توقيت القاهرة المحلي 20:54:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

  مصر اليوم -

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

بقلم : إميل أمين

هل باتت «دبلوماسية التخويف» هي الحل الوحيد في الربع ساعة الأخير لإجبار إيران على تغيير مسارها، وتعديل بوصلة تجاوبها في مفاوضات فيينا، التي ستشهد جولة ثامنة من المفاوضات مع بدايات الأسبوع المقبل؟
الطرح المشار إليه حمله ما يمكن أن نطلق عليه بيان أو إنذار وقعه سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين الثقات، أشاروا فيه إلى أنهم قدموا تقييماً للمفاوضات النووية مع إيران، وحذروا من أن طهران تتحرك بنشاط نحو القدرة على الحصول على الأسلحة النووية.
الخبراء رفيعو المستوى طالبوا إدارة الرئيس بايدن بإظهار نيات العمل العسكري، كأداة ردع لطهران، التي تجاوزت التخصيب من 3.67 كما كان مقرراً في اتفاقية أوباما سيئة السمعة عام 2015، وصولاً إلى 20 في المائة، ثم الإعلان عن حيازة نحو 25 كيلو غراماً من اليوارنيوم المخصب 60 في المائة، ما يعني أن بلوغ عتبة الـ90 في المائة تخصيباً على الأبواب، وهذا يعني امتلاك القنبلة النووية الإيرانية بامتياز.
يشهد رافائيل غروسي المدير العام للرابطة الدولية للطاقة الذرية، بأن التخصيب إلى تلك النسب ليس له أي غرض مبرر، وعليه يرى هؤلاء السبعة أن إيران لا تسعى للحصول على قدرات نووية سلمية، بل تسعى لتطوير قدرات للحصول على أسلحة نووية.
الموقعون على الإنذار أسماء لها ثقلها في السماوات الأميركية، رجالات من عينة ليون بانيتا وزير الدفاع ومدير الاستخبارات الخارجية الأسبق، وديفيد باتريوس الجنرال الشهير ومدير الاستخبارات المركزية الأسبق، عطفاً على روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ودنيس روس الدبلوماسي الأشهر في العقدين الأخيرين.
ما السر الذي أدركه هؤلاء وقادهم إلى فكرة الإنذار العملي وليس النظري، إن جاز التعبير؟
باختصار غير مخلٍ، لقد أدرك السبعة الكبار أن إيران لن تقيم وزناً لقرارات الإدانة في المحافل الدولية، كما أن مسألة العقوبات الاقتصادية لم تعد تردع الإيرانيين، ولهذا يبدو الأمل الأخير في إقناع الإيرانيين بخطورة ما هم ماضون فيه، متمثلاً في رسم صورة العواقب الوخيمة التي ستحل بها إذا بقيت سائرة على درب مسارها الحالي.
عزز هذا الإدراك تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جاك ساليفان، الذي وصف الجولة الأخيرة من المفاوضات في فيينا بأنها: «كانت أفضل مما كان يمكن أن تكون عليه، وأسوأ مما كان ينبغي أن تكون».
يعن للمرء أن يتساءل مخلصاً التساؤل والبحث عن الجواب: «إذا كان التفاوض على جدول الأعمال قد استغرق كل هذا الوقت الطويل، فكم من الوقت سيستغرق حل القضايا المدرجة على جدول الأعمال؟».
التساؤل السابق هو جوهر التلاعب الإيراني بالمفاوضات والمفاوضين، فإيران في حقيقة الأمر لا تريد اتفاقاً، وإنما تسعى إلى أكبر قدر من تسويف الوقت، تكون فيه قد انتهت إلى مرادها، أي أنها مفاوضات جوفاء من غير هدف نهائي أو رؤية واقعية.
لا يعني إنذار السبعة الكبار أنه على إدارة بادين التهديد بتغيير النظام، ولا الانطلاق من أي رؤية عدائية ضد الشعب الإيراني، بل إنهم يحثون حكومة الولايات المتحدة على تقديم الدعم الإنساني، بما في ذلك لقاحات «كورونا» والمساعدات الطبية الأخرى.
الجمعة الماضي كان مسؤول كبير في إدارة بايدن يقطع بأن إيران أصبحت قريبة جداً من حيازة سلاح نووي، وبصورة تنذر بالخطر، ما يعني أن نافذة الحلول السلمية تضيق لصالح العمل العسكري.
في هذا السياق يتطلع أصحاب الإنذار إلى حمل رسالة للملالي عبر تدريبات عسكرية رفيعة المستوى من قبل القيادة المركزية الأميركية، ومن المحتمل أن تكون بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، التي تحاكي ما يمكن أن يكون انخراطاً في عملية عسكرية، بما في ذلك التمرين على شن هجمات جو - أرض، على الأهداف المحصنة وسحق بطاريات الصواريخ الإيرانية.
وربما يتعين على واشنطن كذلك أن تظهر للإيرانيين التزامها الشامل والكامل بتزويد الحلفاء والشركاء المحليين، وكذلك المنشآت والأصول الأميركية في المنطقة بقدرات دفاعية معززة لمواجهة أي إجراءات انتقامية قد تختار إيران القيام بها.
وعلى وزارة الدفاع الأميركية، وبأسرع وقت ممكن، الوفاء بتعهداتها بالرد بقوة على الاعتداءات الإيرانية الأخرى مثل الهجوم بالطائرات المسيّرة، وإعاقة الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي، واختطاف السفن والبحارة.
هل تكفي هذه الإجراءات لدفع إيران في طريق مغاير؟
الحقيقة التي يدركها السبع الكبار، هي أن الميزانية المقبلة لإيران تفترض عدم التوصل إلى اتفاق نووي، والعهدة على باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فالأرقام الواردة في الميزانية المالية 2022 - 2023 المقدمة للبرلمان، تفترض أن المحادثات الإيرانية لن تؤتي ثمارها في فيينا، وأن البلاد لن تحقق نجاحاً أكبر ما حققته على صعيد التهرب من العقوبات الأميركية.
إيران في الموازنة الجديدة ضاعفت من مخصصات الحرس الثوري، ما يعني المزيد من تطوير الصواريخ الباليستية وأجيال جديدة من المسيّرات، ودفع الوكلاء للتحرك.
أهو إنذار القارعة لا الردع إذن؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon