توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» والثقب الأسود... المرغوب!

  مصر اليوم -

«داعش» والثقب الأسود المرغوب

بقلم - مشاري الذايدي

على وقع الهجوم على الحفل الموسيقي بضواحي موسكو، من طرف «داعش خراسان» زُلزت الأرض زلزالها.

الهجمات الرهيبة مثّلت ما يشابه «11 سبتمبر» بنسخة روسية، صحيح أن الرواية أو المزاج الروسي يميل لتحميل أوكرانيا ومن خلفها الغرب، مسؤولية الهجوم، حتى لو كان المنفذّ «داعش» فعلاً.

غير أن المزاج والمصالح الروسية شيء، والواقع شيء آخر، ولست أقول هذا من باب الانحياز لأوكرانيا والغرب من خلفها في هذه الحرب، فلستُ البتّة في هذا المزاج، وإلا كنت غارقاً في المزاح! والأمر جدٌّ لا هزل فيه.

ندع الروس والأوكران والغرب في معاركهم، ونقلّب النظر باستقراء حركة «الدواعش» كلهم، ومنهم «دواعش خراسان»، ومعهم «تنظيم القاعدة»، الذي أعاد نشاطه هذه الأيام في اليمن، من تعيين رئيس جديد له، بعد مقتل خالد باطرفي إلى مسيرة «قاعدة» علنية في مأرب، إلى مقتل، أو موت، «خالد» نجل زعيم «القاعدة» في العالم (سيف العدل) في مأرب أيضاً، والوالد، كما نعلم، بضيافة الحرس الثوري في إيران.

هل نحن في العالم العربي بمنأى عن جرائم «داعش» و«القاعدة»، بما أننا تعايشنا مع جرائم الحوثي و«الحشد» و«حزب الله»!؟ واخشوشن جِلدنا أو تبلّد حسّنا!؟

لفتني حديث للأستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي على شاشة «العربية»، برنامج «ساعة حوار»، إدارة الأستاذة ريم بوقمرا حول هجمات «داعش خراسان» على الأبرياء بضواحي موسكو.

عبد الله بن بجاد حذّر من وجود ما وصفه بـ«ثقب أسود» في فهم ما هي هذه الحركات، وكيف تعمل، وإلى ماذا تهدف، وما هي أساليب التجنيد والدعاية، ومنصّات العمل الرقمية، ونوعية الحلفاء الذين يمهّدون السبيل لهم، إما عبر تجهيل الناس بهم، أو عبر تقليل أهمية الحديث عنهم، وإمّا بنفي وجود خطر داهم منهم، وإنهم عبارة عن «فئة ضالّة» وشرذمة قليلة، تُدار من الغرب أو من الشرق، وكفى الله المؤمنين القتال!

الحق أن هذا الكلام يندرج في عين الخيانة للوعي، لن أبالغ فأقول خيانة الأوطان، لأن بعضهم يقول هذا الهراء من باب السذاجة الثقافية والأميّة المعرفية.

ثمة نفرٌ من الناس يجعل من نفسه أداة قياس للأشياء المهمّة، فما عرفه فهو مهم وما جهله فهو هامشي، هرباً من أن يُقال عنه إنه جاهل بهذا الموضوع!

هذه الشِيمة النفسية «الأنانية» تجعله - خصوصاً إذا كان يملك قراراً ما - يمنع ازدهار الدراسات والاهتمام بموضوع الحركات الإسلامية التي هي «رحم» الجماعات الإرهابية.

هذا نفرٌ من الناس، ونفرٌ آخر، طيّب القلب، نقيّ الوطنية، لكنه كسول العقل، يُؤثر الإخلاد لوهم اللحظة التي هو فيها، لحظة الفرح والسكينة، يظنّها خالدة، فيكره من «يعكنن» عليه اللحظة.

الحق إننا كنّا من قبل بحاجة - ونحن اليوم أحوج - لإنعاش مجال الفهم للحركات الإسلامية، سنّيةً وشيعيةً، وتكثيف الدراسات فيها، وتكوين المراكز «الحقيقية»، لا الدكاكين التجارية، لإدامة القول في هذا المجال، متابعة جديده، واستشراف مستقبله.

هناك سوابق عربية ساهمت بهذا المضمار، بشكل مؤسسي، مثل «مركز الأهرام» المصري، الذي كان ذروة عمله «تقرير الحالة الدينية» الشهير الذي صدر من عام 1995 لـ 1997.

لدينا في الخليج «مركز المسبار للدارسات» الذي تأسس 2005 وعُني - وما زال - بـ«دراسة الحركات الإسلامية والظاهرة الثقافية عموماً، ببعديها الفكرى والاجتماعي السياسي». كما جاء بصفحته.

هناك محاولات محمودة لأفراد من الباحثين في هذا المضمار، تُذكر فتُشكر، ولولاهم لانعدام الخبراء والخبيرات العرب، في أكبر خطر دائم يهدّد مستقبل العرب كلما فكّروا بالإقلاع للمستقبل، وعدم التلاشي في «الثقب الأسود»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» والثقب الأسود المرغوب «داعش» والثقب الأسود المرغوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon