توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفتى السوداني الذي أبهج أستراليا

  مصر اليوم -

الفتى السوداني الذي أبهج أستراليا

بقلم -مشاري الذايدي

ولد الفتى السوداني أوير مابيل في مخيم «كاكوما للاجئين» في كينيا. كانت عائلته قد فرّت من الحرب الأهلية في السودان، تمّت الموافقة في عام 2006 على طلب لجوء عائلته إلى أستراليا.
اليوم وهو ابن 26 عاماً، قاد منتخب أستراليا إلى كأس العالم 2022، بعد تسجيله ركلة ترجيحية في الانتصار الماراثوني على منتخب بيرو، ومن تابع المباراة لاحظ احتفاليته المتفجرة بعد التسجيل، ولا ينافسها إلا احتفالية أندرو ريدماين حارس أستراليا «الراقص» الذي ساهم أيضاً بإيصال منتخب بلاده.
الشاب الذي لجأ مع أسرته لأستراليا قبل 16 عاماً، وهو اليوم نجم رياضي أسترالي ساطع، انتقل من الدوري الأسترالي إلى الدوري الدنماركي، والموسم المقبل للدوري الإسباني، حكاية توجز الكثير من الحكايات.
عقب الفوز الأسترالي قال مابيل الشاب الأسترالي السوداني: «كنت أعرف أنني سأسجل. لقد كانت الطريقة الوحيدة لتقديم الشكر لأستراليا نيابة عن أسرتي. ولدت في مخيم للاجئين. عائلتي هربت من السودان بسبب الحرب. لقد ولدت في كوخ صغير. غرفتي في الفندق هنا بالتأكيد أكبر من الكوخ، الذي كنت أسكنه أنا وعائلتي في مخيم اللاجئين».
وأضاف: «استقبال أستراليا لنا وإعادة توطيننا، منحني وإخوتي وعائلتي بأكملها فرصة للحياة. هذا ما أعنيه بشكر أستراليا على فرصة الحياة تلك. تلك الفرصة التي سمحوا لعائلتي بها».
حكاية هذا الفتى الأفريقي الرياضي، تعكس الجانب الآخر من مشكلة اللاجئين، فهي مشكلة متعددة الوجوه، ومن الخطأ اختزالها في صورة واحدة.
في التوقيت نفسه الذي سطع فيه نجم مابيل، تمضي بريطانيا قدماً في تطبيق قانونها الجديد، الذي تحصّن بحصانة قضائية عليا، في ترحيل اللاجئين إلى دولة رواندا في أفريقيا، التي ربما يكون فيها مخيمات لاجئين كالتي ولد فيها نجم المنتخب الأسترالي، في كينيا!
قضية اللاجئين في العالم اليوم، هي أحد عناوين الأمن الوطني، ومسألة كبرى من مسائل الثقافة القومية، ومعضلة من معضلات سؤال الهوية الوطنية اليوم، وقبل وبعد ذلك، هي مشكلة اقتصادية وأمنية.
ومن طرف ثانٍ، تضرب الأمثلة المتوالية عن قصص نجاح واندماج، احتسبت لاسم الوطن، في الرياضة والفنون والعلوم والسياسة أيضاً.
وعليه، فإن اختزال النقاش، كما يجري حالياً في بعض الدول العربية وغيرها، في بعد واحد من أبعاد قضية استقبال وتجنيس اللاجئين أو الوافدين، غلط مركّب، قانونياً وسياسياً وأخلاقياً أيضاً.
نعم لا يقدر بلد ما على فتح الأبواب بلا حسيب ولا رقيب، ففي ذلك ضرر متنوع، مادياً ومعنوياً، لكنه في الوقت نفسه لن يستمر في النمو والتجديد وهو مغلق لهذه الأبواب بكل الأقفال.
لا هذا ولا ذاك، ولكن سياسة وسطى، تحافظ على مقومات الهوية العامة، وتصون مصالح الناس، ولا تخشى من استقبال ودمج فئات أخرى من الناس، لأسباب إنسانية أو حتى استفادة من مواهب خاصة، وجمال الحياة في الأخير هو في غنى ألوانها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتى السوداني الذي أبهج أستراليا الفتى السوداني الذي أبهج أستراليا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon