توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دي سانتيس.. والطريق إلى البيت الأبيض

  مصر اليوم -

دي سانتيس والطريق إلى البيت الأبيض

بقلم - إميل أمين

أعلن حاكم ولاية فلوريدا الشاب، رون دي سانتيس، عزمه الترشح لسباق الرئاسة الأميركية التمهيدي إلى البيت الأبيض، وخوض غمار معركة 2024.

يشكل الحاكم الشاب ظاهرة وسط الحزب الجمهوري، وربما يكون حتى الساعة المنافس الوحيد، للرئيس السابق دونالد ترمب، والماضي قدما، رغم كل الحواجز والعوائق، في محاولة العودة إلى البيت الأبيض.

لا ينكر أحد أن شخصية دي سانتيس كاريزمية باقتدار، وصفحته ناصعة مشرفة، ونموذجه الأسري يكاد يذكر الأميركيين بقصة الرئيس المغدور جون كيندي.

يجمع دي سانتيس بين العديد من المقومات التي تجعل منه رئيسا ناجحا، ذلك أنه بحيازته درجة الدكتوراه في علوم القانون من جامعة هارفار العريقة، يصنف من رجالات الإنتلجنسيا الأميركيين، أما خدمته في صفوف القوات المسلحة الأميركية، وحيازته للنجمة البرونزية لشجاعته، فيفتح له الطريق للحصول على الضوء الأخضر غالب الأمر، من المؤسسة العسكرية.

ومن الحياة الأكاديمية والخدمة العسكرية، ينتقل دي سانتيس إلى صفوف السياسيين، ليضحى عضوا في مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا من عام 2013 حتى 2018، قبل أن يتولى منصب حاكم فلوريدا رسميا في 2019.

ولعل أي متابع لجولات الحاكم الشاب لفلوريدا، من مواليد العام 1978، الروماني الكاثوليكي المذهب، المولود في ناحية جاكسون فيل، بولاية فلوريدا، كان يقطع بأنه يرسل إشارات واضحة منذ فترة، تفيد بنيته الترشح، مقدما نفسه ضمنيا، على أنه أفضل خيارا للجمهوريين، رغم أن استطلاعات الرأي الأخيرة، أعطت الرئيس السابق ترمب، ضعف الأصوات التي تحصل عليها دي سانتيس.
أحد أهم الأسئلة المطروحة على الساحة الأميركية: "هل دي سانتيس مرشح تقدمي ليبرالي، أم تقليدي محافظ؟

السؤال عميق، لاسيما في ضوء العديد من المواقف التي أظهرها دي سانتيس في العام الماضي.

يظهر نجم الحزب الجمهوري الجديد بشكل شبه يومي، عبر وسائل الإعلام التقليدية، عطفا على وسائط التواصل الاجتماعية كقائد معركة في دائرة الحروب الثقافية، والتي يخوضها حزبه، ضد قطاع واسع من السياسيين والشركات والمثقفين المؤدلجين، لا سيما من أهل اليسار، الذين باتوا شوكة في ظهر اليمين الأميركي، عبر شروحاتهم وطروحاتهم التقدمية، وفي مناطق واسعة وشاسعة من الولايات المتحدة الأميركية، ما يجعل من معركة الرئاسة الأميركية القادمة، ميدانا لصراعات ذات أبعاد ثقافية وأيديولوجية، بل دوغمائية أيضا.

خذ إليك على سبيل المثال، موقف دي سانتيس من قضية الإجهاض، حيث يفرض قيودا شديدة في ولايته على عمليات الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل، وهي قيود اعتبرت قاسية جدا من قبل الرئيس السابق ترمب، بينما دي سانتيس يؤكد أنه " فخورا جدا بها"، الأمر الذي يطرح علامة استفهام عن قناعات الرجل الدينية والإيمانية، وهل كاثوليكيته ستكون عاملة وفاعلة، أم أنها ستكون خامدة كما الحال مع بايدن الكاثوليكي شبه المحروم من قبل المؤسسة الدينية لدعمه المباشر للإجهاض؟

لا تبدو قضية الإجهاض وحدها الوجه المحافظ لدي سانتيس، فهناك سوابق أخرى مهمة جدا، منها على سبيل المثال منعه تدريس نظرية المساواة بين الأعراق، بجانب منع تنظيم نقاشات حول الهوية الجنسية في المدارس العامة في فلوريدا.

وفيما خطوات إباحة العلاقات المثلية تتسع، وأصوات الداعمين لها ترتفع في جنبات الولايات المختلفة، فإن دي سانتيس كثيرا ما يقف موقف الرافض لما يعتبره "تسامحا مغشوشا"، مع مجتمع الميم في الداخل الأميركي، الأمر الذي يكسبه الملايين من المحافظين التقليديين، وبالقدر نفسه يحرمه من أصوات ملايين أخرى تراه متشددا إلى حد التطرف.

يظهر دي سانتيس بعيدا عن الدوائر التي تدعم حمل السلاح بسهولة بين المدنيين، وإن لم يتعرض بصورة أو بأخرى إلى مسألة مناقشة التعديل الثاني من الدستور الأميركي، الخاص بهذا الحق.

وتظل قضية الهجرة غير الشرعية بدورها، من القضايا التي يتخذ فيها دي سانتيس مواقف متشددة، ولا يغيب عن الأعين اتهامه للحكومة الاتحادية بقيادة بايدن بالتراخي على الحدود، ما سمح وفق تعبيره، بتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، ولا ينفك دي سانتيس يركز على "الآثار الخطيرة للهجرة غير الشرعية، التي تسببها سياسات الحدود المتهورة للحكومة الاتحادية".

يكاد المتابع لتوجهات دي سانتيس أن يصاب بشيء من الحيرة، سيما أنه لا يحافظ على إجماع القواعد الواسعة في الحزب الجمهوري، ويخالفها كما الحال في قضية الإجهاض، ما يجعلنا نتساءل: "عمن يراهن حاكم فلوريدا في دعمه مستقبلا؟

المعروف أن حظر الإجهاض يحظى بشعبية بين بعض المحافظين الذين يشكلون جزءا من قاعدة التصويت في الحزب الجمهوري، لكن هذه القضية دفعت كثيرا آخرين للتصويت للديمقراطيين.

أما الديمقراطيون، فإنه من نافلة القول، يقفون له بالمرصاد، وبخاصة الجناح الأكثر إغراقا في الميول اليسارية، وقد وصفت اللجنة الوطنية الديمقراطية في الحزب الديمقراطي مؤخرا، حظر دي سانتيس للإجهاض، بأنه "متطرف" وأعلنت أنه "يمزق قدرة المرأة على اتخاذ قرارات الرعاية الصحية الخاصة بها قبل أن يعرف الكثير أنها حامل".

هل دي سانتيس رجل مؤدلج بامتياز وينتظره مستقبل في الطريق إلى البيت الأبيض، سواء كان ذلك في انتخابات الرئاسة 2024، أو 2028؟

تساعدنا قراءة مذكراته الشخصية التي صدرت في أوائل مارس الماضي تحت عنوان "الشجاعة لتكون حرا: مخطط فلوريدا لإحياء أميركا"، على إيجاد جواب، سيما أنه يظهر القليل من الاهتمام بالحديث عن مستقبله على الساحة الوطنية، لكنه لا يخفي أن إدارته لفلوريدا تعكس وجهات نظره الأوسع في السياسة الأميركية.

تظهر مراحل حياة دي سانتيس، أن الأميركيين أمام رجل نبيل من طراز فريد من السياسيين النبلاء، الذين لا يخالفون ضمائرهم، خوفا من تهديد، أو طمعا في وعيد، وآية ذلك ترفعه عن الدخول في الخلافات والمهاترات السياسية، وكأن وقته مكرس لخوض معارك تغيير أميركا إلى الأفضل، وضبط مسافات البوصلة الأميركية المختلة مؤخرا.
هل دي سانتيس رجل أميركا القادم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دي سانتيس والطريق إلى البيت الأبيض دي سانتيس والطريق إلى البيت الأبيض



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon