توقيت القاهرة المحلي 17:44:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأقطاب الدولية... عودة للحروب البحرية

  مصر اليوم -

الأقطاب الدولية عودة للحروب البحرية

بقلم : إميل أمين

ضمن سياقات التطورات الدولية، يلحظ المرء نمواً متصاعداً في العودة إلى عالم البحار والمحيطات، حيث يمكن للترسانات البحرية أن تتصادم، لا سيما بعد أن ملأت الفضاء الصواريخ الباليستية، ومن قبلها القوات الجوية؛ الأمر الذي يجعل من التلاحم البري بين الجيوش شيئاً من الماضي.
من أين يمكن التنظير للحروب البحرية الأممية القائمة والقادمة؟
لا بد من عند واشنطن وإن طال السفر، فقد أجبرت الجغرافيا الولايات المتحدة على أن تكون قوة بحرية في المقام الأول؛ ما جعل البعض يطلق عليها وصف «إمبراطورية في البحر».
كانت المحيطات متاريس طبيعية لأميركا، وموانع مائية تصد وترد الغزاة الآتين من بعيد؛ ولهذا اعتمدت واشنطن استراتيجية هجومية للهيمنة البحرية المطلقة حول العالم.
تبدو واشنطن اليوم في حالة صحوة بحرية، إن جاز التعبير، لا سيما أنه قد لا يكون في مقدورها الاعتماد الدائم على تفوقها الجوي، من جراء اتساع خطوات تحديث الجيشين الصيني والروسي.
خلال مؤتمر لاتحاد القوات الجوية الشهر الماضي، تحدث الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس أركان القوات الجوية الأميركية بالقول، إن «الجيش الصيني لديه أكبر قوات طيران في المحيط الهادي، وقد طورتها بكين تحت أنوفنا»، على حد تعبيره.
والشاهد، أن البحرية الصينية بدورها تواصل تقدمها بصورة مستمرة، وهو ما أكدته مجلة «ناشيونال إنترست» في تقرير أخير لها، فعن طريق إنتاج قطع بحرية أكثر تطوراً وبأعداد ضخمة، باتت الصين تمتلك أضخم أسطول بحري في العالم، تصفه بعض التقارير بـ«الوحش البحري».
قوة الصين البحرية في واقع الأمر، لا تقتصر على الأسطول البحري التابع للجيش الصيني، وإنما تشمل أيضاً القوات البحرية التابعة لحرس السواحل، والقطع البحرية التابعة لما يطلق عليه «القوات المسلحة الشعبية».
وبحسب موقع «غلوبال فاير باور» الأميركي الشهير، تمتلك الصين اليوم أضخم أسطول بحري في العالم مكون من 777 قطعة، مقارنة بالأسطول الأميركي الذي تبلغ قطعه نحو 490 قطعة.
على جانب آخر، تبدو قطع البحرية الروسية أقل عدداً؛ إذ تبلغ نحو 100 سفينة، غير أنها بجانب وجودها حالياً في مختلف البحار والمحيطات القريبة والبعيدة من موسكو، فإنها تحتوي وبخاصة في غواصاتها على طوربيدات يمكن أن تتحرك بسرعة تصل إلى 2000 عقدة (370 كلم في الساعة)، وهي قدرات لا تمتلكها البحرية الأميركية حتى الساعة.
عطفاً على ذلك، فقد تم تزويد البحرية الروسية بأسلحة يشوبها الكثير من الغموض لخطورتها الفائقة، من نوعية الطوربيد النووي، بوسيدون، الذي يستطيع حمل أسلحة نووية، يمكنها أن تصل إلى الشواطئ الأميركية بسرعة هائلة من المستحيل معها اعتراضه، واليوم تمضي روسيا في طريق تجهيز أربع غواصات على الأقل من هذا الطراز الذي يعمل بالطاقة النووية والقادرة على حمل ما بات يعرف بأسلحة يوم القيامة، إذ يتناول البعض أخبار بوسيدون وعلاقته بإحداث تسونامي كفيل بإغراق الشاطئ الشرقي أو الغربي للولايات المتحدة.
في ظل تلك المعطيات، يمكن للمرء أن يتفهم ماورائيات الاتفاقيات الأميركية الأخيرة وبخاصة «أوكوس»، و«كواد»، وكلتاهما تفتح المجال واسعاً أمام حركة القطع البحرية الأميركية، لا سيما النووية في مياه المحيط الهادي، وبالقرب من روسيا والصين.
خلال بضعة أيام وفي الفترة ما بين الثامن إلى السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بدا وكأن الحروب البحرية الأميركية قدر مقدور في زمن منظور.
نهار الجمعة 8 أكتوبر تعرضت غواصة أميركية تعمل بالطاقة النووية لأضرار وإصابات بعد اصطدامها تحت الماء بجسم غير معروف في بحر الصين.
ويوم الجمعة الماضي 15 أكتوبر أعلنت روسيا أن المدمرة Chafee التابعة للبحرية الأميركية التي وصلت إلى بحر اليابان قبل بضعة أيام قد اقتربت من المياه الإقليمية الروسية قبل أن تطاردها قطع البحرية الروسية.
والأحد الماضي، ندد الجيش الصيني بإبحار سفينة حربية أميركية وفرقاطة كندية عبر مضيق تايوان.
هل ما نراه أميركيا هو استراتيجية «الهجوم أفضل وسيلة للدفاع»؟
باختصار غير مخل، لقد وصلت غواصات روسيا والصين إلى سواحل أميركا الشرقية؛ ولهذا قرر البنتاغون حشد مجموعة من قطعه البحرية الأقدر على القتال عند الشواطئ الشرقية لأميركا من جهة، ونقل ميدان المعارك البحرية إلى المحيط الهادي من ناحية ثانية.
في 2018 أعادت أميركا أسطولها الحربي الثاني إلى الحياة، وفي 2019 تم تزويد القوات البحرية الأميركية بسرب من الغواصات المنوط بها متابعة قتال الصينيين والروس.
تعلّم الأميركيون الدرس من هزيمة البحرية اليابانية في معركة «ميدواي» عام 1942، ومن انحلال الإمبراطورية البريطانية بعدما انهارت قدراتها البحرية مطلع القرن الماضي.
بحرية واشنطن العسكرية قلب الهيمنة الاقتصادية الأميركية، وليست فقط أيقونة تفوقها العسكري؛ ولهذا فإن معركة في الكونغرس قائمة حول إعادة بناء البحرية العسكرية الأميركية... أهلاً بكم في عالم الحروب البحرية مرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقطاب الدولية عودة للحروب البحرية الأقطاب الدولية عودة للحروب البحرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon