توقيت القاهرة المحلي 23:23:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرض الكبير

  مصر اليوم -

العرض الكبير

بقلم - سمير عطا الله

كل شيء في أميركا استعراض. كل حدث فيه كثير من صناعة هوليوود وفلسفتها، يجب أن يكون المشهد طاغياً، والبطل الحقيقي هو المخرج، وليس الممثل. هذا مجرد أداة في يديه، يحركها كيفما أراد. لذلك ينتهي عرض الأسماء في إنتاج كل فيلم وفي نهايتها جميعاً توقيع المخرج.

في لاس فيغاس يدعى الأثرياء إلى خسارة أموالهم وثرواتهم في أندية القمار. ولكي تسهل عملية اجتذاب الضحايا وسوق الأغنام إلى الذبح، تقام لهم أعظم وأكلف العروض الفنية. ويشارك فيها دائماً أشهر نجوم هوليوود. محاكمة دونالد ترمب في نيويورك كانت الاستعراض الأكثر إثارة وتشويقاً في التاريخ؛ فالكاميرا تصور طائرته الزرقاء منذ دخولها أجواء نيويورك. الطائرة الضخمة. المدرجات الهائلة الملاصقة للمياه. الهبوط المتوتر. العجلات تضرب الأرض والمكابح تبدأ ترويض الطائر الجبار. الحمد لله على سلامتكم السيد الرئيس.

يخرج من الطائرة، بعد توقفها، رجال خلف رجال. مساعدون ومرافقون وحرس، وغير معروف من أيضاً. ومن هنا تلحق الكاميرات الأرضية بصاحب الطائرة إلى البرج الذي يملكه على ساحة كولمبوس. وملايين البشر حول العالم تتفرج مجاناً من دون تذاكر مدفوعة الثمن، «Cut»، أوقفوا التصوير!

صحف اليوم التالي... يصل أشهر رجل في أميركا إلى المحكمة ويُسأل عن اسمه وعمره ومهنته ومكان ولادته. ولأول مرة في حياته، يكون هذا الرجل هادئاً وصامتاً وكئيباً، وليس مندفعاً، متدافعاً، صاخباً وله جلبة. لقد نصحه المخرج بأن هذه أفضل السبل لاستدرار عطف الناس. اهدأ سيدي الرئيس، اضبط شعرك تماماً. حركة يديك. لا ابتسامة من أي نوع، «Cut» تصوير.

يطل سعادة المدعي العام الذي يوجه التهم إلى أول رئيس سابق، فإذا هو شاب أسمر اللون. آه، كم هو جميل ومفاجئ هذا الجزء من العرض. لقد أصبح الرجل «الملوَّن» يحاكم الرئيس الأبيض، ويتهمه تهماً تهدد سمعته، وقد ترسله إلى السجن. وأميركا مذهولة أمام هذا الاستعراض الهائل، لا تعرف لمن تصفق؛ لسيادة القانون أم لاستباحته؟ لمحاكمة الرئيس أم لإهانته. هل العرض يجعل من ترمب ضحية يفوز في الانتخابات المقبلة، أم بطلاً شعبياً وخاسراً دستورياً؟

يعرف ترمب من تجربته التلفزيونية أن كل شيء «دراما» خصوصاً في المحاكم، الأهم هو أن أؤثر في هيئة المحلفين التي سوف تقرر الإدانة أو البراءة. هل تذكرون محاكمة «أو جي سمبسون» وكيف حبست الأميركيين أمام التلفزيون أكثر من أي مسلسل آخر؟

منذ الآن تعد هوليوود العدة لإنتاج فيلم هائل عن الرجل الذي سقط على البيت الأبيض من أعلى برج في المدينة. وجعل من القانون استمراراً للتلفزيون الواقعي الذي كان يقدمه.

وبين مشهد وآخر حكاية مبتذلة يُنصح بسماعها في حضور الأهل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرض الكبير العرض الكبير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon