توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن خطاب الشيخ العيسى

  مصر اليوم -

البحث عن خطاب الشيخ العيسى

بقلم - مشاري الذايدي

أظن أن تكثيف العمل وتنويعه في ميدان صناعة الأفكار الداعمة لقيم التعاون والتفاهم والسلم والعلم، ضرورة للحياة نفسها، وليس نشاطاً ترفياً يزجي بعض المتقاعدين من كبار الموظفين الحكوميين وقتهم فيه.

من هذه الزاوية أنظر لجهود ونشاط أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى.

الشيخ محمد العيسى يتميز عن كثرة كاثرة من أقرانه بحرارة وصدق وتتابع في عمله لتكريس خطاب ديني ثقافي رافد للتعاون الدولي بين الأمم والحضارات والثقافات والديانات، وليس مجرد احتراف عمل بيروقراطي بارد في هذا الميدان.

قبل أيام تحدث الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، في محاضرة بالقاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية، عن «الشرق والغرب»، متناولاً العلاقة التاريخية بينهما، وعدداً من النظريات والأطروحات في سياقهما التاريخي، كما نشرت «الشرق الأوسط»، التي أضافت أنه بعد المحاضرة انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول المبادرة الأممية التي قدمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان: «بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب»، بتنظيم من رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية وجامعة العلمين الدولية، وذلك لبحث دور الجامعات في تعزيز تلك المبادرة.

عقد هذا المؤتمر الجديد جاء بعد مرور عامٍ على إطلاق المبادرة في مقر الأمم المتحدة، بمشاركة من رئيسها وأمينها العام، وكبار قياداتها، وحضور رفيع من القيادات الدينية والدبلوماسية الدولية. وتم طلب المقترحات «العمليَّة» لتفعيل دور جامعات العالمين العربي والإسلامي في دعمها.

هذا عمل طيب وليس سهلاً اليوم في عالم يجد بعض الشباب فيه جاذبية في فتاوى وخطب شيوخ القطيعة والكراهية وأنصار خطاب «الفسطاطين»، وتحويل الأرض لمسرح قتال وكره خالد.

ليس سهلاً مثل هذا النشاط مع آلاف الخطب والمواعظ والفتاوى الـمحاربة للانفتاح وخطاب السلم والعلم ووصمه بالخيانة، بل المروق من الدين والانبطاح للغرب «الصليبي الكافر».

حتى أكون أكثر تحديداً، قارن ما قاله داعية إخواني قطبي سعودي مثل سفر الحوالي عبر عشرات الخطب والكلمات والدروس والكتب حول العلاقة «الشرعية» الوحيدة الواجب انتهاجها مع الغرب.. ما هي؟! عند سفر الحوالي، الحرب الدينية العقائدية الخالدة إلى يوم القيامة، ومن يعتقد أنَّنا نبالغ ونفتري على الرجل فليقرأ – ما يقدر عليه - من كتابه المهول الحجم بعنوان (المسلمون والحضارة الغربية) وهو آخر أعماله.

ما قدمه الدكتور سفر الحوالي في كتابه لم يكن مناقشة بل كان بياناً، وإعلاناً بالبراءة، كما أنه أغفل تماماً أي حديث حول الحضارة الغربية، من ناحية منتجاتها العلمية والصناعية والتقنية في الطب والهندسة والجغرافيا والنقل وبقية فروع العلوم والاختراعات المفيدة للبشرية... كل البشرية.

اختصر الغرب في السياسة، واختصر السياسة في بعض أحزابها وشخصياتها، واختصر ذلك كله في الحروب والصراعات.

نعم. هناك وجه قبيح للغرب معنا نحن في ديار العرب والمسلمين، منذ أيام الاستعمار حتى اليوم في ميدان المكائد السياسية والأطماع الاقتصادية، لكن الغرب ليس هذا فقط، والسياسة الغربية أيضاً ليست هذا الوجه فقط، هناك ملامح كثيرة نافعة لكل البشر مثل قوانين حقوق الإنسان، ومثلاً رأينا الآن محكمة الجنايات الدولية تصدر قراراً ضد بنيامين نتنياهو، وهي في النهاية مؤسسة أسسها الغرب ومقرها الغرب.

خلاصة القول، حتى نطوي نهاية الحديث على بدايته، هو أن الخطاب النافع الخير الذي يمثله أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى، خطاب يجب أن يكون هو الأصل والأساس في الخارج وإلى الخارج كما في الداخل وإلى الداخل.

خطاب يجب إذاعته ونشره لا تجاهله وعزله عن الناس، كما يجرب بعض المتذاكين فعله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن خطاب الشيخ العيسى البحث عن خطاب الشيخ العيسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon