توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حضرة صوفية في جلسة سياسية

  مصر اليوم -

حضرة صوفية في جلسة سياسية

بقلم:مشاري الذايدي

الحفاظ على تحالف ما يُسمّى محور المقاومة، مع بعضه، هو بحدّ ذاته «عقيدة» يجب الحفاظ عليها، بصرف النظر عن حقيقة أو زيف هذا الشعار، بعيداً عن معنى المقاومة، وبعيداً عن حقيقة الإيمان العميق بفكرة السلم والسلام.

إيران الحالية، تتشبَّث بمثل هذا الخطاب، الملحمي، تحت قيادة نخبة من المؤمنين بمقولات مغلقة، تجعل فكرة «المقاومة» و«نصرة المستضعفين» رأس حربتها، لتبرير وتسويغ وتسويق التدخل في شؤون الدول العربية وتفاصيلها الداخلية، وإباحة هذا التدخل تحت هذا الشعار «المقدّس».

الواقع أنَّ هذا «وجه» ضمن وجوه كثيرة للنظام الإيراني، والقصة أكثر تعقيداً من اختزالها بمثل هذه المقولات العاطفية الحماسية الخطابية المغلقة.

لا يوجد خطاب سياسي اجتياحي «فجّ» يعبّر عن أغراضه الحقيقية الصلعاء، هكذا، لا بد من «غِلالة» رقيقة من الكلمات اللطيفة والشعارات النظيفة... هكذا كان الاستعماريون القدماء، يفعلون، فهم ليسوا قوات احتلال واستيطان وسيطرة على الموارد، والجغرافيا، لا، هم قوة مساعدة لتقدّم وتحضّر الشعوب الواقع عليها فعل الاستعمار والانتداب... الاتحاد السوفياتي أيضاً لم يكن قوة استباحية توسعية، تنافس القطب الغربي، لا، هم قوة أخلاقية لنصرة الطبقات المسحوقة ضد قوى الإمبريالية الرأسمالية المتوحشة... وهكذا على دربٍ طويل من الأغشية الأخلاقية لفعل سياسي دنيوي بحت.

في اللقاء الأخير، قبل أمس الخميس، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لدى استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، إنَّ المقاومة هي الهوية المميزة لسوريا، ومكانة سوريا الخاصة في المنطقة - حسب المرشد الإيراني - متميزة بسبب تلك الهوية، ويجب الحفاظ على هذه الميزة المهمة.

هذه الهوية أيضاً، كما يقول السيد خامنئي، أسهمت دائماً في تحقيق الوحدة الوطنية السورية! ولستُ أعلم كيف يتصّور رجل الحوزة الدينية، قبل أن يكون رجل السياسة، الذي يعرف اللغة العربية جيداً، ويتذوق شعرها، معنى الوحدة السورية الكاملة!

من التعليقات المهمة في هذا اللقاء، قول خامنئي: «في الاجتماع الأخير للقادة العرب بالمنامة، كانت هناك نواقص كثيرة تجاه فلسطين وغزة».

وهذا بالضبط، هو موضع الخلاف بين العرب وإيران، وهو إباحة إيران لنفسها، تحت اسم المقاومة وقميص فلسطين، التدخل في صميم الشؤون العربية، وتوجيه هذه السياسات، لما يراه ويرى رجال نظامه أنه الصواب والحق!

لن أتحدث عن جهود العرب، خصوصاً السعودية ومصر، بالدماء والسياسة والمال والدبلوماسية، عبر عقود وعقود، من أجل فلسطين، وقبل ولادة النظام الإيراني الثوري الديني، فهذا حديث مكرور، ويشبه اللغة الاعتذارية المرفوضة، اعتذارٌ لِمن وعن ماذا؟!

حسبما ورد في وكالة «تسنيم»، قال الرئيس السوري بشار الأسد في هذه الجلسة: «بعد أكثر من 50 عاماً تقدّم خط المقاومة في المنطقة، وأصبح الآن نهجاً دينياً وسياسياً».

إذا رغبنا في فهم الأمور صراحة، يجب علينا إلغاء «المجاز» السياسي وقراءة الكلام من دون أغطية البلاغة ورمزيات التصوف السياسي اللغوي.

الحديث باختصار عن «تمكين» لمصالح فريق سياسي على حساب فريق آخر، مفردات المقاومة والممانعة... إلخ، هي رماحٌ مرفوعٌ فوقها أوراق القداسة الخادعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضرة صوفية في جلسة سياسية حضرة صوفية في جلسة سياسية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon