توقيت القاهرة المحلي 10:09:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... زمن الاختراق والغموض الأميركي

  مصر اليوم -

إيران زمن الاختراق والغموض الأميركي

بقلم:إميل أمين

بشكل متسارع بدت أزمة إيران النووية تعود إلى قلب الأضواء مرة جديدة، خصوصاً بعد ما أعلنته صحيفة «إنترسبت» الأميركية من أنباء عن خطة الطوارئ التي وضعها البنتاغون للحرب مع إيران، عطفاً على الزيارة المثيرة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للشرق الأوسط، وزيارته للـ30 ألف جندي أميركي في المنطقة.

هل توافرت معلومات استخباراتية لواشنطن تتعلق ببرنامج إيران النووي تستدعي التحرك سريعاً؟
هناك في الواقع تصريحات أميركية عدة تلفت الانتباه في الأيام القليلة الماضية، منها على سبيل المثال ما جاء على لسان وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسات كولن كال، من أن إيران يمكن أن تنتج الآن مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة في حوالي 12 يوماً.
تالياً كان مسؤولون في إدارة بايدن يقطعون بأن ما يعرف بـ«زمن الاختراق»، أي مقدار الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج مادة انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية، قد تقلص لأسابيع.
تصريحات كال جاءت مواكبة لتأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 84 في المائة، أي أقل قليلاً من نسبة 90 في المائة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية، وذلك في منشأة فوردو.
لم يعد الأمر موصولاً فقط بنسبة التخصيب، بل يمتد كذلك لجهة ما تحوزه إيران من اليورانيوم، فقد ورد في تقرير تفصيلي لوكالة الطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد زاد بما يقدر بنحو 87.1 كيلوغرام منذ آخر تقرير فصلي، ليصل إلى 3760.8 كيلوغرام.
هل على العالم أن يقلق من جراء هذه الأخبار؟
بحسب كيلسي دافنبورث، مدير سياسة عدم الانتشار النووي، بجمعية مراقبة الأسلحة، فإنه من الواضح تماماً أن إيران تخصب اليورانيوم إلى مستويات قريبة مما يلزم للحصول على السلاح النووي، كما أن الزيادة الكبيرة لإيران في مخزونات اليورانيوم الخصب أمر يشكل مصدر قلق خطير.
المتابع لتطورات المشهد الإيراني في جنبات البنتاغون يكاد يستشعر للوهلة الأولى أن هناك سيناريو ما يجري الإعداد له بسرعة كبيرة، وهو ما تقطع به دعوة دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، والخاصة بـ«تشكيل تحالف عالمي» من شأنه ردع التعاون الشرير بين إيران وروسيا.
يعنّ لنا أن نتساءل؛ ما الذي يقلق واشنطن بشكل واضح من إيران مؤخراً؟
المؤكد أن إيران باتت حجر عثرة عالمياً، وليس إقليمياً فقط، ولا سيما أن تهديداتها لم تعد محصورة بالشرق الأوسط فقط، بل باتت تحدياً عالمياً، وهذا جاء نتيجة التعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا، والنقل غير المشروع لطائرات مسيرة من إيران إلى روسيا، يتم استخدامها حالياً في أوكرانيا لقتل المدنيين بحسب الرؤية الأميركية.
تبدو العتبة النووية الإيرانية على بعد خطوات، ولا سيما أن الصراع الروسي - الأوكراني يكاد يوفر فرصة ذهبية ربما لن تتكرر للوصول إلى القنبلة النووية... كيف ذلك؟
واشنطن كما ظهر من خلال زيارة بايدن إلى كييف عازمة على المضي قدماً في دعم أوكرانيا، وهو الأمر عينه الذي أكده ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الأطلسي.
ليس سراً القول إن الروس يحتاجون إلى شحن مزيد من الطائرات من دون طيار والصواريخ وغيرها من القدرات، ما يعني أنه ما من مصلحة لموسكو في الضغط على إيران للوصول إلى اتفاق نووي جديد، مكايدة في واشنطن من جهة، وتفعيل الأدوار الجيوسياسية من جهة ثانية، عبر امتداد التعاون الثنائي مع الإيرانيين.
للمرء أن يتخيل الدعم الذي يمكن أن توفره روسيا لإيران، عبر المحافل الدبلوماسية الأممية، وفي المقدمة منها مجلس الأمن، ومنع أي محاولة لإدانتها من خلال الاعتراض بالفيتو.
ومن جهة ثانية، الخبرات النووية التي لدى روسيا، والتي قد تصبح طرفاً في مقايضة ما مع الملالي، وبخاصة إذا تأزم الوضع الروسي وطال أمد الحرب.
يدرك الروس أن الإيرانيين في مأزق، والمؤكد أنه من مصلحتهم أن يضيق الخناق على رقاب الإيرانيين، ما يسمح بدائرة حركة أوسع للروس في منطقة الخليج العربي، واقتراباً من الشرق الأوسط.
يتحدث ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية، عن الجمود في محادثات فيينا بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، وكيف أن الأمر محفوف بالتصعيد غير المنضبط.
هل أميركا عازمة بالفعل على اتخاذ خطوات تنهي الأزمة النووية الإيرانية مرة واحدة، وإلى أجل بعيد؟
من جديد تطفو على السطح معادلة «تكافؤ الأضداد في الروح الأميركية الواحدة»، أي القول بشيء والعمل في اتجاه معاكس. وعلى غير المصدق، متابعة بقية حوار وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مع برنامج «واجه الأمة»، ففيه أضاف كلاماً غريباً، لا يتساوق مع طبيعة المستجدات النووية والصاروخية الإيرانية، ناهيك عن التعاون الخطير مع روسيا.
يذهب بيرنز إلى أن «الولايات المتحدة لا تعتقد أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي قرر استئناف برنامج التسلح، الذي علق أو أوقف في نهاية 2003».
كيف يمكن للمرء أن يفهم هذا التصريح؟! والحيرة تزداد حين يضيف بيرنز بالقول: «إن إيران ما زالت بعيدة جداً من حيث القدرة على تطوير سلاح نووي». هذا رغم إقراره لاحقاً بأن «التطور الإيراني في مستويات التخصيب ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل سلاح نووي يتقدم بوتيرة مقلقة».
من نصدق؛ التصريحات الأميركية الساعية لتشكيل تحالف دولي عالمي، يتجاوز شركاء أميركا في الشرق الأوسط، أم ما يشبه التطمينات التي يقدمها بيرنز؟!
باختصار غير مخل، إيران يمكنها اليوم، عند تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 في المائة، أن تمتلك قنبلة مماثلة لقنبلة هيروشيما، وحال حصلت على طائرات «سوخوي 35» من روسيا، تستطيع أن تلقيها على من تشاء!
الخلاصة... زمن الاختراق النووي الإيراني يتلاشى، فيما تردد أميركا وغموضها، أو تماهيها مع الإيرانيين لا يزال سيد الموقف، فانظر ماذا ترى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران زمن الاختراق والغموض الأميركي إيران زمن الاختراق والغموض الأميركي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon