توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين؟

  مصر اليوم -

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين

بقلم:إميل أمين

عام 1991 صاغ الجنرال الروسي فلاديمير سليبتشينك، تعبير «حروب الجيل السادس»، وأكد أن زمن الحروب التقليدية قد ولّى، وأن الحروب القادمة سوف تدار على بُعد ومن خلال الأنظمة الذكية، التي غالباً ما تتخذ الفضاء لها وطناً ومستقراً.
ما صرح به سليبتشينك، أكده عالم المستقبليات والمفكر الأميركي الشهير ألفين توفلر، في مؤلفه القيم «الحرب وضد الحرب»، وفيه يقطع بأن تلك الحرب كانت أول انتصار حقيقي في ظروف الحرب لأدوات وآليات فضاء أميركا، التي تكلفت حتى ذلك الوقت نحو 200 مليار دولار، وأول تبرير لاستثمار فرنسا وبريطانيا لمليار دولار في الفضاء في المجال العسكري.
لماذا الحديث في هذه الأوقات عن تلك الحروب وعلاقتها بالفضاء؟
المؤكد أن الجواب غير خافٍ على أحد، حتى من بين غير المتخصصين من العسكريين، فما حدث منذ ظهور المنطاد الصيني فوق الولايات المتحدة، والأحداث التي تتسارع بشكل كبير، لا سيما ظهور أجسام غريبة فوق سماوات أميركا والصين، يدفع للتساؤل هل هذه مقدمات معارك الجيل السادس بين القوى الكبرى، أم أن الأمر برمته خارج المقدرات البشرية وموصول بكائنات فضائية تسعى للتواصل مع النوع الإنساني؟
قبل بضعة أيام ووسط ضوضاء المناطيد والأجسام الفضائية، رصد فريق أسترالي من علماء الفلك جسماً يدور حول الأرض، ويبعد نحو 4000 سنة ضوئية.
المثير جداً في الأمر هو أنه يرسل إشارات صوتية إلى الأرض كل 18 دقيقة، ويتم التقاطها بأجهزة الراديو، كما أن الجسم عينه يطلق دفعة عملاقة من الطاقة كل 3 مرات في الساعة.
هل هناك حضارة أخرى عاقلة، تحاول الاتصال بالأرض، ولديهم رسالة ما؟
تلفت الانتباه حالة الاضطراب التي تحوم من حول الجواب، ومن قلب الولايات المتحدة الأميركية عينها، تلك التي كانت صاحبة المبادرة الأولى لعسكرة الفضاء، حين أعلن الرئيس رونالد ريغان في 23 مارس (آذار) 1983 عن برنامج «حرب الكواكب».
مع ظهور عدد من تلك الأجسام المجهولة - إن صدق أنها كذلك – كان قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية الجنرال جليندي فانهيرك، يؤكد أنه لا يستبعد أي احتمالات بشأن مصدر الأجسام المجهولة التي أسقطتها القوات الأميركية، بما فيها أن تكون من خارج كوكب الأرض، مضيفاً: «لا أستبعد أي شيء... وسأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك».
هل تكلم فانهيريك بما لا يتوجب الحديث عنه؟
ليس سراً القول إن الكثير من الحبر سود صفحات عشرات الكتب عن علاقة خاصة تربط حكومات الولايات المتحدة الأميركية بكائنات فضائية، ولا يزال سر المنطقة 51 في صحراء نيفادا مغلفاً في أحجية ضمن لغز، ما من أحد راغب في فك أختامه، وغالب الظن أن الرئيس أيزنهاور كان شاهداً على نوعية ما من تلك اللقاءات.
قبل نحو عام أظهر استطلاع رأي أجراه معهد بيو في واشنطن، على أكثر من عشرة آلاف شخص، أن 65 في المائة من المستطلعة آراؤهم، يؤمنون بوجود حياة فضائية ذكية في كواكب غير كوكب الأرض.
والمعروف أنه في صيف 2021 اضطر المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، للقيام بتحقيق شامل حول الأجسام الغامضة والأطباق الطائرة، التي ظهرت وتظهر فوق سماوات أميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الساعة، وذلك استجابة لطلب صريح من لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.
على أن تصريحاً أدلت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، نهار الاثنين الماضي، نسف فكرة العلاقة بين تلك الأجسام والزوار من خارج الكرة الأرضية، إذ اعتبرت أنه «ليس هناك أي مؤشر على أنشطة لكائنات فضائية»، وذلك بعدما أسقط الجيش الأميركي مجموعة من الأجسام مجهولة المصدر.
اللغط في الداخل الأميركي استمر، بل وتصاعد من خلال ما أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي قال: «لم نتمكن من تحديد أهداف وهويات الأجسام الطائرة الأخيرة، ولم نستبعد علاقتها ببرامج التجسس».
ثلاثة تصريحات مرتبكة، وتكاد تكون متضادة، ضمن إدارة واحدة موسومة بالفوضى في الداخل، وعدم وضوح الرؤية في الخارج، الأمر الذي يفتح المجال للعودة من جديد إلى فكرة حروب الجيل السادس، وما إذا كانت البشرية ترصد إرهاصات للأسوأ الذي لم يأتِ بعد.
هنا وإن انتفى البعد الخاص بالمصدر الفضائي لتلك الأجسام، لن يتبقى لنا سوى القطع بأن ما نشاهده هو الفصل الأول من حروب البشر عبر الفضاء، ومحاولة السيطرة والهيمنة على الإطار الخارجي للكرة الأرضية.
فكرة الهيمنة والسيادة على مقدرات البشرية تأخذنا إلى رؤى عالم الجغرافيا السياسي هالفورد ماكندر (1861 - 1947)، الذي قام بتطوير نظرية مفادها أن دول شرق أوروبا وروسيا تشكل قلب القوة العالمية، أما أفريقيا وباقي أوروبا وآسيا فمجرد جزيرة العالم.
وضع ماكندر قاعدة تقول إن من يحكم أوروبا الشرقية يحكم قلب العالم، ومن يحكم قلب العالم يسيطر على جزيرة العالم، ومن يحكم جزيرة العالم يسيطر على العالم.
بعد مائة عام من رؤية ماكندر وبالتحديد في منتصف القرن الحالي، حكماً ستتغير قراءة الرجل، وسيكون البديل واضحاً جداً، والمفتاح أمام الأعين متمثلاً في الفضاء الخارجي.
ستكون الفكرة المهيمنة على القوى القطبية القائمة والقادمة متمحورة حول الفضاء ومن يسيطر عليه سوف يسيطر على جميع مقدرات كوكب الأرض.
المثير جداً في هذا الأمر، هو أن من ستقدر له السطوة على القمر، هو من سيكون له الفوز الكبير في الفضاء الخارجي، الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن البرامج المختلفة التي تنشط من جديد للوصول إلى القمر، بحجج ظاهرها المناخ والموارد والتجارب العلمية، وباطنها السعي لعسكرة القمر، لا سيما عن نقاط تعرف بـ«تحرير قمرية»، تتساوى فيها جاذبية القمر وجاذبية الأرض، ومن الناحية النظرية، يمكن لقواعد عسكرية توضع هناك أن تبقى لمدة طويلة جداً ولا تحتاج لإعادة إمداد بالوقود، أي أن تضحي نقاطاً مرتفعة لمقاتلي الفضاء في الغد.
حروب فضاء أم مغامرات فضائيين... لن يطول الانتظار قطعاً لمعرفة الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين حروب الفضاء أم تواصل الفضائيين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon