توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تنقلب السيلوفيكي على بوتين؟

  مصر اليوم -

هل تنقلب السيلوفيكي على بوتين

بقلم - إميل أمين

هل تمضي سياقات الأحداث في الداخل الروسي في طريق مضاد لرغبات الرئيس فلاديمير بوتين؟

يبدو التساؤل مغلفا بالكثير من الدبلوماسية، في حين أن حقيقته تدور حول بقاء القيصر أو رحيله، لا سيما في ظل القلاقل الحادثة من حوله، وبنوع خاص بعد تمرد قائد قوات فاغنر، يفيغيني بريغوجين.

ما حدث ذلك النهار، ترك ولا شك أثرا بالغ السلبية على مستقبل بوتين، لا سيما بعدما ظهر الارتباك واضحا على محياه، والأنباء المتضاربة عن قائد الانقلاب، عطفا على حقيقة الوساطة التي زعم الكرملين أنها أنهت الأزمة، ونسبت لرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، في حين تكشف الحقائق ولا تزال تتكشف عن المفاوض الحقيقي، والذي قدر له إنهاء الأزمة، حاكم ولاية "تولا" ألكسندر ديومين، والمرشح الحقيقي لخلافة بوتين.

بعد نحو شهر من تمرد بريغوجين، ترتفع في الأفق علامات استفهام عن إمكانية حدوث تمرد من النخبة القائمة حول بوتين، وبهدف تخليص روسيا من أزمتها مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولكف يد الناتو عن المواجهات الاقتصادية والعسكرية مع روسيا.

هل بوتين هو العقبة في الوقت الحالي؟

المقطوع به أن الرئيس الروسي يمثل تحديا كبيرا للناتو، وهو أمر ليس بسر، بل إن تصريحات مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، "ويليام بيرنز"، عن فرصة الحرب الأوكرانية تقطع بأن الهدف الرئيس هو إزاحة بوتين.

في حديثه لوكالة "بلومبيرغ"، قال بيرنز: "إن غزو أوكرانيا كان له تأثير مدمر على المجتمع الروسي ونظام الرئيس بوتين، وخلق فرصة للولايات المتحدة".

بيرنز أضاف: "الفرصة في روسيا اليوم لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل، ونحن لن ندعها تذهب هباء".
غير أن التساؤل عن إزاحة بوتين أمر مركب ومعقد وليس بسيطا، سيما أن هزيمة دولة نووية قضية شبه مستحيلة، وتكرار ما حدث مع هتلر وموسوليني، شأن مستبعد بحال من الأحوال .

لكن ذلك لا يعني أنه ليست هناك مخططات أخرى تستهدف بوتين، وقد يكون أخطرها محاولة الانقلاب عليه من الداخل، ومن غير أن يتكلف الناتو عناء إطلاق رصاصة واحدة.

نهار الجمعة الفائت، كتب المدون الروسي، إيغور غيركين، والمعروف بميوله القومية يقول: "إن بوتين قد يواجه تحركا من داخل دائرته المقربة لإنهاء غزوه لأوكرانيا، مما قد يؤدي إلى إقالته من منصبه".

تبدو تصريحات غيركين، والمعروف أيضا باسم ستريلكوف، مثيرة وخطيرة في الوقت عينه، ذلك أنها تلفت النظر للغضب الكبير عند الكثير تجاه الطريقة التي أدار ويدير بها بوتين الحرب، سيما أنه صور للروس أن الأمر سيكون بمثابة نزهة سريعة للجيش الروسي، سرعان ما يعود بعدها متوجا بأكاليل الغار.

غيركين يعتبر أن التمرد الذي ألغاه بريغوجين، أضعف موقف وزير الدفاع سيرغي شويغو، والحاكم الإقليمي لموسكو أندريه فوروبيوف، وعمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين وكثيرين غيرهم.

هنا لا بد للمرء أن يتوقف أمام النخب المحيطة ببوتين، والتطلع إلى مستوى رضاها أو غضبها، وما إذا كانت هناك بالفعل احتمالات لثورة ضد سيد الكرملين.

من هؤلاء الذين يحيطون ببوتين؟

يجري الحديث في واقع الحال عن مجموعتين مختلفتين في القدرة ومدى التأثير:

المجموعة الأولى: هم التكنوقراط الذين يهيمنون على الحكومة، ولكن ليس لديهم سلطة التدخل في الشؤون الأمنية.

المجموعة الثانية: وتعرف بـ "السيلوفيكي" الذين يؤثرون على بوتين ويثيرون ويصعدون التوتر، ومن هؤلاء تحديدا:

** نيكولاي باترشوف.. رئيس مجلس الأمن القومي والملقب بالصقر.
** سيرغي نارشكين.. رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي.

** ألكسندر بوتنكيوف.. رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي.

** سيرغي شويغو.. وزير الدفاع الروسي الحالي.

هل هناك أسماء أخرى لم تكن ظاهرة على سطح الأحداث الروسية، قبل تمرد بريغوجين؟

مؤكد أن القلة القليلة فقط هي التي سمعت عن "ألكسندر ديومين"، حارس بوتين الخاص، ابن المؤسسة العسكرية، والذي رفعه بوتين لرتبة فريق ونصبه حاكما على ولاية "تولا".

ديومين هو من أنقذ بوتين ذات مرة من أنياب دب في غابات موسكو، وفتك به، وله في نفس بوتين أهمية كبرى، ويبدو أنه كان يعده لمنصب كبير بوزن قيادة البلاد عن نقطة زمنية معينة.

هنا يمكن للمرء الربط بين تصريحات المدون القومي الروسي العسكري، إيغور غيركين، وبين تصريحات وليام بينز، والتساؤل عما إذا كانت واشنطن وبقية الدوائر الغربية قد وجدت طريقا لإنهاء عصر بوتين.

في أكتوبر تشرين الثاني الماضي، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلا عن مصدر في الاستخبارات الأميركية، أن عضوا بارزا في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، جاهر مؤخرا في الكرملين باختلافه مع طريقة خوض الحرب في أوكرانيا المجاورة.

الواشنطن بوست ذكرت أن الاستخبارات الأميركية عرفت اسم المسؤول الروسي الذي يخالف بوتين، وقد تم إطلاع الرئيس بايدن عليه، وإن لم يحدث الكشف عن اسمه.

هل الخبر صحيح، أم نوعا من أنواع التمنيات الأميركية، ولعبة من ألعاب استخباراتها التقليدية؟

ربما لا نملك الجواب الشافي الوافي في الوقت الراهن، لكن الأمر يقودنا للتساؤل الجوهري: "هل يمكن أن ينقلب هؤلاء على بوتين عند لحظة زمنية بعينها؟

الجواب نجده عند الصحافي الروسي، أندريه سولدانوف، والذي كتب مقالا عبر موقع الفورين أفيرز، أستعرض فيه احتمالات تحرك مراكز القوى المحيطة بالرئيس الروسي، مع الأخذ في عين الاعتبار أن الجيش الروسي تاريخيا، لم يشكل تهديدا كبيرا لحكام البلاد. لكن هناك حالة واحدة قد تدفع جماعة السيلوفيكي للتحرك ضد بوتين، وهي بحسب سولدانوف، وصول المشكلات الاقتصادية لروسيا إلى درجة انقسام الحكام الإقليميين بشأن بوتين، والنظام الاقتصادي الذي منع انهيار دولة بوتين الأمنية منذ 20 عاما.

في هذا التوقيت فقط قد يشعرون أن الكرملين يفقد السيطرة على البلاد، وأن مستقبلهم مهدد، وساعتها ربما يتحتم عليهم التدخل وتنحية بوتين جانبا، قبل أن تدفع البلاد أكلافا عالية وغالية.

هل بوتين قريب من هذه المرحلة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تنقلب السيلوفيكي على بوتين هل تنقلب السيلوفيكي على بوتين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon