توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعماق الظهور السعودي التاريخي وأبعاده

  مصر اليوم -

أعماق الظهور السعودي التاريخي وأبعاده

بقلم - مشاري الذايدي

منذ وقتٍ ليس باليسير، وهناك تفسيراتٌ ونقاشاتٌ حول نشأة الدولة السعودية، التي احتفل السعوديون قبل أيام بيوم تأسيسها البِكر، كان ذلك عام 1727م، على يد الرجل الذي ابتدأت منه الملحمة الكبرى، الإمام محمد بن سعود.

هذه النقاشات ليست وليدة اليوم، أو منذ تدشين يوم التأسيس مناسبة وطنية احتفالية، قبل سنوات قليلة، فمنذ ظهور الدولة السعودية على مسرح السياسة الإقليمية والدولية، وهي مادّة نقاش وسجال وأخذ وردّ، داخلياً وخارجياً، وهذا أمر طبيعي بسبب تشعّب وضخامة وتعدّد الأدوار السعودية، وصولاً لقمّة تأثيرها العالمي اليوم.

في مقاله الأخير بهذه الصحيفة بعنوان «المشروع السياسي لمحمد بن سعود»، كتب الأستاذ عبد الرحمن الراشد: «ليس صحيحاً أنَّ محمد بن سعود عندما أسَّس دولتَه كانت بلا مشروعٍ سوى محاربةِ البدع أو الثأر من خصومه».

صحيحٌ، فمن التسطيحِ تفسيرُ ظاهرةٍ ضخمة عظمية متنّوعة الآثار والتأثير، ببُعد واحد، مثل البُعد الديني والدعوي، رغم أنَّ الدعوة مهمة في استحضار معناها الأعمق من الظاهر الوعظي، وهو أداة «الضبط» الاجتماعي والتشكيل الثقافي الجامع.

لكن رغم هذا الدور، ومعناه العملي، ليس هو الدور الوحيد، فهناك أسبابٌ أخرى تعاقب على شرحها جملة من الباحثين، من سعوديين وغير سعوديين، قديماً وجديداً، ولعلّ «العالم» السعودي في أنثروبولوجيا الصحراء العربية، والمرجع الكبير في ثقافة نجد وشمال الجزيرة العربية، الدكتور سعد الصويان، هو الأكثر حيوية في هذا الميدان.

في مقالة للصويان بعنوان «إرهاصات قيام الدولة السعودية» نُشرت في مايو (أيار) 2009 كتب، شارحاً اللحظات والسنوات القليلة قُبيل قيام الدولة السعودية الأولى، شرح المناخ الثقافي والطابع الوجداني لدى سكان وسط الجزيرة العربية، خاصة إقليم العارض (الرياض تقع في القلب منه) والوشم، من خلال استعراض أشعار 3 شعراء كبار: جبر بن سيار، ورميزان بن غشام، وحميدان الشويعر.

يقول د. سعد: «لو قرأنا أشعار هؤلاء الثلاثة بتمعّن لخلصنا إلى أنَّ المنطقة كانت قد سئمت حالة الشتات والتشرذم السياسي وانعدام الأمن والاستقرار، وأصبح الناس يتطلعون إلى قيام سلطة تحقق العدل وتبسط الأمن والنظام والاستقرار».

وفي مقالة أخرى نُشرت في 2006 كتب الصويان في جريدة «الاقتصادية»، عن هذه الأشعار لهؤلاء الثلاثة من قلب نجد: «أرى فيها تعبيراً عن وعي عام وإرادة جماعية كانا يختمران في أذهان الجميع. منذ تلك المرحلة والعارض تتمغّط استعداداً للوثوب».

وفي مقالة له بعنوان «نظريات تُفسّر نشأة الدولة السعودية»، نُشرت في مايو 2009، لاحظ د. سعد بُعداً جديداً في تفسير نشأة الدولة السعودية، دور طبقة التجار «الدوليين» إن صح ذلك وهم العقيلات، قال: «نشاط العقيلات التجاري واللوجيستي ساعد على قيام الدولة لأنَّهم كانوا يفضّلون سلطة واحدة يدفعون لها الرسوم والضرائب، بدلاً من تعدد السلطات المتمثلة في أمراء المدن وشيوخ القبائل المنتشرة على طرق التجارة، التي تطالبهم كل منها بدفع ضريبة لها. وهذا بالتحديد ما حدث مثلاً في أوروبا وأدَّى إلى انهيار نظام الإقطاع وقيام الدول الحديثة هناك بعد نشاط التبادل التجاري وظهور طبقة التجار».

وبعد، فهذا غيض من فيض، في تنوع وعمق تفسير نشأة الدولة السعودية، بعيداً عن التفسير الدعوي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعماق الظهور السعودي التاريخي وأبعاده أعماق الظهور السعودي التاريخي وأبعاده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon