توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ازدهار الخرافات في وقت النكبات

  مصر اليوم -

ازدهار الخرافات في وقت النكبات

بقلم - مشاري الذايدي

في لحظات الحروب، والشحن الذي يغرف من الدين والتاريخ وحتى المستقبل، تصبح كل الأسلحة مباحة للكسب في المعركة.

من طرف الحشد الإسرائيلي ثمة من يتحدثون من الخرافيين عن قرب نزول مسيح بني إسرائيل، وبلغة أكثر تطوراً هناك من يخبرنا أنها حرب ثقافية بين حضارتين، وغير ذلك من الهراء بغرض الشحن العاطفي، ولخرافات اليهود والمسيحية اليمنية حكايات وقصص عجيبة في هذا المضمار، تستحق التوقف عندها، لأنها ما زالت توجّه بعض العقول والجماهير في أعماق الشعور واللاشعور الجمعي المسيحي اليهودي العام.

من طرفنا، القصة لا تحتاج إلى شرح، بين من يرى في حرب غزة مقدمة لظهور المهدي صاحب الزمان، مثلما نجده عند الشيعة، ومن يجعلها حرب آخر الزمان وتقتيل اليهود وربما نزول المسيح وخروج المهدي، حسب الملحميات الموجودة في المدوّنة السنّية، وإن كان هناك من نفى هذه الأمور عن صلب الدين، مثلا: العالم النجدي ثم القطري، المرحوم ابن محمود الذي ألّف كتابه الشهير «لا مهدي يُنتظر بعد الرسول خير البشر».

حرب غزة الحالية مثيرة للمشاعر، وحين تُستثار المشاعر، تستيقظ الأوهام وعوالم الخيال.

قبل أيام حذّر من يُوصف بعالم الزلازل، الهولندي فرانك هوغربيتس من أن قصف إسرائيل لغزة سيحدث زلزالاً كبيراً، بصرف النظر، كما يقول، عن صمت العالم عن جرائم إسرائيل، وهو، أي الهولندي، متعاطف - وهذا يُشكر له - مع مأساة غزة.

تعليقاً على ذلك التحذير، قال دكتور أحمد المحمودي أستاذ الجيوفيزياء التطبيقية بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة المنصورة - ولست أظنّه يقل تعاطفاً عن الهولندي مع أهالي غزة - إن القنابل الإسرائيلية تأثيرها سيكون مقصوراً على التربة والمباني فقط، فالزلزال يحدث نتيجة حركة ألواح تكتونية تؤدي لخروج طاقة رهيبة مختزنة في باطن الأرض منذ آلاف السنين، والقنابل وغيرها من الأسلحة التدميرية لا تؤثر على باطن الأرض أو حركة الألواح التكتونية.

من يعتقد أن سوق الوهم ورواج الهراء بسبب انفجار السوشيال ميديا، وبحث الناس عن الهاشتاغ والتفاعل، فعليه أن يرجع للماضي قليلاً.

الأربعاء 24 ذي الحجة 1147هـ، الموافق 20 أبريل (نيسان) 1733م، ينقل الباحث المصري سعد عبد الرحمن، رحمه الله، في كتابه اللطيف «حكايات من التاريخ»، أنه أشيع بمصر أنه قد اقتربت الساعة، والقيامة موعدها لا مفرّ منه، يوم الجمعة القادم، وفشا هذا الكلام وانتشر مثل النار في الهشيم في القرى والأرياف، وأخذ الناس يودّع بعضهم بعضاً فيقول الواحد منهم لقريبه أو صديقه أو جاره: لقد بقي لنا من العمر يومان.

أخبر عن ذلك بصّارون وخبراء في «الجفور» لا يكذبون، منهم قبطي ويهودي، واحد منهم ذهب للأمير الفلاني وحلف له أن القيامة ستقوم يوم الجمعة القادم، وإن لم تكن تصدّقني فاحبسني عندك، وإن لم يحدث ما أقوله فاقتلني.

أتى «الجمعة» كأي جمعة، ومضى لحاله! وكان لا بد من تفسير يقنع جموع الوهم، فكان التفسير أن أحد المشايخ أخبرهم أن القيامة لم تقم بسبب شفاعة أسيادنا الأئمة الأولياء مثل: الإمام الشافعي وسيدي البدوي وسيدي الدسوقي.

يعلق على ذلك الجبرتي مؤرخ مصر الكبير مستشهدا بالمتنبّي:

فكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ

ولكنّه ضحكٌ كالبكا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدهار الخرافات في وقت النكبات ازدهار الخرافات في وقت النكبات



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon