توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سدايا» السعودية... الذكاء الصناعي لخدمة البشرية

  مصر اليوم -

«سدايا» السعودية الذكاء الصناعي لخدمة البشرية

بقلم - إميل أمين

في الطريق لتضحي المملكة العربية السعودية واحدة من أفضل خمس دول في العالم فيما يخص تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكما وعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل نحو عامين، خلال افتتاح القمة الدولية الأولى، في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020، تمضي «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي» (سدايا)، نحو رؤية استنهاض البلاد 2030، في مسيرة النسخة الثانية من القمة حضورياً، في الفترة ما بين 13 و15 سبتمبر (أيلول) الحالي في الرياض.
عنوان القمة «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية»، يعكس الهدف الكبير والواضح من وراء عقدها، سواء على المستوى الدولي من جهة، أو ما يخص المملكة ودور «سدايا» تحديداً، في السعي لأن تكون الحجر الأساسي في تمكين الطاقات الوطنية الشابة، عبر ابتكار حلول رقمية تسهم في مواجهة العقبات، وبناء مستقبل قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق أهداف «رؤية 2030».
قبل نحو عامين، دعا الأمير محمد بن سلمان، كل الحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي، للانضمام إلى المملكة لتحقيق هذا الطموح، وبناء نموذج رائد لإطلاق مسيرة ناجحة وخلاقة، في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي، من أجل بناء اقتصادات المعرفة والارتقاء بالأجيال الحاضرة والقادمة.
واليوم يلبي نحو ثلاثة آلاف مشارك، من أفضل العقول الأممية، الفاعلة والناجزة في عالم الذكاء الاصطناعي، دعوة المملكة، والتفاعل الواعي، عبر أكثر من 100 جلسة يشارك فيها أكثر من 200 متحدث من مشارق الأرض إلى مغاربها، ضمن حوارات ثرية علمية وأخلاقية، حول كيفية تعزيز تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم الحلول المناسبة للمشاكل المعقَّدة التي تعتري تطبيقها، وتمكين الشركات، وتشكيل صورة المستقبل، سعياً إلى تحويل المجتمع من الرؤى المحلية والإقليمية إلى الإطار الاقتصادي الموحد.
يعنّ للمرء أن يتساءل: هل هناك مَن يشك اليوم في أن الذكاء الاصطناعي هو الذي بات يوجه دفَّة البشرية في حِلّها وترحالها، في سِلمها وحربها، في صحتها ومرضها؟
دعونا نلجأ إلى ثلاث تجارب قريبة على صعيد المثال، وليس الحصر:
أولاً: ساعد الذكاء الاصطناعي في مواجهة تحديات جائحة «كوفيد - 19»، طوال عامين أعجفين، فقد مكَّنت أدواته وآلياته من التعرف على الفيروس أول الأمر، ثم المساهمة في تطوير اللقاحات، وذلك عبر ما توافر من قواعد للبيانات والمعلومات، الأمر الذي دعا «منظمة الصحة العالمية» لإنشاء مركز عالمي للتنبؤ المستقبلي بمثل تلك الكوارث البيئية.
ثانياً: بدا واضحاً أن الحرب الروسية - الأوكرانية المستعرة، استخدمت، ولا تزال، في متنها وليس حواشيها، أسلحة الذكاء الاصطناعي، ومؤخراً نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية الشهيرة تقريراً يفيد بأن دولاً كبرى ومتوسطة الحجم وصغرى، باتت تتحول من حالة الحروب التقليدية، حيث البشر وقود المعارك، إلى الروبوتات، والمسيّرات، والمواجهة المسلحة عن بُعد لتوفر الدم.
ثالثاً: عما قريب سوف يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لاستنقاذ الإنسانية من الهجمات الإيكولوجية التي تشنها الطبيعة على البشر، وعاملاً رئيسياً في التنبؤ بالطقس في أسوأ حالاته، وربما أحسنها، كالتنبؤ بهطول الأمطار الغزيرة، أو هبوب الأعاصير العاتية، مروراً بأزمة الأزمات المتمثلة في ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، أو الاحتباس الحراري، ولهذا بات الذكاء الاصطناعي محل اهتمام شركات التكنولوجيا العملاقة، التي تزيد التعهدات بالابتعاد عن استخدام الفحم الضار بالبيئة.
في هذا السياق، تبدو محاور عمل ومناقشات القمة ذات فائدة ومردود عالي القدر والقيمة، وتمضي في ثلاثة اتجاهات:
* تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحالات استخدامها الحالية في شتى مناحي الحياة.
* مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويره والاستفادة منه في حل أبرز التحديات حول العالم.
* أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته، بهدف أن يكون المستقبل حقيقة وليس خيالاً علمياً.
يستدعي المحور الأخير من محاور القمة أن يتوقف القارئ، وينتبه كل الانتباه لجزئية خطيرة، تلك التي تتمثل في التضاد الكائن في محتوى الذكاء الاصطناعي، فهو، كما يمكنه أن يضحي قادراً على خدمة الإنسانية، له كذلك أن يصبح وبالاً عليها.
خذ إليك ما قاله الفيلسوف السويدي، نك بوستروم، في مؤلفه القيم: «ما فوق الإنسانية... دليل موجز إلى المستقبل»، إذ يرى أنه إذا تم إنشاء نظام الذكاء الفائق، فمن الأهمية القصوى أن يمنح قيماً صديقة للبشر، ذلك أن الذكاء الخارق المصمم بخبث أو بلا حذر، مع أهداف ترقى إلى درجة اللامبالاة أو العداء لصالح الإنسان، يمكن أن يتسبب في انقراض البشرية.
من هنا يدرك المرء ضرورة أن تكون هناك معايير ومحددات أخلاقية لمجالات عمل الذكاء الاصطناعي، وحتى لا يضحي خنجراً في خاصرة الأمم أو رصاصة طائشة موجهة إلى جبين الشعوب، ويكفي المرء النظر إلى المخاطر المهلِكة للحرب السيبرانية، القائمة على أنواع متعددة من الذكاءات الاصطناعية، التي يمكن أن تستخدم في تطوير هجمات البرمجيات الخبيثة.
ويبقى الذكاء الاصطناعي حديث الغد، لا سيما على صعيد بناء المدن الذكية، وتحسين جودة الحياة، وخدمة البشرية، والوصول إلى آفاق لا حد لها في استثمار تقنية البيانات والمعلومات بغية صناعة الفرق نحو غد أفضل.
في هذا المضمار تبقى مدينة «نيوم» مشروعاً قادراً على تغيير شكل منطقة الشرق الأوسط، من خلال إدارته بوسائط الذكاء الاصطناعي، ومن خلال فاعليات شقها الإيجابي الذي يوحّد البشر ولا يفرقهم، ويتيح لهم مسارات النمو المستدام، وتجاوز عالم الاقتصاد الريعي.
أحلى الكلام... «سدايا» السعودية ثورة لخير البشرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سدايا» السعودية الذكاء الصناعي لخدمة البشرية «سدايا» السعودية الذكاء الصناعي لخدمة البشرية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon