توقيت القاهرة المحلي 23:51:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوميكرون... أزمنة الظنون ودروب العثرات

  مصر اليوم -

أوميكرون أزمنة الظنون ودروب العثرات

بقلم : إميل أمين

بعد قرابة عامين، وأكثر من خمسة ملايين ضحية، ومئات الملايين من الذين أصيبوا بالفيروس، ناهيك عن عدة تريليونات من الدولارات، خسائر مباشرة للاقتصاد العالمي، بخلاف غير المباشرة، ها هي البشرية تعود من جديد إلى المربع رقم صفر، حيث بداية جديدة لفيروس متحور لا يعرف أحد يقيناً بشأنه، وقد يحتاج العالم إلى بضعة أشهر حتى يدرك العلماء مدى خطورته.
ظهور المتحور الجديد، أوميكرون، يحمل تهديدات أبعد من كونه نسخة من نسخ كوفيد – 19، إذ يعني الأمر أن العلم الأرضي حتى الساعة عاجز عن فهم ذلك الهجوم الذي تعرضت له الإنسانية من قبل الفيروسات، ويكشف المشهد أن القوى الكبرى تهدر طاقاتها في سباق تسلح جديد، تنفق فيه مليارات الدولارات صباح مساء كل يوم، وهي عاجزة عن توقع خطر مجهول، ومن كائنات لا ترى بالعين المجردة، يمكنها أن تحظر حركة الناس حول البسيطة مرة أخرى، وبل وتدمر الهياكل الاقتصادية العالمية، ومن غير حاجة لصواريخ فرط صوتية أو غواصات كهرومائية.
على مدى العامين الماضيين ظل الغموض سيد الموقف لجهة أصل الفيروس ومنشأه، وفيما بذلت أجهزة الاستخبارات الغربية عامة، والأميركية خاصة، جهوداً مضنية في هذا السبيل، أخفقت جميعها في بلوغ أطراف الحقيقة، وبخاصة في ظل الرفض الصيني التام لتقديم ما لديها من معلومات عما جرى على أراضيها، وما هي حدود القصة، وهل الفيروس الذي تسرب إلى العالم من ووهان فيروس طبيعي، أم نتاج تجارب بيولوجية، حتى وإن كان قد تسرب بالخطأ.
تدفع الخليقة هذه الأيام ثمناً مضاعفاً لغياب الحقيقة، فيما الخطر الأكبر يبقى خلف الباب متمثلاً في ظهور نسخ ومتحورات أشد بلاء في قادم الأيام، متحورات قد تحتاج إلى وقت طويل لمعرفة كيفية ملاقاتها وهي غير المرغوبة ولا المعروفة.
أما الهول الأعظم فيتمثل في غياب الاستعداد الحقيقي على مستوى العالمي، لظهور أوبئة جديدة، ربما تكون أشد فتكاً من كوفيد - 19 بكل تغيراته القاتلة.
تبدو الحاجة الماسة اليوم إلى منظمة صحية عالمية شفافة لا تشوبها الفساد، ولا تعمها الضبابية أو يتلاعب بها أمراء السياسة، ويسخرونها لخدمة أباطرة شركات الدواء، ولعل البند الأول الواجب على الكيان الصحي الجديد القيام به والسعي في طريقه، توافق دولي حول معاهدة للتصدي للأوبئة مستقبلاً، بمعنى معاهدة مستقبلية لمكافحة تسونامي الميكروبات والفيروسات، تغطي مسائل مثل تبادل البيانات وتسلسل الجينوم للفيروسات الناشئة، وأي لقاحات أو عقاقير محتملة عن أبحاث طبية.
ليس سراً أن أرقام موازنات الدفاع حول العالم في العام الجاري تجاوزت التريليون دولار، وبعملية حسابية بسيطة فإن واحداً في المائة فقط من تلك الأرقام الجهنمية يساوي 10 مليارات دولار، حال تخصيصها لعام أو عامين في أدوات البحث العلمي، فإن النتيجة حتماً ستكون استباق ظهور أدوات الموت المحمولة عبر الماء والهواء، لا سيما في ظل أجواء بيئية تزداد تلوثاً يوماً تلو الآخر.
ظهور المتحور «أوميكرون»، هذه الأيام يدخل العالم ومن جديد في حلقة من حلقات الإحباط النفسي، ولا نغالي إن قلنا الهزيمة المعنوية، إذ للتو بدأت الخليقة في التنفس والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد، لكنها سريعاً ما باتت قريبة جداً من الانتكاسة وهي على بعد أيام معدودات من مواسم أعياد الميلاد ورأس السنة، التي تعطي فسحة من الأمل بعد طول يأس وقلق وإغلاق دام السنتين الماضيتين.
أما عن الخسائر على الصعيد المالي فحدث ولا حرج، لا سيما إذا تفشى المتحور الجديد، وأدى إلى المزيد من الإغلاق، ورغم أن الجميع يتحدث في الوقت الراهن عن عدم جدوى هذا الطرح، فإن واقع الحال هو أنه قد تجد كثير من الدول أنفسها مجبرة على السير في هذا الطريق، فيما الطرح الآخر المرجح، هو العودة إلى إغلاق الحدود مرة جديدة بين غالبية دول العالم، وقد بدأ الأمر بالفعل في وجه بعض دول أفريقية، وربما وقت ظهور هذه السطور للنور، تكون دول أخرى قد أعلنت سياجات من حولها براً وبحراً وجواً.
طلة المتحور «أوميكرون» تفتح ثانية أبواب التفسيرات التآمرية للتاريخ، لا سيما في ظل ظهور الحالات الأولى منه في قارة أفريقيا، التي يراهن البعض على أن هناك من يستهدف شعوبها ويعتبرهم «قيمة زائدة»، بحسب علوم الاقتصاد. التفسير عينه ينسحب على شركات الأدوية العالمية، وهل في الأمر فرصة ما لتكرار مسارات ومساقات الأرباح التي حققتها بل ومضاعفتها؟
التاريخ ليس مؤامرة، نعم «لكن المؤامرة موجودة في التاريخ»، هكذا قال الأولون.
يطفو أوميكرون على السطح وهناك مخاوف من أزمة اقتصادية عالمية جديدة، وتضخم متصاعد مرعب للأسواق العالمية. إنها أزمنة الظنون، ودروب العثرات... وويل لمن تأتي منه العثرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوميكرون أزمنة الظنون ودروب العثرات أوميكرون أزمنة الظنون ودروب العثرات



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon