توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نيوسوم... هل ينقذ الديمقراطيين في 2024؟

  مصر اليوم -

نيوسوم هل ينقذ الديمقراطيين في 2024

بقلم - إميل أمين

أظهرت المناظرة الأخيرة التي جرت قبل أيام بين حاكمَي ولايتَي كاليفورنيا، غافين نيوسوم، وفلوريدا رون دي سانتيس، ظلالاً واضحة لسعي الأول لأن يكون رجل الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، مقدماً بذلك مواقيت خططه التي كانت تحلّق في أفق رئاسة 2028.

عدة أسئلة تواجه القارئ حول نيوسوم، الآيرلندي الأصل، الكاثوليكي المذهب، صاحب التوجهات الليبرالية، الذي عُدَّت ولايته، حائط الصد المكين في زمن رئاسة دونالد ترمب المحافظ.

نجح غافين نيوسوم عشية الخميس الماضي وعبر شاشة «فوكس نيوز» المحافظة، في تقديم ذاته سياسياً هادئاً رصيناً ومتزناً، وربما اقتطع بعقلانيته بعضاً من مساحة الجمهوريين المؤيدين لرون دي سانتيس، الذي بذل جهداً واضحاً من أجل الوصول إلى ملايين المحافظين في طول البلاد وعرضها، لا سيما في ظل تفكك حملته الانتخابية، وانسلات بعض قادتها إلى حملة المنافسة نيكي هيلي.

يخطر لنا التساؤل: هل حظوظ بايدن تتراجع بالفعل، ما يستدعي البحث عن منقذ من جانب قواعد الحزب الديمقراطي، في حال العزم على البقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية جديدة؟

غالب الظن أن الأمر كذلك، لا سيما في ضوء نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي لا تصب في صالح بايدن تحديداً.

آخر تلك الاستطلاعات جرى نهار التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم، عبر محطة «إم بي سي نيوز»، حيث صوَّت 46 في المائة من الناخبين المسجلين لصالح المرشح الجمهوري الأوفر حظاً حتى الساعة، الرئيس السابق دونالد ترمب، مقابل 44 في المائة قالوا إنهم سيصوّتون لبايدن. وبتحليل أعمق، عبّر نحو 62 في المائة من الأميركيين المستطلَعة آراؤهم عن عدم رضاهم عن سياسات البيت الأبيض الخارجية، لا سيما في ملفَّي أوكرانيا وحرب غزة.

الملف الأوكراني، بات كأنه عبء ثقيل على كاهل الأميركيين، مما يُبرز التساؤل الآتي: «كيف يمكن دعم حرب خارج التراب الوطني بمليارات الدولارات، في حين يتجاوز 40 مليون أميركي خط الفقر، الأمر الذي لا يبدو مقبولاً عقلانياً؟».

فيما الملف الآخر، والواضح أنه يسدد بدوره ضربة موجعة إلى بايدن، إن لم تكن قاضية مع تطور المشاهد الكارثية على الأرض، فهو ما يجري في غزة من إبادة واضحة وفاضحة للفلسطينيين، وبدعم كامل حتى الساعة من بايدن وإدارته، وعدم مقدرة على وقف إطلاق النار هناك مرة واحدة، كأن تل أبيب، هي من باتت صاحبة اليد العليا فوق واشنطن.

يوماً تلو الآخر، تتجلى ملامح تآكل شعبية الرئيس بايدن بين الديمقراطيين أنفسهم، وهذه هي الكارثة، لا سيما أن الجمهوريين متحفزون للثأر مما جرى في انتخابات 2020 التي يشوبها الغموض حتى الساعة.

هنا تبدو غزة، كأنها كعب أخيل لبايدن، لا سيما بالنسبة إلى الأجيال الأميركية الشابة في الحزب الديمقراطي، التي تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 عاماً، حيث رفض 70 في المائة من هذه الشريحة طريقة تعامل بايدن مع الحرب الدائرة ضد المدنيين العزل في غزة، والدعم المطلق لدولة إسرائيل.

هذه الفئة العمرية من الشباب بلغ تأييدها لسياسات بايدن في سبتمبر (أيلول) الماضي 46 في المائة، أما اليوم فهي بالكاد تقارب الـ30 في المائة، وقد تضحملّ خلال العام المقبل.

ووفقاً لتقارير أميركية، فإن الكثير من القيادات الديمقراطية بدأت تفكر جدياً، ومن وراء الكواليس، في مرشح ديمقراطي آخر، لضمان احتفاظ الحزب بموقع الرئاسة، وعرقلة وصول ترمب.

دق ناقوس الخطر للديمقراطيين بنوع خاص، بعدما أظهرت الدراسات الإحصائية واستطلاعات الرأي تخلف بايدن عن ترمب في 5 من أصل 6 ولايات حاسمة، وقبل عام بالضبط من الانتخابات الرئاسية.

هل هو وقت تحول غافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، من العمل في الظل، إلى الظهور في النور؟

يبدو غافين من الكياسة الأخلاقية والالتزام الحزبي، وبينهما الكثير من الدهاء السياسي الواعد، بدرجة كبيرة، فقد كان أحد مناصري وداعمي، بل جامعي التبرعات لبايدن في حملته الرئاسية السابقة، وعمل جاهداً ضد ترمب. غير أن إعلانه رسمياً خوض سباق انتخابات الرئاسة القادمة، لا يمكن تحقيقه الإ في حال انسحاب بايدن، أو خروجه من السباق لأي سبب آخر، مما يُضفي عليه مسحة من أخلاقيات، لا تتوافر في السياقات البراغماتية السياسية الأميركية عادةً.

وفي كل الأحوال من الواضح أن غافين، السياسي ورجل الأعمال والكاتب والمقدم التلفزيوني، صاحب الـ56 عاماً، لديه من الحنكة ما يمكّنه من العمل في خطوط متوازية، وبهدف لا يغيب عن عينيه، وهو البيت الأبيض.

ظهرت مؤخراً رغبة غافين في أن يطفو على سطح الجمهورية الأميركية، وليس على صعيد كاليفورنيا فحسب، كبديل جاهز، وذلك عبر إطلاق الإعلانات والحملات في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، مثل فلوريدا وتكساس، مروراً بانتقاد ضعف الرسائل الحزبية لحزبه.

ولعل الاستطلاع الأحدث لمعهد بيركلي للدراسات الحكومية في كاليفورنيا، يفتح الباب أمام ترشح غافين للرئاسة عام 2024، فقد أشارت نتائجه إلى أن 61 في المائة من ناخبي كاليفورنيا لا يرغبون في استمرار بايدن لفترة رئاسية قادمة، وليس هذا فقط، بل إنهم أيَّدوا نيوسوم بوصفه الخيار الأول للناخبين الديمقراطيين.

جاءت رحلة نيوسوم إلى الصين، واستقباله الرئيس شي جينبينغ في كاليفورنيا، ليطرحا تساؤلاً: هل يكون غافين، كيسنجر آخر لتوفيق الأوضاع بين القطبين الحالي والقادم؟ وهل سيضحى نيوسوم رجل إنقاذ الديمقراطيين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيوسوم هل ينقذ الديمقراطيين في 2024 نيوسوم هل ينقذ الديمقراطيين في 2024



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon