توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ستارشيلد» والدولة الأميركية العميقة

  مصر اليوم -

«ستارشيلد» والدولة الأميركية العميقة

بقلم - إميل أمين

كثيراً ما تساءل المرء عن سر الفتى المعجزة إيلون ماسك، وكيف اقترب من مربعات نفوذ لا تقوم عليها إلا أجهزة الأمن القومي الأميركي، وظل الجواب غامضاً غائماً، وإن رجحت العقول الرصينة أنه ليس سوى أداة من ضمن أدوات الدولة الأميركية العميقة.

قبل بضعة أيام أنهت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الجدل الذي طال، حين أكدت على طول وعرض وعمق العلاقة التي تربط بين ماسك وشركاته المتعددة، مع وكالات الاستخبارات والجهات العسكرية الأميركية الأخرى، وبخاصة بعد أن ظفرت شركته «سبيس إكس»، بعقد سري كبير، ووسعت برنامجاً سرياً للأقمار الاصطناعية للشركة يسمى «ستارشيلد» لعملاء الأمن القوميين.

أترى هذا هو العقد الأول بين شركات ماسك ووكالات استخبارية ودفاعية - عسكرية أميركية؟

الاعتراف الكبير الذي باحت به «وول ستريت جورنال»، يتمثل في القطع بأن شركات ماسك، بدأت في التعامل مع عمليات الإطلاق المنتظمة للأقمار الاصطناعية المخصصة للوكالات العسكرية ووكالات التجسس قبل عقدين من الزمن، وفي مقدمة عملاء ماسك، أحد أجهزة الدولة الأميركية العميقة التي لم يكشف عنها حتى عام 1992.

إنه مكتب الاستطلاع الوطني، قلب الجاسوسية الفوقية الأميركية النابض، إن جاز التعبير، ذلك الكائن في جنوب مطار دالاس الدولي، ويحتل مساحة مترامية الأطراف.

يستقطب المكتب موظفين من مختلف فروع البنتاغون، ووكالة الاستخبارات المركزية، والذين يستخدمون بيانات الأقمار الاصطناعية لدعم وكالات الأمن القومي، والوكالات المدنية في الحكومة الفيدرالية، وبدا أنه من السرية بحيث لم يكشف عنه إلا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

رويداً رويداً تنكشف أحجية الفتى ماسك، حيث بدأت الإثارة من حوله قبل عقدين بالفعل، حين مضى خارج الولايات المتحدة، وتحديداً إلى روسيا الاتحادية؛ بهدف الحصول على صواريخ فضائية لشركاته، ويومها كانت علامة الاستفهام «من هذا الذي يتم السماح له بالاقتراب على هذا النحو، من قدس أقداس» البرامج الفضائية العسكرية الأميركية؟

اليوم تتكشف الحقيقة، ذلك أن «سبيس إكس»، لم تكن إلا واجهة مدنية لبعض من مشروعات وزارة الدفاع الأميركية لعسكرة الفضاء، والتي لفت إليها النظر الرئيس السابق ترمب، في حديثه مع الصحافي الأميركي، بوب وود وورد، حين كان في سبيل إعداد كتابه الجديد «الغضب».

هل ماسك رجل أميركا الساعية لتجاوز القمر إلى المريخ، بحثاً عن بديل للأرض السائرة حائرة في طريقها للانفجار الإيكولوجي؟

علاقة ماسك في واقع الحال بالمريخ بدأت قبل وقت طويل، كان ذلك حين أطلق مصطلح «واحات المريخ»، كمشروع يهدف إلى بناء صوب زراعية لزراعة المحاصيل على سطح المريخ بالاعتماد على تسميد الحطام الصخري.

على أنه وقبل أربعة أعوام تقريباً، كان ماسك يعلن عن جدول زمني لنقل مليون شخص إلى المريخ بحلول عام 2050.

يتساءل العقلاء من جديد «هل هذه مشروعات أفراد وقطاع خاص، أم بنى مؤسساتية لدولة عملاقة تصل الأرض بالسماء، وتحتاج إلى تمويلات هائلة؟».

يجئ الحديث عن «ستارشيلد»، أو «درع النجوم»، ليستحضر من الذاكرة الأميركية برنامج «حرب الكواكب»، ذاك الذي أرسى أساساته الرئيس الراحل رونالد ريغان عام 1983، بعد أن أقنعه غلاة اليمين المسيحي المتطرف، من أمثال بات روبرتسون، وجيري فالويل، وغيرهما، بأن معركة «هرمجدون» على الأبواب مع السوفيات، وأنه لا بد من نشر شبكة دفاع ليزر في الفضاء، تقضي على صواريخ الدب القطبي حال عبورها الأطلسي.

مرة جديدة تبدو الدولة الأميركية العميقة، حاضنة المشروعات القطبية كافة، ومن جديد أيضاً يظهر الإصرار الأميركي على تسيد القرن الحادي والعشرين، والسعي الحثيث في طريق «مشروع القرن» للمحافظين الجدد.

مؤخراً، تشير مجلة «ديفنس نيوز» الأميركية ذائعة الصيت، إلى أن شركة «سبيس إكس» تمكنت من توسيع حضورها في المجال العسكري خلال السنوات الأخيرة؛ ففي عام 2020 على سبيل المثال، أختار سلاح الفضاء الأميركي صاروخ «فالكون 9»، وصواريخ «فالكون» الثقيلة، التي تنتجها الشركة للقيام بـ40 في المائة من مهام الإطلاق للفضاء ما بين عامي 2022 و2027.

في منتصف فبراير (شباط) الحالي، أعلنت «سبيس إكس» عن إقلاع صاروخ ينقل مركبة أميركية خاصة للهبوط على سطح القمر، وذلك في مهمة هي الأولى من بين 5 مهمات خاصة إلى هناك هذا العام.

ما هي فحوى ومضمون مشروع «ستارشيلد» الأحدث في مخططات أميركا، التي تجري عبر شراكة ظاهرية مع ماسك؟

المعلومات حتى الساعة شحيحة، سيما ما يتعلق بتوقيتات إطلاق قدراتها الفضائية أو حجم استثماراتها المنتظرة، والأهم البرامج المنوطة بها.

على أنه وفي كل الأحوال يمكن التأكيد على أن برنامج «ستارشيلد»، سوف يطوّر شبكة اتصالات بمستويات عالية الأمان تفوق ما تتمتع به برامج الأقمار الاصطناعية الحالية لماسك والمعروفة باسم «ستارلينك».

منذ 2019 أطلقت «ستارلينك» قرابة 5000 قمر اصطناعي وضعت في مدارات قريبة من الأرض، وقد ظهرت فاعليتها في حرب أوكرانيا، واليوم يطالب مشرّعون أميركيون بجعل «ستارشيلد»، متاحة لقوات الدفاع الأميركية في المعركة القادمة مع الصين في تايوان.

الخلاصة... حرب النجوم تُبعث من جديد والتفاصيل حكماً مثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ستارشيلد» والدولة الأميركية العميقة «ستارشيلد» والدولة الأميركية العميقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon