهم إن 99 في المائة من الأوراق في يد أميركا. فتحولت هذه أيضاً إلى نكتة في المقاهي. لكنه كان يخطط لاستعادة الأرض بأي ثمن وأي تحالف. وعندما طلب من السوفيات الخروج من مصر، لاحظ ضباطهم أن السادات يقترب من لحظات العبور، بل من تدمير خط بارليف الأسطوري.

نجح الناصريون والشيوعيون واليساريون والإسلاميون في تعبئة الناس ضد تخاذل الرجل الذي أصبح محمد أنور السادات. ولم يعد أحد يناديه «أنور» سوى جيهان السادات. وذلك تماماً مثل الملكة فيكتوريا التي عندما توفي زوجها، قالت «لقد فقدت الرجل الوحيد الذي يناديني فيكتوريا».

لا أحد يعرف مدى المرارة التي كان يشعر بها أنور السادات حيال النقد المبطّن والمعلن. وكتب «أمل دنقل» قصيدته «الكعكعة الحجرية» التي راجت مثل «دفاتر النكسة» لنزار قباني:

«فقد لوثتني العناوين في الصحف الخائنة/ لأني منذ الهزيمة لا لون لي».

أبعد من قصيدة دنقل، وقع كبار الأدباء، بينهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، بياناً جاء فيه «الأيام تمضي وكلمة المعركة صارت عبارة غامضة... لم يعد في إمكان الشباب أن يتقبلوا هذه الكلمة التي اهترأت من كثرة العلك». ولم يُسمح طبعاً بنشر البيان في مصر، لكن تم إرسال نسخة منه إلى جريدة «الأنوار» في بيروت.

أعطى السادات الانطباع العام، خصوصاً في إسرائيل، أنه غير قادر على الحرب، وأن النكسة سوف تلحق بمصر إلى الأبد. وكانت النكات وصنّاعها يسخرون منه وهو يقوم بزيارة القوات المسلحة، مرتدياً لكل فرقة بذلة قائدها. وأعاد إلى الأذهان صورة السادات الشاب الذي أراد أن يصبح ممثلاً مسرحياً بصوته الجهوري، ولهجته الخطابية، التي رافقته حتى اغتياله على منصة 6 أكتوبر، بيد الفريق السياسي الوحيد الذي تحالف معه: الإخوان.

عبر السادات خط بارليف عسكرياً ولم يعد يتوقف في اقتحامه السياسي. وها هو يخاطب وزير خارجية أميركا التي كانت ترفض مبادراته بـ«العزيز هنري» فيما يسحب «نفساً» من غليونه الخشبي مثل المارشال مونتيغمري. وعندما أخفق في استمالة هيكل، قرّب منه كبار الصحافيين، على رأسهم أنيس منصور، واجتذب صحف بيروت التي كانت في أوجها. وكما كان هيكل ينقل كلام عبد الناصر في الأحداث المهمة، صار هو يعرض سياساته من خلال صاحب «الحوادث» سليم اللوزي.

ولم تنته معارك محمد أنور السادات حتى بعد مقتله. خمسون عاماً أشبه برياح خماسية سياسية تهب بكل حرارتها وغبارها كلما لاحت طلائع أكتوبر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر الخماسية 99 خواطر الخماسية 99



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon