توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن ـــ ترمب... المناظرة ورهان الفوز

  مصر اليوم -

بايدن ـــ ترمب المناظرة ورهان الفوز

بقلم:إميل أمين

على بعد ساعات قليلة، ينتظر العالم عامة والأميركيون خاصة، مناظرة انتخابات رئاسية غير مسبوقة، تجري من دون جماهير، عبر شبكة «سي إن إن»، الإخبارية الأميركية، بين الرئيس الحالي، والرئيس السابق، الساعي لترشيح حزبه للعودة من جديد إلى البيت الأبيض.

بدايةً، ربما تتحتم الإشارة إلى أن معظم الأميركيين -والعهدة على استطلاعات الرأي المختلفة- لا يشعرون بسعادة غامرة حيال المناظرة بين رئيس حالي يبلغ من العمر 81 سنة، تُغْني الحال عن السؤال بشأن صحته وإمكاناته الذهنية، ومرشح منافس غير بعيد عنه سناً (78 سنة) محمل بكثير من الأوزار القانونية والأدبية.

يحتاج الحديث عن المناظرة إلى مساحة أكبر من المسطح المتاح للكتابة؛ لكننا -وفي عجالة- نتساءل: «ما هو الهدف منها بالنسبة لكلاً المرشحين؟».

الهدف الرئيس لبايدن وترمب، الوصول إلى جمهور من الناخبين المعتدلين، وكذا إلى المستقلين، عطفاً على الذين لم يحسموا أمرهم في الولايات المتأرجحة، أولئك الذين سيشكِّلون من نواحٍ عدة، العامل الحاسم، في هذه الانتخابات.

هل هذه المناظرة تمثل أهمية وخطورة في الوقت ذاته على كلا المرشحين؟

مؤكد أنها فرصة نادرة لكسب مزيد من المؤيدين، غير أن المأزق بشأنها يتمثل في أنه لن يكون من اليسير محو أي عثرات تجري خلالها، أو استبدالها بشكل سريع؛ لا سيما أن المناظرة الثانية، ضمن مناظرتين فقط اتُّفق عليهما، ستجري في سبتمبر (أيلول) المقبل، أي قبل الانتخابات ببضعة أسابيع.

ما الذي يحتاجه بايدن أو ترمب ليثبت لناخبين جدد، خارج إطار مؤيديه التقليديين، أنه جدير بالتصويت له؟

الرئيس بايدن ربما يجب عليه إظهار نفسه بوصفه «الزعيم الحكيم، المستقر نفسياً»، والذي يقدم رؤية عقلانية عن أميركا في الحال والاستقبال.

لكن «كعب أخيل» بالنسبة لسيد البيت الأبيض، يتمثل في مدى قدرة الرجل الجسمانية على تحمل 90 دقيقة، فترة المناظرة، من دون الشعور بالإرهاق والتعب، ومع التركيز الذهني التام.

لا توجد أدوات مساعدة لدى بايدن؛ إذ لا يُسمح لكل مرشح سوى بقلم وورقة بيضاء وزجاجة مياه، ما يعني أن فكرة التواصل مع سيد البيت الأبيض ستكون مستحيلة، ما لم تجرِ المقادير بأداة خفية لدعمه، الأمر الذي قد يكلفه رهان الفوز حال الكشف عنه.

عطفاً على ذلك، هناك شعور بأن بايدن قد يخسر الكثير بالنظر إلى علامات الضعف داخل ائتلافه السياسي، لا سيما أن هناك كثيرين يخشون من أن تكون حالته الإجمالية مدعاة لهروب الناخبين يوم الاقتراع من التصويت، وبخاصة في ضوء ما حملته زيارته الأخيرة لفرنسا من مشاهد خارج نطاق المقبول أو المعقول، لرئيس أكبر وأهم دولة تتسنم قيادة العالم.

ماذا عن المرشح الجمهوري، دونالد ترمب؟

ربما تحمل لنا المناظرة مفاجأة تتمثل في ترمب آخر، رصين، ذي ثبات نفسي، أكثر عقلانية في هجومه على بايدن، وإن كان الجميع يعرف أنه رجل غير متوقع، يمكنه أن يخرج عن السياقات التقليدية للمناظرات.

خلال لقاء متلفز عبر برنامج «The All In podcast» نهار الخميس الماضي، قال ترمب: «أفترض أن بايدن سيكون شخصاً يستحق المناظرة... لا أريد التقليل من شأنه»، هذا على الرغم من أن فريقه يرى أنها فرصة لإظهار التناقض الواضح مع قدرة بايدن القيادية وسجله في الحكم.

سيحاول ترمب -لا شك- طمأنة الناخبين المترددين بأنه يمكن أن يكون زعيماً أكثر ثباتاً وفعالية من خليفته، على الرغم من القضايا القانونية التي تدور حوله، والنهج المثير للانقسام العميق في السياسة التي يتبعها.

المناظرة في واقع الحال فرصة ذهبية لترمب، أكثر منها لبايدن، ذلك أنه إذا استطاع تقديم نفسه في صورة أخلاقية نموذجية، ولو بالتظاهر، وحافظ على رباطة جأشه، وامتلك ناصية كلماته وتعبيراته، خلال وجوده في دائرة الضوء، فسيكون لديه الكثير ليكسبه.

هل تغيِّر المناظرات الرئاسية نتائج الانتخابات بالفعل؟

حدث ذلك 3 مرات بالفعل:

عام 1960، فاز جون كيندي، الشاب ذو الوجه المشع، على منافسه المرهَق ريتشارد نيكسون.

عام 1976، أرغم جيمي كارتر، جيرالد فورد، على إنكار وجود هيمنة سوفياتية في أوروبا الشرقية، فخسر الأخير أصوات الأميركيين من أصل بولندي وتشيكي في الولايات المتأرجحة.

وفي عام 1981، أدى حضور رونالد ريغان اللطيف إلى تهدئة الشكوك حول نزعته الهجومية المتعصبة ضد الاتحاد السوفياتي، ما طمأن الناخبين إلى أنه لن يشعل حرباً عالمية.

هل من حجر زاوية لهذه المناظرة؟

غالباً سيكون السؤال التالي: «هل أميركا أفضل حالاً اليوم عن وضعها قبل 4 سنوات؟».

يمكن لترمب أن يثبت أنه ترك منصبه مع قدر أكبر من الأمن العالمي، وكيف يبدو الأمر مع الفوضى في عهد جو بايدن.

هنا، هل سيوفر بايدن وصف ترمب بأنه مجرم مدان، لن تعرف أميركا استقراراً معه؟

دعونا نرى ونسمع ونحكم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن ـــ ترمب المناظرة ورهان الفوز بايدن ـــ ترمب المناظرة ورهان الفوز



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon