توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغرب وروسيا.. علاقات إلى أين؟

  مصر اليوم -

الغرب وروسيا علاقات إلى أين

بقلم - إميل أمين

طرحت العملية العسكرية الغامضة، والتي قامت بها قوات فاغنر الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين، علامة استفهام حول العلاقات الغربية مع روسيا الاتحادية، وما إذا كانت هناك أياد خفية للناتو، في دفع قائد هذه الميليشيا الروسية، للتمرد على الحكومة المركزية في موسكو، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة النظرة المستمرة والمستقرة لبوتين، كزعيم قوي، قابض على جمر القيادة، لا سيما في هذا التوقيت الذي تشتعل فيه المعركة الأوكرانية، عبر عمليتها المضادة، والتي تمضي ببطء على خلاف المتوقع.

بحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن السفيرة الأمريكية في موسكو، اتصلت بمسؤولين روس وبحثت معهم محاولة التمرد الفاشلة، واعتبرت ذلك شأنا داخليا، غير أنها وفي الوقت عينه، أشارت إلى أن واشنطن لا علاقة لها بمحاولة التمرد، وأن واشنطن مهتمة بسلامة الأسلحة النووية.

الوزير لافروف، وهو أحد أعضاء السيلوفيكي، البارزين، أي رجالات الحكم المحيطين بالرئيس بوتين، ومن يشاركونه- أحيانا – في تقدير المواقف الصعبة، أو صناعة القرارات المصيرية، أكد على أن الاستخبارات الروسية، تحقق في ما إذا كانت أجهزة إستخبارات غربية ضالعة في محاولة " فاغنر " التمرد المسلح في 24 يونيو حزيران الجاري.

يمكن للروس أن يشككوا في تصريحات السفيرة الأمريكية، لا سيما في ضوء ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست، القريبة بل الوثيقة واللصيقة الصلة بالبيت الأبيض، وتجارب الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة حاضرة في الأذهان.

غير أن هناك جزئية واحدة لا بد من أن يصدقها السيد لافروف، بصورة أو بأخرى، وهي أن واشنطن تشعر برعب هائل، من فكرة الحرب الأهلية، تتعرض فيها ترسانة روسيا النووية التي تقارب ستة آلاف رأس نووية، للضياع أو السرقة، والخوف من أن تصل إلى أيادي الأعداء، سواء كانوا من الدول المارقة، أو الجماعات الإرهابية المسلحة.

هل يعني ذلك أن ما تروج له موسكو صباح مساء كل يوم، من وجود مخطط أمريكي- أوربي، لتفخيخ روسيا وتفكيكها، بل إدخالها في حرب أهلية غير صحيح جملة وتفصيلا؟

هنا يطفو على السطح حديث الاختراق، بمعنى أنه إذا قدر لواشنطن أن تجد نظيرا لغورباتشوف، مرة أخرى، وبخاصة ضمن دائرة بوتين المقربة والمؤدلجة، فربما ساعتها تعيد الكرة من خلال الخلاص من سيد الكرملين الذي تصفه بالديكتاتور، ومن غير مغامرة عالية المخاطر، أو غير محسوبة بدقة بالغة.

وسط ضبابية الأحداث، وصخب الحرب في أوكرانيا، لم يتم التوقف أمام ما نشرته الواشنطن بوست عينها، في شهر أكتوبر تشرين أول من العام الماضي من أخبار تقول إن الاستخبارات الخارجية الأمريكية، CIA استطاعت الوصول إلى عضو بارز في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، والمختلف معه في طريقة خوض الحرب الأوكرانية، ما يعد صيدا ثمينا لمن يسعون في طريق إزاحة بوتين.

حكما لم يكن من الوارد بمكان أن يتم الكشف عن اسم المسؤول الروسي، والذي تقول الصحيفة الأمريكية الشهيرة، إن بوتين على علم به.

التساؤل المنطقي: "هل القصة حقيقية، أم أنها ضرب من ضروب الألاعيب الاستخباراتية الأمريكية، ومحاولة زرع الفتنة بين المجموعة ذات الولاءات العالية جدا لبوتين؟

المقطوع به أن أعمال الخيانة في أي بلاط ملكي، منذ زمن بروتوس، ويوليوس قيصر، إلى أوان بوتين وصحبته لم ولن تنقطع، ولهذا يبقى الاحتمال وردا في كل الأحوال.

من هم أولئك العصبة المرشحة لأن يكون " خائن القصر" بينهم، حال تصديق الرواية الأمريكية؟

هناك في واقع الأمر أربعة أسماء:

** نيكولاي باترشوف : رئيس مجلس الأمن القومي والملقب بالصقر.
** سيرغي نارشكين: رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.
** سيرغي شويغو: وزير الدفاع الروسي الحالي.
** ألكسندر بونتكيوف: رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي.

هل يمكن لأي من هولاء أن يخون بوتين؟

بالنظر إلى تاريخ القوات المسلحة الروسية، لا يجد المرء أنها شكلت يوما ما تهديدا كبيرا لحكام البلاد.

غير أن الصحافي الروسي، أندريه سولدانوف، وفي مقال مطول له بمجلة الفورين أفيرز الأمريكية ذائعة الصيت، يشدد على أنه في حالة واحدة فقط، يمكن لجماعة السيلوفيكي معا، التحرك ضد بوتين، وهي وصول الحكام الإقليميين إلى درجة من الانقسام في شأن بوتين، أو تردي الأوضاع الاقتصادية في روسيا، بشكل يهدد دخولها في مواجهات أهلية.

هنا ومن نافلة القول الإشارة إلى أن تحسن الأوضاع الإقتصادية في روسيا عبر العشرين سنة الماضية، كان أحد أهم ركائز مشروعية بوتين وبقاءه في الحكم.

خلال الساعات العصيبة التي مرت على موسكو نهار السبت الماضي، بدا كافة حكام الأقاليم الروسية، وكل طاقم السيلوفيكي المقربين، عطفا على مجموعة التكنوقراط الذين يهيمنون على الحكومة، حتى وإن لم يكن لديهم سلطة التدخل في الشؤون الأمنية، على قلب رجل واحد، وكلهم وقفوا صفا خلف بوتين وبشكل واضح لم تشبه الضبابية.

ماذا عن شعبية بوتين وسط الروس؟

منذ شهرين أظهر استطلاع رأي أجرته مجموعة "روسيا سيفودنيا" الإعلامية الروسية، أن شعبية بوتين بين الروس، وبعد قرابة عام ونصف من الحرب الأوكرانية، تصل إلى 83% لدى المستطلعة آراؤهم.

لاحقا وفي صباح الاثنين 26 يونيو الجاري، كان " سيرغي ماركوف "، المستشار السابق للرئيس بوتين، يعلن عن أن دعم بوتين ارتفع بعد تمرد فاغنر لاعتقاد المواطنين الروس قدرته على منع الفوضى في البلاد.

هل أوضاع روسيا الاقتصادية متراجعة، بما يؤثر على شعبية بوتين وسط الجماهير؟

تزحف الجيوش على بطونها، هكذا قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، وربما فاته القول إن الشعوب أيضا تفعل ذلك.

ومع ملاحظة أن أسعار المواد الغذائية في روسيا انخفضت خلال مايو الماضي للمرة الثالثة، وهو أمر مرده أعادة موسكو توجيه الطرق اللوجستية، وتوسيع مجال التعاملات بالعملات الوطنية مع الدول الصديقة، والعائدات القياسية التي سجلتها الحبوب والبذور الروسية، يخلص المرء لانتفاء السبب الثاني لتمرد أي من الدائرة القريبة على الرئيس الروسي.

هل من خلاصة؟

مؤكد لا تزال تحركات فاغنر غامضة، وما حدث يحتاج لمزيد من الوقت لفهمه بوضوح، لكن وفي كل الأحوال، سيظل بوتين هدفا للدوائر الغربية التي لن تقبل بمنهجية تكرار الزحف السوفيتي السابق تجاه دول الجوار، ولن تعدم وسائل جديدة لحصار القيصر في الحال، أو العمل على إزاحته في الاستقبال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب وروسيا علاقات إلى أين الغرب وروسيا علاقات إلى أين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon