توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مارك روته ومستقبل «الناتو»

  مصر اليوم -

مارك روته ومستقبل «الناتو»

بقلم:إميل أمين

يستدعي قرار «حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، الأربعاء الماضي، اختيار رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أميناً عاماً جديداً للحلف، خلفاً للأمين الحالي، ينس ستولتنبرغ، طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الحلف في قادم الأيام، لا سيما في الأوقات العصيبة الحالية، حيث سيف ديموقليس يهدد البشرية بشتاء دموي.

خمسة وسبعون عاماً هي عمر «الناتو» اليوم؛ فهل تراه يبلغ المائة، أم أن المتغيرات الإقليمية والدولية، ستعدل من أوضاعه، وتبدل من طباعه، وربما تأذن له بالانصراف؟

لعلها من متناقضات القدر، أنه قبل فبراير (شباط) 2022، اعتقد الجميع، لا سيما الجانب الأوروبي، أن «الناتو» مات «سريرياً»، وأن الوقت قد حان لتشكل أوروبا جيشها الخاص، وهي الدعوة التي وقف وراءها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل خاص.

وإن كانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قد اعتبرت قبلة الحياة للحلف المنازع، وسلطت الأضواء من جديد على معاهدته وأهمية عضويته، فإن ذلك كله لا ينفي أن هناك تحديات خطيرة تواجهه، وعثرات كبيرة تجابهه... ماذا عن ذلك؟

بداية يمكن القطع بأن الدعم الشعبي للحرب في الأوساط الأوروبية قد انخفض بشكل متزايد، لا سيما بعد أن ساد يقين معروف مسبقاً؛ بأنه لا يمكن هزيمة دولة نووية، وأن البديل هو محرقة عالمية ثالثة، وعليه بات الأوروبيون يفضلون صفقة تقود لسلام مع روسيا، عوضاً عن العنتريات المطولة، خصوصاً في ظل الخسائر الفادحة التي حاقت بالاقتصادات الأوروبية، وأدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.

يعن كذلك للباحث في شؤون وربما شجون «الناتو» أن يتساءل عن مستقبله، لا سيما بعد نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة، وما أفرزته من جنوح لجهة اليمين المتشدد، وبالتبعية سوف تظهر قيادات وزعامات سياسية أوروبية تحمل أفكاراً مختلفة، يمكنها أن تشكل تحدياً لتماسك الحلف وقدرته على الحفاظ على الإجماع بشأن السياسات المختلف حولها تجاه مستقبل الأزمة الأوكرانية.

على الجانب الآخر من الأطلسي، يتساءل كثيرون: «هل نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يمكنها أن تؤثر في سيرة ومسيرة «الناتو»؟

حكماً في حال فوز الرئيس الحالي جو بايدن، لن يستشعر الطرف الأوروبي تغيراً كبيراً، فهامش الخلافات بين أميركا وأوروبا في ولاية سيد البيت الأبيض الحالي، ضيق للغاية، غير أن الويل والثبور وعظائم الأمور تنتظر روته و«الناتو»، حال فوز منافسه دونالد ترمب... لماذا وكيف؟

لا يوفر كثير من المراقبين الأوروبيين الشكوك في ميول ترمب لصالح فلاديمير بوتين، ورغبته في احتوائه ليكون معيناً له في مواجهة الصين، حتى وإن كلف الأمر الأوروبيين مخاوف جمة.

وصول ترمب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض ثانية قد يفتح الباب واسعاً أمام فكرة انسحاب الولايات المتحدة من عضوية «الناتو»، وهي فكرة مستبعَدة حالياً، لكن ترمب رجل غير متوقَّع، وغير المتوقَّع عنده يحدث بشكل كبير.

انسحاب أميركا من «الناتو» يعني مباشرة فقدان الحلف للمساهمة المالية الأكبر التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن قدرات النقل الجوي، وتكنولوجيا المراقبة والاستطلاع التي لا يمكن للأعضاء الأوروبيين استبدالها بسهولة.

هناك كذلك أمر إداري وتنظيمي يمكن أن يصاب بخلل؛ فقد جرى العرف أن يكون القائد العام لـ«الناتو» أميركياً؛ ما يعني أن القيادة الجديدة ستكون أوروبية، وهو أمر غير يسير في ظل الخلافات المؤدلجة بين اليمين واليسار.

أحد الأسئلة المختلف عليها حول «الناتو»: هل كان السبب فيما جرى لأوكرانيا؟

يحاجج البروفسور جون ميرشايمر، عالم السياسة الأميركي الشهير أستاذ العلاقات الدولية في جامعة شيكاغو، بأن «قرار فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا يرجع إلى حد كبير إلى توسع (حلف شمال الأطلسي) شرقاً، والرغبة في إقامة مواقع عسكرية على بوابات روسيا الغربية».

لكن أصواتاً أميركية من عينة عضوي «الكونغرس» جيري كونولي، ومايك تورنر، تدافع عن مثل هذا التوسع، ويعتبران أن «الناتو» هو الذي يضمن بقاء إستونيا وفنلندا وغيرهما من دول البلطيق بعيدة عن قبضة بوتين، وأن الفارق بين ما حدث لأوروبا على يد هتلر، في الثلاثينات، والتهديد الذي تفرضه روسيا في عهد بوتين هو حلف «الناتو»، والخطوط الحمراء التي يرسمها حول أراضيه.

أهيَ دعوة لمزيد من عسكرة «الناتو» في زمن رُوتَهْ؟

تتعالى أصوات كثيرة مطالِبة بأن يمارس «الناتو» في عهد أمينه العام الجديد دوراً سياسياً يتمحور حول حماية الديمقراطية في مواجهة الاستبداد، لكن الإشكال هنا كيف له أن يفعل ذلك من دون قوة عسكرية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارك روته ومستقبل «الناتو» مارك روته ومستقبل «الناتو»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon