توقيت القاهرة المحلي 10:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة؟

  مصر اليوم -

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة

بقلم:إميل أمين

هل ديمقراطيو أميركا في مواجهة خوف عميق، في حال ترشح بايدن للرئاسة مرة جديدة في 2024؟

كثر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن احتمالات الاستعانة بوجه ديمقراطي أكثر نضارة، وأفعل حضوراً، على الساحة الوطنية، لضمان التصدي لدونالد ترمب، هذا الذي تزداد حظوظ ترشحه، رغم حبال القضايا المتشابكة والمتقاطعة التي تلتف من حوله.

لم يكن مقال الصحافي البريطاني، تيم ستانلي، في صحيفة «التلغراف» البريطانية، هو أول إشارة لاحتمالات قيام الحزب الديمقراطي بترشيح ميشيل أوباما، أول سيدة أولى تسكن البيت الأبيض في تاريخه، بديلاً عن بايدن، وإن كان المقال عينه قد اعتبر أن الحديث جدي ويجري بين أركان الحزب.

الحديث عن ميشيل أوباما يعني أول الأمر استمرار الخط السياسي للديمقراطيين الممتد من 2008 إلى 2024، وهو خط قطعه دونالد ترمب، الأمر الذي يعتبره كثير من الديمقراطيين، بمثابة «انحراف مؤقت».

تبدو المخاوف من ترشح بايدن واسعة، لا سيما أن شعبيته لم تعد تتجاوز الـ40 في المائة، وهناك احتمالات مفتوحة لأن تتدهور أكثر، كلما تردَّت الأوضاع الاقتصادية في الداخل الأميركي، وفقد القائمون على الأمر مقدرتهم على خفض التضخم.

ولعل آخر استطلاع رأي أجرته «رويترز - إبسوس»، أظهر أن 54 في المائة من المستطلعة آراؤهم غير راضين عن أداء الرئيس، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن تؤول إليه أحواله الصحية، وصولاً إلى يوم الانتخابات.

عطفاً على ذلك، فإن هناك إشكاليات قضائية تترصد عائلة بايدن، يمكنها أن تتسبب في ضياع فرصة فوزه، ولو في الساعة الحادية عشرة من عمر الانتخابات، من جراء قضية ابنه هانتر التي تطاله بحال من الأحوال.

تظهر ميشيل أوباما على ساحة الديمقراطيين كوجه محبوب ومرغوب، بل ومؤهل كثيراً جداً فكرياً ومجتمعياً لقيادة الديمقراطيين في هذا التوقيت، وربما قيادة الولايات المتحدة الأميركية برمتها.

من المدهش التذكُّر أنه في عام 2012، ومع منتصف الولاية الأولى لباراك أوباما، كانت شعبية ميشيل تفوق شعبية أوباما نفسه، واعتُبرت بالفعل إحدى دعائمه الأساسية.

حين سكنت ميشيل البيت الأبيض، عُرفت بأنها شخصية لطيفة ودودة، لا تفارقها الابتسامة، تحب المزاح ولا تبخل بالمعانقة التي يحبها الأميركيون.

وصفت نفسها ذات مرة بأنها الأم القائد، وقد قصدت قيادة زمام ابنتيها، «ماليا وساشا»؛ فهل تضحى اليوم القائدة لعموم الولايات المتحدة الأميركية، حال قرر الحزب الديمقراطي ترشيحها؟

تبدو مؤهلات ميشيل تدفعها في طريق هذا المنصب الأرفع في البلاد؛ فهي محامية، أكاديمية، كاتبة، تخرجت في كلية الحقوق بجامعة هارفرد، ومنها حصلت على درجة الدكتوراه، عام 1988، ثم يقودها القدر للارتباط بالرجل الذي سيدخل التاريخ، كأول رئيس من أصول أفريقية للبلاد.

انخرطت ميشيل في النشاط السياسي مبكراً، كما عملت في مجال الاستشارات القانونية، وباتت اليوم من الشخصيات النسائية المؤثرة لا في الداخل الأميركي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع.

في الأشهر الأولى لها بعد أن أصبحت السيدة الأولى، قامت بأعمال أبدى الأميركيون حالة من الرضا الواسع عنها؛ فقد قامت بزيارة مطاعم الفقراء التي كانت تقدم الطعام مجاناً لهم، كما أرسلت ممثلين عنها إلى المدارس وأيدت الخدمة العامة، ودعمت سياسات زوجها من خلال تعزيز مشروعات القوانين التي تزخم تلك السياسات.

لا يحمل ثوب ميشيل أوباما أي بقع سياسية تلطخ مسيرتها نحو البيت الأبيض، على العكس من المرشحين المتناحرين بايدن وترمب، بل يمكن القول إنها تمثل وجهاً مقبولاً لأميركا التي كانت مطمع الأمم ومراد الشعوب ذات يوم.

خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي 2008، ألقت ميشيل كلمة سعت من خلالها إلى تصوير نفسها وأسرتها باعتبارهم تجسيداً «للحلم الأميركي»، وأوضحت ساعتها أنها هي وزوجها يؤكدان ضرورة أن يعمل المرء جاهداً لتحقيق ما يريده في الحياة، وأن كلمة الإنسان ميثاق عليه أن يفي بها، وأن يعامل الجميع بما يحفظ كرامتهم ويضمن احترامهم، حتى وإن كان لا يعرفهم أو يتفق معهم.

في كتابها الذي يحمل سيرتها الذاتية، الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2018، وحمل عنوان «Becoming»، أو «تحوُّل»، وصفت ميشيل طفولتها الصعبة، وكيف غاية حلمها كان أن تسكن منزلاً من طابقين، أو أن تكون لدى عائلتها سيارة كبيرة وجديدة بأربعة أبواب.

هذا الكتاب الذي جاء في 426 صفحة، وتُرجم إلى 24 لغة، احتل المركز الأول من حيث الطلبات على «أمازون»، وأظهر قصة كفاح مثيرة لطفلة يعاني والدها من الإعاقة على الفراش، وكيف تصل إلى هذه المكانة.

يتساءل المرء: هل قصة ترشح ميشيل أوباما أمر مدروس ومخطَّط له منذ فترة، أم أنه مجرد رد فعل عاطفي من الديمقراطيين خوفاً من الخيبات المحلقة فوق سماوات بايدن؟

غالب الظن أن هناك الكثيرين الذين كانوا على علم بدور ميشيل القادم، وإن لم تصرح هي أو زوجها أوباما به.

قبل نحو عام أكد رو غرستون، المستشار السابق للحزب الجمهوري، أن الحزب الديمقراطي سيرشح ميشيل، وفي التوقيت عينه، كان مقدم البرامج الأميركي الشهير «بوبا بوسي» يميط اللثام عن سيناريو متوقَّع، فيه سيتنحى بايدن في الأيام الأخيرة لرئاسته، فيما ستصبح نائبته كمالا هاريس رئيسة لبضعة أسابيع، ثم تظهر ميشيل على ساحة الأحداث مرشحةً للحزب الديمقراطي.

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أصدرت ميشيل أوباما كتابها الثاني، الذي يمكننا اعتباره تهيئة لطريقها إلى البيت الأبيض، وقد حمل عنوان «The Light We Carry»، أي «النور الذي نحمله»، والذي يمكن اعتباره دستوراً إنسانياً للتصالح والتسامح مع الذات ومع الآخرين، والقراءة المعمقة له تقول كأنها كتبته خصيصاً لإصلاح ذات البين بين أميركا المنقسمة من حول نفسها.

هل هو وقت إزاحة ترمب وبايدن والبحث عن وجوه أميركية جديدة قادرة على استنهاضها من كبواتها المعاصرة؟

ربما يحتاج الأمر لإبرام اتفاق مسبق من الرئيسة القادمة تعفو بموجبه عن بايدن وترمب، ويطلقها في صحراء النسيان، لتبدأ أميركا مرحلة «البحث عن النور الذي فيها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon