توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدعة التحليل الأحمري من جديد

  مصر اليوم -

خدعة التحليل الأحمري من جديد

بقلم - مشاري الذايدي

 

يردّد بعض نشطاء الحركة الإسلامية «السنّية» هذه الأيام كلاماً مُكرّراً حول سجالات الحرب في غزّة. مفاده أنه مهما كان لنا من «ملاحظات» على «حماس» و«بِدعها»؛ فهذا وقت التناصر، ويجب نصرة المبتدع المسلم على الكافر الأصلي؛ أي إسرائيل.

يذهب بعضهم، وهو يخاطب جمهوراً يغلب عليه المنزع السلفي، أو قل السنّي المحافظ، للقول إنه حتى «حزب الله» اللبناني الشيعي، يجب نصرته على الكافر الأصلي، ويجلب لذلك جملة من نصوص ابن تيمية وابن كثير وغيرهما من علماء أهل السنة في الشام، منزوعة من سياقها، تعزيزاً لكلامه.

هذا كلام سياسي بحت، مُغلّف بغِلالة فقهية علمية، والحق أن «حماس» أو «حزب الله» أو «الحوثي» أو «الحشد»، وغيرهم، حركات سياسية تنتمي لمشروع سياسي، وثقافة آيديولوجية محدّدة، هي «الإسلام السياسي». ولاحظ اقتران كلمة «سياسي» بهذا النوع من فهم الإسلام والانتماء إليه والتهويش به على الخصوم، للوصول إلى غاية السياسة، أي سياسة بالعالم، وهي: السلطة!

أثناء «حرب تموز» 2006 لـ«حزب الله» اللبناني، حدثت موجة «تطبيع» لـ«حزب الله» داخل الأوساط السنية العربية، خاصة في السعودية، من طرف نشطاء الإخوان والجماعة السرورية، ومن هؤلاء مجموعة عُرفت حينها بمجموعة «مجلة العصر»؛ موقع على النت تابع لمثقفي السرورية في السعودية.

نُشر في هذه المجلة الإلكترونية حينها مقالة لمحمد حامد الأحمري، بعنوان «خدعة التحليل العقدي»، خلاصتها نقد الخطاب السلفي السنّي بسبب انحباسه في العلبة العقدية وهو يرقب فعائل «حزب الله»، ويطالبه الأحمري بالخلاص من هذه الخدعة والاصطفاف مع «حزب الله».

مما جاء وقتها بتلك المقالة التي لاقت تفاعلاً كبيراً، حديثه عن «أثر العقيدة في الوصول إلى أخطاء تحليلية فادحة»، وأن هذا المحلل العقدي «قد يسمي موقفه موقفاً مؤصلاً صحيحاً شرعياً، ويزيد من عبارات التوثيق التي لا تنفع شروى نقير في المعرفة ولا الوعي».

يشير الناقد والباحث السعودي علي العميم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بهذه الجريدة، لمثال آخر: القيادي اللبناني الإخواني فتحي يكن الذي كان موالياً لنظام حافظ الأسد بسوريا، رغم أنه وقتها كان، أعني الأسد، ملعوناً لدى غالب الإسلاميين، بسبب حروبه مع الإخوان بسوريا ومذابح حماة.

يذكر العميم أنه وجد في عدد لمجلة «المجتمع» الكويتية الإخوانية أواخر عام 1979 خبراً عن اختطاف المخابرات السورية فتحي يكن. وفي أعداد تالية: «عرفت أنه أُطلق سراحه بعد فترة وجيزة. ولفت انتباهي أن المجلة بعد إطلاق سراحه لم تخصص موضوعات عن هذه الحادثة للتشنيع والتشهير بالرئيس حافظ الأسد ونظامه السياسي رغم أنها كانت تشن عليهما حملات سياسية ومذهبية صاخبة».

والسبب كما شرح الأستاذ علي لاحقاً، هو أن وجود فتحي يكن مع تحالف سوريا - إيران، في لبنان حينها، كان لإضفاء طابع سنّي على ذاك التحالف.

تلك أيام مضت، لكن اليوم، وتحت غبار غزة، ومشاعر التعاطف «النبيل» مع سكان غزة، يُراد التسلل من «خدعة التحليل الأحمري الفتحي يكني» من جديد... فتنبّه رعاك الله، حديثنا كله عن تناقض مشاريع سياسية كبرى، لا عن بدعة وسنّة وحلال وحرام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعة التحليل الأحمري من جديد خدعة التحليل الأحمري من جديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon