توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون بالقانون

  مصر اليوم -

القانون بالقانون

بقلم - سمير عطا الله

منذ البداية رافق مشهد القاضية غادة عون الكثير من السخط والغضب. ولا شيء من أمارات الهدوء. وفي أحد المشاهد راحت تركل برجلها باب أحد المكاتب فيما هي محاطة بفرقة من عمالقة «أمن الدولة» المدججين برشاشات مصنوعة للحروب العالمية. وكانت القاضية عون تخرج من دائرة عملها الجغرافية، ومعها فرقة العمالقة، لكي تقتحم مقار المطلوبين، وبينهم حاكم البنك المركزي، الذي اختبأ في مكان آخر. وحاول القضاة الأعلى رتبة وصلاحيات حصر القاضية عون في نطاق عملها فلم تأبه لأي من قراراتهم. إن حربها على الفساد والفاسدين. وللذين حاولوا القول إنها تستقوي بالروابط العائلية، قالت القاضية إنها لم تلتق الرئيس ميشال عون، إلا عندما قلدها وسام العدل والشرف.

إحدى الظواهر في مشاهد القاضية عون حدة صوتها في السخط وعلوه في الغضب. وكانت تزداد سخطاً وغضباً في أي نقاش تلفزيوني، بحيث لا يعود ممكناً لأحد أن يفهم ماذا تقول. وقد وصلت هذه الحالة الدرامية إلى ذروتها (بالصوت والصورة) عندما أعلن مجلس القضاء الأعلى يوم الخميس الماضي، طردها من الخدمة، وتحولت في لحظة من سيف الدولة إلى موظفة سابقة. اشتعل المشهد صراخاً وخطابا وتفجراً. وأثارت «القاضية المعزولة» مشاعر العطف وهي تدافع عن خدمة 40 عاماً في سلك القضاء. وتحولت من أقوى شخصية قضائية إلى شاكية ضعيفة، فقدت العهد الذي كانت تستند إليه، والذي قدم لها وساماً قبل ذهابه وتغريدة بعده.

لم تكن مشكلة القاضية المعزولة التشدد في القانون. فاللبنانيون يطلبونه صبحاً ومساءً. المشكلة كانت في وسيلة التطبيق، ومشهد العماليق، وركل الأبواب، والانطباع العام بأن السيدة قاضية عند العهد، لا عند القضاء، والدليل أنها لم تسائل سوى خصومه. ولم تقبل، أو تنفذ أي أمر قضائي. وعبرت السيدة عون عن مدى الفاجعة في خسارتها للمنصب بقولها في «قصر العدل» أن الشعب اللبناني «مجوي»، أي قذر. ترى هل من حق القاضي أن يفقد أعصابه، أو أن يبدو دائماً في حالة فقد أعصاب؟ لا. فقد الأعصاب هو تماماً نقيض الصفات والمواصفات. ودخول المكاتب بركل أبوابها يعني إدانة المتهم مسبقاً، وهذه مخالفة جوهرية لأوائل أسس القانون.

ما من أحد كان يتوقع للقاضية عون هذه النهاية المهينة، أو أن يتمناها لها. مؤسفة الصورة التي رسمتها لنفسها وللقضاء الذي قرر عزلها بالإجماع، لكي يشدّد على مدى ضيقه من مسرحيات السخط والغضب، وخصوصاً، من مدى ازدرائها للقرارات والأحكام، مستندة إلى ما كان يمدها به اسم العائلة.

شطط قضائي وتصحيح قضائي أيضاً. والقضاء اللبناني اليوم في أمس الحاجة إلى الصورة المصححة والانطباع المصحح. القانون بالقانون وليس بالكسر والخلع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون بالقانون القانون بالقانون



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon