توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موازنة البنتاغون... حروب وقائية أم عادلة؟

  مصر اليوم -

موازنة البنتاغون حروب وقائية أم عادلة

بقلم - إميل أمين

الجمعة الماضي وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن «مشروع قانون السياسة الدفاعية الأميركي، ليصبح بذلك قانوناً».

مبلغ الموازنة التي يتضمنها التشريع يُعدّ قياسياً، لا سيما في زمن السلم، ويفتح الباب واسعاً للتساؤل: هل تتجهز الولايات المتحدة لحروب حقيقية، وليس مجرد سباق تسلح؟

886 مليار دولار، أي قرابة التريليون، هذا هو الرقم المعلن، ولأصحاب التأويلات الأخرى، ومنها فكر المؤامرة، أن يشاغبوا الأرقام السرية للبرامج غير المعلن عنها، وهي حاضرة في كل الأحوال.

تريليون دولار، للدفاع في جمهورية مدينة بنحو 33 تريليون دولار؛ ما يحملنا على التساؤل: هل تهرب واشنطن إلى الأمام عبر المزيد من الحروب، كملاذ أخير قبل زمن الأفول الإمبراطوري التقليدية للقوى العظمى؟

يستلفت النظر أول الأمر الإجماع الواضح على حاجة أميركا إلى مزيد من العسكرة والتسلح؛ فقد وافق مجلس الشيوخ بـ87 صوتاً في مقابل 13، ومجلس النواب بـ310 أصوات مقابل 118، في زمن أظهرت فيه البيانات السنوية الصادرة في نهاية عام 2022 عن مكتب الإحصاء الأميركي، أن معدل الفقر ارتفع إلى 11.6 في المائة عام 2021، من 11.5 في المائة عام 2020.

ووفقاً للبيانات، هناك 37.9 مليون شخص يعانون الفقر في 2021، بزيادة نحو 3.9 مليون شخص عن عام 2019.

لا تبدو مسألة «العدالة الاجتماعية» أمراً مقلقاً لطغمة الجنرالات، ما دام أن الموازنة تكفل لأميركا معياراً فائقاً من القوة ولو كانت منفلة.

ما سر هذه الموازنة؟ يبدو الأمر في غير حاجة إلى أسرار مخبأة، أو أحاجٍ مدفونة في بطون التقارير السرية.

ربما نجد جواباً شافياً وافياً على لسان كاثلين هيكس، نائبة وزيرة الدفاع الأميركي، وعندها أن «أعظم قياس لدينا للنجاح، والذي نستخدمه هنا في أغلب الأحيان، هو التأكد من أن قيادة جمهورية الصين الشعبية، تستيقظ كل يوم وتفكر في مخاطر العدوان، وتنتهي إلى أنه لن يصلح القيام بعدوان اليوم».

الرسالة عينها جاءت على لسان السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والذي رأى «هذا الطلب الأعلى نقطة انطلاق مفيدة».

هل نجحت الصين بنوع خاص في دفع الولايات المتحدة لجهة سباق تسلح تقليدي أو نووي؟... بمعنى: هل يكرر التاريخ ذاته، حين قادت واشنطن، موسكو، في مسيرة مماثلة أدت إلى انتكاسة سوفياتية محققة؟

يكاد المرء يؤمن بذلك، سيما بعدما رصدت الأقمار الاصطناعية عمليات بناء في صحراء شمالي غرب الصين، وعلى بعد عميق للغاية، في المكان الذي أجرت فيه عام 1964 أول تجربة نووية لها؛ ما ولد قناعة بأن بكين تخطط لإجراء تجارب مماثلة، وهو ما يكاد يتسق مع المعلومات الاستخبارية الأميركية، حول سعي الصينيين لامتلاك نحو ألف رأس نووية، بحلول عام 2030.

يتفهم المر شعور واشنطن بالقلق من أن الصين قد تتفوق عليها عسكرياً عند نقطة زمنية مستقبلية، غير أن هذا لا يعني أن الصراع مع روسيا لم يكن له موضع أو موقع في تلك الموازنة.

ضمن موازنة 2024 للبنتاغون، 145 مليار دولار مخصصة لتطوير أسلحة جديدة، مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تطلق في الغلاف الجوي العلوي، ويمكنها تفادي أنظمة الرادار، حتى وإن كانت متقدمة.

تبدو روسيا بدورها ذات يد طولى في إقرار هذه الموازنة، لا سيما بعد التجارب الحية لأسلحتها فرط الصوتية في مواجهاتها المفتوحة مع أوكرانيا.

في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2021، تحدث بايدن عما سماه «نهاية زمن الولع الأميركي بالحروب»، وأردف بالقول: «الولايات المتحدة لن تواصل التعامل مع القوة العسكرية بوصفها حلاً لكل مشكلة تواجهها حول العالم في ما هو قادم».

بدا وكأن بايدن، يتطلع لأن تقود بلاده العالم بالمثل والقدوة، وإن كانت قدوة قوية وليست ضعيفة، غير أن موازنة من هذا النوع تعيدنا قسراً إلى دائرة مفاهيم الردع بالقوة لا بالمثل والأخلاق؛ ما يعني أن الاستخدام الجزافي للقوة الأميركية، من الوارد جداً، أن يعود كسمة مميزة لفنون الحكم الأميركي، والعهدة هنا على مجلة «الفورين آفيرز» الأميركية ذائعة الصيت.

في أول ميزانيتين له، تجاهل بايدن تعهداته الخاصة بحملته الانتخابية ومنصة الحزب الديمقراطي 2020 التي دعت إلى تقليل الاعتماد المفرط على الأسلحة النووية.

اليوم، تمضي إدارة بايدن قدماً في تضمين التمويل لجميع الأرجل الثلاث للمثلث النووي الإستراتيجي، إضافة إلى سلاحين تكتيكيين جديدين.

من المستفيد الأول من موازنة 2024؟

يسأل عن ذلك «اللهو الخفي الأميركي»، ذاك المتمثل في «لوكهيد مارتن» و«رايثيون تكنولوجيز» و«بوينغ»، و«نورثروب غروفان»، وبقية أضلاع مثلث المجمع الصناعي العسكري، سيما بعد تم استرضاء العسكريين بزيادة 5.2 في المائة على رواتبهم.

هل نحن على مقربة من حروب وقائية استباقية أميركية جديدة، أم أن واشنطن تدنو من جديد من حدود «الحرب العادلة» Bellum Iustum، بمبناها ومعناه «الأوغسيطيني» والاختباء خلف ذريعة إقامة السلام العادل؟

من الحروب الوقائية إلى العادلة، تنفتح مسارات لفوضى خلاقة معولمة، قبل نهاية الأسطورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موازنة البنتاغون حروب وقائية أم عادلة موازنة البنتاغون حروب وقائية أم عادلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon