توقيت القاهرة المحلي 09:40:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغرب وروسيا.. علاقات إلى أين؟

  مصر اليوم -

الغرب وروسيا علاقات إلى أين

بقلم - إميل أمين

طرحت العملية العسكرية الغامضة، والتي قامت بها قوات فاغنر الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين، علامة استفهام حول العلاقات الغربية مع روسيا الاتحادية، وما إذا كانت هناك أياد خفية للناتو، في دفع قائد هذه الميليشيا الروسية، للتمرد على الحكومة المركزية في موسكو، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة النظرة المستمرة والمستقرة لبوتين، كزعيم قوي، قابض على جمر القيادة، لا سيما في هذا التوقيت الذي تشتعل فيه المعركة الأوكرانية، عبر عمليتها المضادة، والتي تمضي ببطء على خلاف المتوقع.

بحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن السفيرة الأمريكية في موسكو، اتصلت بمسؤولين روس وبحثت معهم محاولة التمرد الفاشلة، واعتبرت ذلك شأنا داخليا، غير أنها وفي الوقت عينه، أشارت إلى أن واشنطن لا علاقة لها بمحاولة التمرد، وأن واشنطن مهتمة بسلامة الأسلحة النووية.

الوزير لافروف، وهو أحد أعضاء السيلوفيكي، البارزين، أي رجالات الحكم المحيطين بالرئيس بوتين، ومن يشاركونه- أحيانا – في تقدير المواقف الصعبة، أو صناعة القرارات المصيرية، أكد على أن الاستخبارات الروسية، تحقق في ما إذا كانت أجهزة إستخبارات غربية ضالعة في محاولة " فاغنر " التمرد المسلح في 24 يونيو حزيران الجاري.

يمكن للروس أن يشككوا في تصريحات السفيرة الأمريكية، لا سيما في ضوء ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست، القريبة بل الوثيقة واللصيقة الصلة بالبيت الأبيض، وتجارب الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة حاضرة في الأذهان.

غير أن هناك جزئية واحدة لا بد من أن يصدقها السيد لافروف، بصورة أو بأخرى، وهي أن واشنطن تشعر برعب هائل، من فكرة الحرب الأهلية، تتعرض فيها ترسانة روسيا النووية التي تقارب ستة آلاف رأس نووية، للضياع أو السرقة، والخوف من أن تصل إلى أيادي الأعداء، سواء كانوا من الدول المارقة، أو الجماعات الإرهابية المسلحة.

هل يعني ذلك أن ما تروج له موسكو صباح مساء كل يوم، من وجود مخطط أمريكي- أوربي، لتفخيخ روسيا وتفكيكها، بل إدخالها في حرب أهلية غير صحيح جملة وتفصيلا؟

هنا يطفو على السطح حديث الاختراق، بمعنى أنه إذا قدر لواشنطن أن تجد نظيرا لغورباتشوف، مرة أخرى، وبخاصة ضمن دائرة بوتين المقربة والمؤدلجة، فربما ساعتها تعيد الكرة من خلال الخلاص من سيد الكرملين الذي تصفه بالديكتاتور، ومن غير مغامرة عالية المخاطر، أو غير محسوبة بدقة بالغة.

وسط ضبابية الأحداث، وصخب الحرب في أوكرانيا، لم يتم التوقف أمام ما نشرته الواشنطن بوست عينها، في شهر أكتوبر تشرين أول من العام الماضي من أخبار تقول إن الاستخبارات الخارجية الأمريكية، CIA استطاعت الوصول إلى عضو بارز في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، والمختلف معه في طريقة خوض الحرب الأوكرانية، ما يعد صيدا ثمينا لمن يسعون في طريق إزاحة بوتين.

حكما لم يكن من الوارد بمكان أن يتم الكشف عن اسم المسؤول الروسي، والذي تقول الصحيفة الأمريكية الشهيرة، إن بوتين على علم به.

التساؤل المنطقي: "هل القصة حقيقية، أم أنها ضرب من ضروب الألاعيب الاستخباراتية الأمريكية، ومحاولة زرع الفتنة بين المجموعة ذات الولاءات العالية جدا لبوتين؟

المقطوع به أن أعمال الخيانة في أي بلاط ملكي، منذ زمن بروتوس، ويوليوس قيصر، إلى أوان بوتين وصحبته لم ولن تنقطع، ولهذا يبقى الاحتمال وردا في كل الأحوال.

من هم أولئك العصبة المرشحة لأن يكون " خائن القصر" بينهم، حال تصديق الرواية الأمريكية؟

هناك في واقع الأمر أربعة أسماء:

** نيكولاي باترشوف : رئيس مجلس الأمن القومي والملقب بالصقر.
** سيرغي نارشكين: رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.
** سيرغي شويغو: وزير الدفاع الروسي الحالي.
** ألكسندر بونتكيوف: رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي.

هل يمكن لأي من هولاء أن يخون بوتين؟

بالنظر إلى تاريخ القوات المسلحة الروسية، لا يجد المرء أنها شكلت يوما ما تهديدا كبيرا لحكام البلاد.

غير أن الصحافي الروسي، أندريه سولدانوف، وفي مقال مطول له بمجلة الفورين أفيرز الأمريكية ذائعة الصيت، يشدد على أنه في حالة واحدة فقط، يمكن لجماعة السيلوفيكي معا، التحرك ضد بوتين، وهي وصول الحكام الإقليميين إلى درجة من الانقسام في شأن بوتين، أو تردي الأوضاع الاقتصادية في روسيا، بشكل يهدد دخولها في مواجهات أهلية.

هنا ومن نافلة القول الإشارة إلى أن تحسن الأوضاع الإقتصادية في روسيا عبر العشرين سنة الماضية، كان أحد أهم ركائز مشروعية بوتين وبقاءه في الحكم.

خلال الساعات العصيبة التي مرت على موسكو نهار السبت الماضي، بدا كافة حكام الأقاليم الروسية، وكل طاقم السيلوفيكي المقربين، عطفا على مجموعة التكنوقراط الذين يهيمنون على الحكومة، حتى وإن لم يكن لديهم سلطة التدخل في الشؤون الأمنية، على قلب رجل واحد، وكلهم وقفوا صفا خلف بوتين وبشكل واضح لم تشبه الضبابية.

ماذا عن شعبية بوتين وسط الروس؟

منذ شهرين أظهر استطلاع رأي أجرته مجموعة "روسيا سيفودنيا" الإعلامية الروسية، أن شعبية بوتين بين الروس، وبعد قرابة عام ونصف من الحرب الأوكرانية، تصل إلى 83% لدى المستطلعة آراؤهم.

لاحقا وفي صباح الاثنين 26 يونيو الجاري، كان " سيرغي ماركوف "، المستشار السابق للرئيس بوتين، يعلن عن أن دعم بوتين ارتفع بعد تمرد فاغنر لاعتقاد المواطنين الروس قدرته على منع الفوضى في البلاد.

هل أوضاع روسيا الاقتصادية متراجعة، بما يؤثر على شعبية بوتين وسط الجماهير؟

تزحف الجيوش على بطونها، هكذا قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، وربما فاته القول إن الشعوب أيضا تفعل ذلك.

ومع ملاحظة أن أسعار المواد الغذائية في روسيا انخفضت خلال مايو الماضي للمرة الثالثة، وهو أمر مرده أعادة موسكو توجيه الطرق اللوجستية، وتوسيع مجال التعاملات بالعملات الوطنية مع الدول الصديقة، والعائدات القياسية التي سجلتها الحبوب والبذور الروسية، يخلص المرء لانتفاء السبب الثاني لتمرد أي من الدائرة القريبة على الرئيس الروسي.

هل من خلاصة؟

مؤكد لا تزال تحركات فاغنر غامضة، وما حدث يحتاج لمزيد من الوقت لفهمه بوضوح، لكن وفي كل الأحوال، سيظل بوتين هدفا للدوائر الغربية التي لن تقبل بمنهجية تكرار الزحف السوفيتي السابق تجاه دول الجوار، ولن تعدم وسائل جديدة لحصار القيصر في الحال، أو العمل على إزاحته في الاستقبال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب وروسيا علاقات إلى أين الغرب وروسيا علاقات إلى أين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon