توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين؟

  مصر اليوم -

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين

بقلم:إميل أمين

عام 1991 صاغ الجنرال الروسي فلاديمير سليبتشينك، تعبير «حروب الجيل السادس»، وأكد أن زمن الحروب التقليدية قد ولّى، وأن الحروب القادمة سوف تدار على بُعد ومن خلال الأنظمة الذكية، التي غالباً ما تتخذ الفضاء لها وطناً ومستقراً.
ما صرح به سليبتشينك، أكده عالم المستقبليات والمفكر الأميركي الشهير ألفين توفلر، في مؤلفه القيم «الحرب وضد الحرب»، وفيه يقطع بأن تلك الحرب كانت أول انتصار حقيقي في ظروف الحرب لأدوات وآليات فضاء أميركا، التي تكلفت حتى ذلك الوقت نحو 200 مليار دولار، وأول تبرير لاستثمار فرنسا وبريطانيا لمليار دولار في الفضاء في المجال العسكري.
لماذا الحديث في هذه الأوقات عن تلك الحروب وعلاقتها بالفضاء؟
المؤكد أن الجواب غير خافٍ على أحد، حتى من بين غير المتخصصين من العسكريين، فما حدث منذ ظهور المنطاد الصيني فوق الولايات المتحدة، والأحداث التي تتسارع بشكل كبير، لا سيما ظهور أجسام غريبة فوق سماوات أميركا والصين، يدفع للتساؤل هل هذه مقدمات معارك الجيل السادس بين القوى الكبرى، أم أن الأمر برمته خارج المقدرات البشرية وموصول بكائنات فضائية تسعى للتواصل مع النوع الإنساني؟
قبل بضعة أيام ووسط ضوضاء المناطيد والأجسام الفضائية، رصد فريق أسترالي من علماء الفلك جسماً يدور حول الأرض، ويبعد نحو 4000 سنة ضوئية.
المثير جداً في الأمر هو أنه يرسل إشارات صوتية إلى الأرض كل 18 دقيقة، ويتم التقاطها بأجهزة الراديو، كما أن الجسم عينه يطلق دفعة عملاقة من الطاقة كل 3 مرات في الساعة.
هل هناك حضارة أخرى عاقلة، تحاول الاتصال بالأرض، ولديهم رسالة ما؟
تلفت الانتباه حالة الاضطراب التي تحوم من حول الجواب، ومن قلب الولايات المتحدة الأميركية عينها، تلك التي كانت صاحبة المبادرة الأولى لعسكرة الفضاء، حين أعلن الرئيس رونالد ريغان في 23 مارس (آذار) 1983 عن برنامج «حرب الكواكب».
مع ظهور عدد من تلك الأجسام المجهولة - إن صدق أنها كذلك – كان قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية الجنرال جليندي فانهيرك، يؤكد أنه لا يستبعد أي احتمالات بشأن مصدر الأجسام المجهولة التي أسقطتها القوات الأميركية، بما فيها أن تكون من خارج كوكب الأرض، مضيفاً: «لا أستبعد أي شيء... وسأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك».
هل تكلم فانهيريك بما لا يتوجب الحديث عنه؟
ليس سراً القول إن الكثير من الحبر سود صفحات عشرات الكتب عن علاقة خاصة تربط حكومات الولايات المتحدة الأميركية بكائنات فضائية، ولا يزال سر المنطقة 51 في صحراء نيفادا مغلفاً في أحجية ضمن لغز، ما من أحد راغب في فك أختامه، وغالب الظن أن الرئيس أيزنهاور كان شاهداً على نوعية ما من تلك اللقاءات.
قبل نحو عام أظهر استطلاع رأي أجراه معهد بيو في واشنطن، على أكثر من عشرة آلاف شخص، أن 65 في المائة من المستطلعة آراؤهم، يؤمنون بوجود حياة فضائية ذكية في كواكب غير كوكب الأرض.
والمعروف أنه في صيف 2021 اضطر المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، للقيام بتحقيق شامل حول الأجسام الغامضة والأطباق الطائرة، التي ظهرت وتظهر فوق سماوات أميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الساعة، وذلك استجابة لطلب صريح من لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.
على أن تصريحاً أدلت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، نهار الاثنين الماضي، نسف فكرة العلاقة بين تلك الأجسام والزوار من خارج الكرة الأرضية، إذ اعتبرت أنه «ليس هناك أي مؤشر على أنشطة لكائنات فضائية»، وذلك بعدما أسقط الجيش الأميركي مجموعة من الأجسام مجهولة المصدر.
اللغط في الداخل الأميركي استمر، بل وتصاعد من خلال ما أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي قال: «لم نتمكن من تحديد أهداف وهويات الأجسام الطائرة الأخيرة، ولم نستبعد علاقتها ببرامج التجسس».
ثلاثة تصريحات مرتبكة، وتكاد تكون متضادة، ضمن إدارة واحدة موسومة بالفوضى في الداخل، وعدم وضوح الرؤية في الخارج، الأمر الذي يفتح المجال للعودة من جديد إلى فكرة حروب الجيل السادس، وما إذا كانت البشرية ترصد إرهاصات للأسوأ الذي لم يأتِ بعد.
هنا وإن انتفى البعد الخاص بالمصدر الفضائي لتلك الأجسام، لن يتبقى لنا سوى القطع بأن ما نشاهده هو الفصل الأول من حروب البشر عبر الفضاء، ومحاولة السيطرة والهيمنة على الإطار الخارجي للكرة الأرضية.
فكرة الهيمنة والسيادة على مقدرات البشرية تأخذنا إلى رؤى عالم الجغرافيا السياسي هالفورد ماكندر (1861 - 1947)، الذي قام بتطوير نظرية مفادها أن دول شرق أوروبا وروسيا تشكل قلب القوة العالمية، أما أفريقيا وباقي أوروبا وآسيا فمجرد جزيرة العالم.
وضع ماكندر قاعدة تقول إن من يحكم أوروبا الشرقية يحكم قلب العالم، ومن يحكم قلب العالم يسيطر على جزيرة العالم، ومن يحكم جزيرة العالم يسيطر على العالم.
بعد مائة عام من رؤية ماكندر وبالتحديد في منتصف القرن الحالي، حكماً ستتغير قراءة الرجل، وسيكون البديل واضحاً جداً، والمفتاح أمام الأعين متمثلاً في الفضاء الخارجي.
ستكون الفكرة المهيمنة على القوى القطبية القائمة والقادمة متمحورة حول الفضاء ومن يسيطر عليه سوف يسيطر على جميع مقدرات كوكب الأرض.
المثير جداً في هذا الأمر، هو أن من ستقدر له السطوة على القمر، هو من سيكون له الفوز الكبير في الفضاء الخارجي، الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن البرامج المختلفة التي تنشط من جديد للوصول إلى القمر، بحجج ظاهرها المناخ والموارد والتجارب العلمية، وباطنها السعي لعسكرة القمر، لا سيما عن نقاط تعرف بـ«تحرير قمرية»، تتساوى فيها جاذبية القمر وجاذبية الأرض، ومن الناحية النظرية، يمكن لقواعد عسكرية توضع هناك أن تبقى لمدة طويلة جداً ولا تحتاج لإعادة إمداد بالوقود، أي أن تضحي نقاطاً مرتفعة لمقاتلي الفضاء في الغد.
حروب فضاء أم مغامرات فضائيين... لن يطول الانتظار قطعاً لمعرفة الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon