توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقارات بني أسد... وهمسات التاريخ

  مصر اليوم -

عقارات بني أسد وهمسات التاريخ

بقلم - مشاري الذايدي

البحث عن شرعية مجلوبة من خزائن التاريخ، حجّة دائمة، وطريقة متكررة، للقفز على المقاعد الأمامية في «باص» المجتمع اليوم.

قبل أيام أشار الباحث العراقي، الصديق (رشيد الخيّون) في مقالة لطيفة له بجريدة «الاتحاد»، إلى أن جماعة تنتمي لقبيلة بني أسد العراقية، تُطالب - اليوم - بإدارة العتبتين، الحُسينية والعباسيّة بكربلاء. تلا أحدهم رسالةً موجّهةً إلى المرجعية، المشرفة عليهما، تطالب بإدارة ضريح الإمام الحُسين وأخيه العباس. بدعوى وجود عقد شراء، من أسلاف بني أسد، أيام الحسين ومعركة كربلاء، للموضعين!

تذكّرت هنا حكاية تُروى عن معاوية، مؤسس الدولة الأموية، وكان مما يُوصف به معاوية صفة «الحِلم».

جاء حاجب معاوية ليعلن له أن رجلاً بالباب يقول: إنه أخوك يا أمير المؤمنين. فقال معاوية لحاجبه: ألا تعرف إخوتي؟ فقال الحاجب: هكذا يقول الرجل. فأذِنَ معاويةُ للرجل بالدخول وسأله: أي إخوتي أنت؟ أجاب الرجل: أخوك من آدم. قال معاوية: رَحِم مقطوعة والله لأكون أوَّلَ من يَصلها!

لستُ أعلمُ ماذا ذكّر إخوتنا الأسديين في العراق بهذا العقد العقاري، بعد أكثر من 1400 عام من عمر الزمان... على طريقة مقولة معاوية: طالما قُطعت، لأكوننّ أول من وصلها أو أحياها.

الحال أن بني أسد - وصديقنا رشيد يعرف تاريخهم جيداً فهو من أسرة تنتمي لذراها - لهم صفحات سياسية عريقة في العراق وإمارات أيام العباسيين، وأشهرها إمارة بني دبيس.

لكن يبدو أن السيطرة على «العتبات المقدّسة» في التقاليد الشيعية بالعراق، مغنم عظيم يفوق أي غنيمة حتى ولو مضى على ذلك غابر القرون.

جُبل الطبعُ العربي والإسلامي، في التاريخ، على الانسياق وراء أي «قائم» ثائر سياسي بدعوى دينية، حدث ذلك أكثر من مرة لدى الشيعة بكل ألوانهم، إمامية أو زيدية أو إسماعيلية، وحدث لدى السنّة أيضاً... مِراراً.

على ذكر العراق والعبّاسيين أذكر هذا المثال:

ضمن صراعات البيت العبّاسي في أيام الفوضى وتسلّط العناصر الأعجمية على كرسي الخلافة، تكاثرت الحكايات العجيبة.

من ذلك أن أميراً عبّاسياً يُدعى محمد بن المستكفي لجأ لكافور الإخشيدي في مصر، فأكرمه كافور، وكان هذا الأمير يريد منصب الخلافة وخلع الخليفة المطيع لله، وادّعى أنه المهدي المنتظر، انتشرت دعوته بين الناس وانساق لدعوته فئامٌ من الترك والديلم (من إيران) والعرب أيضاً، وكان ضمن المنخدعين به القائد التركي الشهير (سبكتكين) وطلب منه هذا القدوم لبغداد، لكن حين جاء المهدي المزعوم، عرف القائد التركي أنه من آل عبّاس وليس من آل عليّ، فترك نصرته، فهرب المهدي المزعوم، حتى قبض عليه بختيار البويهي، وسلّمه للخليفة الشرعي فسجنه وعاقبه. (تاريخ ابن الأثير وتاريخ مسكويه).

واليوم، يخبرني مسؤول عربي أمني كبير، أن مدّعي شخصية المهدي أو المسيح وغير ذلك، كُثُر، وغالباً يتمّ التعامل معهم بطريقة صحّية، وإحالتهم للمعالجة النفسية.

لكن في بعض الأحيان، يصبحُ الأمر جدّاً لا هزلاً... ويُنتج الدموع والدماء والخراب.

وعند هذا القدْر نكتفي عملاً بنصيحة شيخ المعرّة الذي استشهد به د. رشيد:

إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صوتي

وإِن قُلتُ اليَقينَ أَطَلتُ هَمسي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقارات بني أسد وهمسات التاريخ عقارات بني أسد وهمسات التاريخ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon