توقيت القاهرة المحلي 20:14:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن – طهران.. مهادنة أم تواطؤ؟

  مصر اليوم -

واشنطن – طهران مهادنة أم تواطؤ

بقلم - إميل أمين

بعد قرابة عامين من عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، ومواقفهم غير المفهومة أو المهضومة، من الاتفاق النووي سيئ السمعة مع إيران، أضحى التساؤل على الألسنة، وقبل أن ينصرم العام الحالي: "ما الذي تفعله إدارة الرئيس بايدن، وهل هي تهادن الإيرانيين لحين الانتهاء من صراع الروس والأوكرانيين، أم تراها متواطئة مع الملالي، ولغرض التوازنات الجيوسياسية التي تجيدها واشنطن على خارطة الشطرنج الإدراكية، لاسيما في ظل عالم متحول ومتغير، لم تعد فيه، "سيدة قيصر"، بل في أفضل الأحوال القطب المتقدم بين الأقران؟

تساؤل مثير، وإجابته أكثر مدعاة للنقاش المعمق، لاسيما أن البعض يتلمس تبريرات لحالة المهادنة الأمريكية، لاسيما منذ شهر فبراير شباط الماضي، وبعدما فتح القيصر جبهة حرب مع الناتو، وليس مع أوكرانيا، وإن بصورة مُقنعة متوارية غير مباشرة.

يمكن القطع بأن العسكرية الأمريكية تفضل الدخول في نزاع مسلح مع الإيرانيين، وإن كانت كافة الخطط الإستراتيجية للإمبراطورية الأمريكية، تفيد بالمقدرة على خوض حربين في ذات الوقت، ومن غير أن تتراجع مقدرات القوة والمنعة.

لكن واشنطن، تبدو متخاذلة، بل أقرب إلى المتواطئة مع النظام الإيراني، وبخاصة في ظل معادلة بديهية أولية، مفادها، أنه كلما طال زمن الانتظار وتأخير الحسم، بلغ البرنامج النووي الإيراني حدا يصعب التراجع عنه، والقوة مغرية، في حال الأسلحة التقليدية، فما بالنا إذا كان الأمر موصولا بقوة السلاح النووي، والدخول في مصاف الدول التي يمكن تهديدها، والنموذج الكوري الشمالي قائم في الحال والاستقبال.

ما الذي تنتظره إدارة الرئيس بايدن لتصل إلى قناعة مطلقة تجاه نوايا إيران النووية؟
نهار الثلاثاء الماضي، كانت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ريكاردو، تؤكد على أن إيران قد خصبت كميات مقلقة من اليوارنيوم، مما يهدد الاتفاق النووي، ومشيرة إلى أنه لم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي يهدف إلى ضمان استخدام المنشآت النووية الإيرانية للأغراض السلمية فقط، مقابل رفع العقوبات.

ليس هذا هو المشهد الأول ولن يكون الأخير المشكك إلى حد اليقين في توجهات إيران النووية، والقاصي والداني يعرف زيف أحاديثها عن الطاقة النووية السلمية اللازمة للصناعة، وهي الدولة النفطية، ذات مصادر الغاز الطبيعي التي تكفيها لعقود طوال.

طهران تتلاعب بواشنطن، أو يمكن للمرء القول إن الأخيرة تغض الطرف عن عمد، تجاه تلك التلاعبات، في حين أن مواقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفضح مخططات إيران الرافضة لتفتيش ثلاثة مواقع تم العثور فيها على بقايا يورانيوم مخصب، غير مدرجة على مواقعها النووية الرسمية، بل إنها تعتبر أن مجرد الحديث عنها، أو إدراجها في قائمة المناقشات، أمرا يعطل التوصل لاتفاق جديد معها.

وفيما تبدو إدارة بايدن متخاذلة أو متواطئة، يمتد التخصيب الإيراني لليورانيوم وصولا إلى نسبة نقاء 60%، والعديد من التقارير الدولية تقطع بأنها على بعد مسافات زمنية قصيرة جدا، للوصول إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90%، ما يعني أن القنبلة النووية ستكون بين يديها في أقرب وقت.

يعن للمرء أن يتساءل: "هل ضاعت الفرصة لردع إيران، ولقطع الطريق على حيازتها لسلاح الدمار الشامل النووي؟

المتابع للجانب الأوروبي، وفي ظل أزمات القارة العجوز المتراكمة، يرى أنها قد استسلمت، ولم يعد لديها سوى عبارات جوفاء عن الاتفاق النووي كأفضل بديل للتعامل مع طهران.

تبدو القوى الأوربية الكبرى، لا سيما ألمانيا وفرنسا، كالمريض بمرض عضال، والذي يعيش حالة الإنكار التقليدية، في حين تمضي برامج إيران الصاروخية، لتهدد دول جنوب أوروبا في حاضرات أيامنا، وعما قريب ستطال كافة دول القارة المتخاذلة بدورها، وعلى غير المصدق مراجعة تصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، والتي أكد فيها ضرورة الانخراط قدر الإمكان في محاولة إحياء الاتفاق.

وفي كل الأحوال تكاد التصريحات الأمريكية الرسمية تبدو مراوغة ومفرغة من أي موضوعية، ما يجعل فكرة التواطؤ، أقرب من المهادنة، وقد كان آخرها ما قاله المبعوث الأمريكي المكلف بالملف الإيراني، روبرت مالي، للصحافيين في باريس الشهر الماضي: "سنواصل الضغط مع إبقاء الباب مفتوحا للعودة إلى الدبلوماسية"... لكن إلى متى الانتظار؟ هذا ما لم يصرح به السيد مالي.

على أنه وقبل نهاية العام، يبدو أن هناك بعدا آخرا بعينه، قد يجبر واشنطن وبروكسل، على تجرع الكأس المرة، والتخطيط مرغمتين على الدخول في مواجهة عسكرية، وليس شرطا أن تكون حربا مفتوحة.
لم تعد إيران رقما مزعجا ومهددا للأمن والاستقرار في الخليج العربي والشرق الأوسط فحسب، بل باتت عنصرا مقلقا من خلال صناعاتها العسكرية، كما يتبدى في طائراتها المسيرة التي أضحت، مزعجة للغرب في أوكرانيا.

هل ستكتفي القوى الغربية التقليدية بالعقوبات الاقتصادية على طهران؟
حكما يبدو التعاون العسكري الروسي – الإيراني، اختصاما للنفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة، هذا من جهة، وعاملا مخلا للتوازنات الجيو - عسكرية، إن جاز التعبير، في ميادين القتال في شرق القارة الآسيوية.
لكن طهران في واقع الأمر، لم تعد تبالي بفكرة العقوبات من الأصل، ذلك أنها تعزف على متناقضين يقضان مضاجع العم سام، من جهة تجد في الصين سوقا تستوعب نفطها، وفي الصناعات العسكرية مع روسيا فرصة لتوثيق التعاون المستقبلي ضمن مخططات ما بعد النظام الأمريكي الواحد المنفرد بمقدرات العالم.

هل من خلاصة؟
إذا كان التسويف الأمريكي لا يفيد، فإن التواطؤ سيوقع واشنطن في شراك النووي الإيراني، وما وراءه عما قريب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن – طهران مهادنة أم تواطؤ واشنطن – طهران مهادنة أم تواطؤ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon