توقيت القاهرة المحلي 11:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مناظرة الخريف... حساب حصاد الجمهوريين

  مصر اليوم -

مناظرة الخريف حساب حصاد الجمهوريين

بقلم - إميل أمين

الأربعاء الماضي شهدت مدينة ميلووكي، بولاية ويسكنسن الأميركية، أول مناظرة للجمهوريين الساعين للحصول على ترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة 2024.

     

 

             

 

عادة تبدأ ردات فعل المانحين والناخبين تتجلى بعد نحو أسبوع من المناظرة، ما يعني أنه وقت ظهور هذه الكلمات للنور، تكون التيارات الجمهورية قد بلورت رؤية أولية تجاه المرشح صاحب الحظ.

هل جاءت المناظرة بمفاجأة ما، أو أن النتيجة كانت محسومة لصالح المرشح الغائب؟

غالب الظن أن ذلك كذلك؛ فقد أوفى المرشح الرئاسي، الرئيس السابق دونالد ترمب، بوعده ولم يشارك، رغم مخاوف بقية المرشحين من أن يظهر في الربع الأخير من الساعة الحادية عشرة من وقت المناظرة.

أكدت سياقات أحداث الأمسية أن ترمب قد أجاد اللعبة الانتخابية؛ فقد ترك المسرح للمتناحرين، في حين أظهر حضوراً خاصاً مع الإعلامي اللامع تاكر كارلسون، واستطاع أن يجذب الانتباه أميركياً بشكل واضح، ومن دون الحاجة لأن يتلقى سهام قليلي الحظ والأنصبة.

باتت حظوظ ترمب شبه قاطعة في الفوز بترشيح الجمهوريين؛ فقد أظهر استطلاع «رويترز – إبسوس» بعد المناظرة، حصوله على 53 في المائة من الأصوات المستطلعة، في حين أن الأقرب إليه حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، تحصل بشق الأنفس على 13 في المائة، ما يعني أن الفارق شاسع، ويصل إلى 40 نقطة.

ما الذي جرى للشاب الجمهوري، رجل فلوريدا، الذي شبهه البعض بجون كيندي؟

المشهد الذي ظهر عليه دي سانتيس، بدا مخيباً للآمال، بشكل مثير للدهشة، ما دعا البعض لاعتباره وكأنه لم يكن موجوداً؛ إذ خيم البرود على حضوره، في حين كان الرهان يدور حول أنه سيحدث زخماً، وبخاصة في ظل غياب الرئيس السابق ترمب.

دي سانتيس الأقرب لترمب، ولو بفارق واسع، تلاشى وسط الحشد وتجاهله المنافسون بصورة واضحة. غير أن البعض ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة تساءلوا: «هل كان الأمر مقصوداً، بهدف الابتعاد عن الأضواء بصورة متعمدة، والسماح من ثم للمرشحين الباقين بالتركيز على ترمب من جهة، والفتى الهندي الأصل، فيفيك راماسوامي من جهة ثانية؟».

تبقى كل الاحتمالات واردة، وإن كانت حملته غير موفقة، ولهذا أقال مديرتها قبل المناظرة الأولى بأيام معدودات، الأمر الذي يفتح الباب لتصديق ترمب الذي وصفه بأنه «ينهار مثل طائر مريض».

ماذا عن نائب الرئيس السابق، مايك بنس، الرجل الذي وُصف من قبل ترمب في وقت محنة انتخابات 2020 بأنه «شديد الاستقامة»، وبخاصة بعد رفضه مساعي ترمب الرافضة لإقرار نتيجة الانتخابات؟

قبل المناظرة، أكد بنس طويلاً على كونه: «الرجل الذي وقف بجانب ترمب دوماً بإخلاص، إلى أن طلب منه أموراً تخالف الدستور فأبى».

على خشبة مسرح المناظرة، أدى بنس أداء معقولاً، ونجح في تقديم نفسه كمحافظ مجرب وحقيقي في مضمار السباق، عطفاً على أنه لم يتأثر باستهجان أنصار ترمب، الذين يعدونه حكماً، منشقاً إن لم يكن خائناً.

حصل بنس على أكبر وقت تلفزيوني بين جميع المرشحين، وبدا جلياً أنه يجيد العزف على أوتار التيار الديني اليميني الإنجيلي، ومن لف لفه بشكل ممتاز، مؤكداً أنه الأنسب للولايات المتحدة الأميركية.

على الرغم من ذلك، فإن الذين ناصروا بنس في استطلاعات الرأي، لم يتجاوزوا 6 في المائة.

هل أفرزت المناظرة الأولى جواداً رابحاً، أو حصاناً أسود بالنسبة للجمهوريين؟

قد يكون الأمر على هذا النحو بالفعل؛ إذ تشير اتجاهات الريح للشاب المعجزة، رجل الأعمال من أصول هندية آسيوية، فيفيك راماسوامي، الذي لم يبلغ الأربعين من عمره بعد.

يصف الصحافي الأميركي أندرو فاينبيرغ الذي يغطي أخبار البيت الأبيض مشهد راماسوامي بالقول: «لم يقضِ يوماً واحداً في وظيفة عامة، ولم يسبق له أن ترشح لأي منصب عمومي من قبل، هندوسي ملتزم، ومع ذلك ينافس اليوم على الأصوات التمهيدية للرئاسة من ناخبين جمهوريين غالبيتهم الساحقة من كبار السن والبيض والمسيحيين».

نجح راماسوامي في الأشهر القليلة الماضية في أن يقدم نفسه للأميركيين، جمهوريين وديمقراطيين وسواهم، بوصفه الرجل الذي أعاد للآفاق زمن «الحلم الأميركي»، فهو ابن لمهاجرين من الهند، استطاع أن يضحى «مليونير» وهو طالب، ثم ها هو يخوض سباقاً سياسياً، يكاد يوصله إلى البيت الأبيض.

خلال المناظرة عدّ راماسوامي أن «ترمب كان أفضل رئيس أميركي في القرن العشرين»... هل نجح بذلك في رمي شباكه ضمن مياه ترمب العميقة؟

غالباً هذا ما حدث؛ إذ سريعاً ما وصف ترمب، راماسوامي بأنه «الفائز» في المناظرة، وقد أعاد نشر مقطعه هذا على موقع «تروث سوشيال»، عادّاً أنها خطوة جيدة من قبل الوافد السياسي الجديد.

أيمكن لراماسوامي بذلك أن يكون قد ضمن منصب «نائب ترمب» في التشكيلة الجديدة التي تتخلق في رحم الأحداث؟

حكماً، لم تختصم مطاردة الساحرات من رصيد ترمب، بل ضاعفت مكتسباته، ومع ذلك يبقى التساؤل مفتوحاً: «هل سينخفض دعم ترمب إذا تمت إدانته بارتكاب (جريمة خطيرة)؟».

ما من أحد في الداخل الأميركي حتى اللحظة، يدرك أي الاتهامات الموجهة إليه ستندرج في فئة «الجرائم الخطيرة»، غير أن ترمب سيفوز بترشيح الحزب لا محالة، والعهدة على «وول ستريت جورنال».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناظرة الخريف حساب حصاد الجمهوريين مناظرة الخريف حساب حصاد الجمهوريين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon