توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل التاريخ السعودي... مخدوم اليوم؟

  مصر اليوم -

هل التاريخ السعودي مخدوم اليوم

بقلم:مشاري الذايدي

ثمة إقبال، حالياً، على معرفة التاريخ السعودي القديم منه والقريب، وأسباب ذلك متنوعة، تتصدرها العناية والحفاوة الكبيرة من القيادة السعودية ببعث التاريخ السعودي وتقريبه للكافّة.
الاهتمام باليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر (أيلول) من كل عام (وهو اهتمام قديم)، والآن يوم 22 فبراير (شباط) من كل عام (وهو اهتمام حديث)، وما بين هذا وذاك من اصطفاف «عفوي» شعبي خلف الملك وولي العهد، بصفتهما رمزي الأمة السعودية، ملتفتين في ذلك إلى مبادرة السعوديين التلقائية لنصرة عاقد لواء الأمل لهم، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بسبب كثافة هجوم الأعداء عليه، الذي يصحّ فيه ما قاله شاعر نجد، بل الجزيرة العربية الكبير، محمد بن عبد الله بن عثيمين، وهو من أعاظم شعراء الفصحى الذين لم ينصفهم الإعلام العربي، حين قال بحق الملك عبد العزيز...
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها - وللمهيمن في تأخيرها شان!
بناء الهوية الجامعة هو أساس تشكيل الجماعة السياسية وعمود الخيمة في تحصيل الحصانة المجتمعية العامة، لأن صلابة هذه الهوية، وإيمان أفراد الجماعة الكبرى بها، هو السور المنيع الذي تتكسر عليه رماح الأعداء، وترتد دونها قذائفهم المدفعية مهما بلغت من الضراوة.
لكن هل ينهض بناء الهوية على عمود واحد؟ أم هو بناء مهيب ممتد يتوكأ على أعمدة كثيرة، منها...
الذاكرة المشتركة، الأمثال والحكايات المستخدمة لكل المجموعة، مشكّلة بذلك خزانة من القيم يملك مفتاحها كل الحكماء من الجماعة، كما من هذه الأعمدة اللسان الجامع، وأبطال تحتفي بهم الذاكرة الشعبية، وقيم دينية مؤلفة للمفترق، وشعور متحد بطبيعة المخاطر الخارجية، وعهد موثوق في الوجدان العام مع القيادة السياسية.
ولأجل الدخول من العام للخاص، ومن المجمل للمفصّل، أقول في الحالة السعودية إن أكثر هذه الشروط متوفرة في تشييد عمارة الهوية السعودية، ومن ذلك، مثلاً، الثقة المجرّبة عبر زهاء 3 قرون مع الأسرة السعودية التي استطاعت كسب هذه الثقة لدى كل سكان الجغرافيا السعودية، ووقاية الشعب من تهديدات الخارج (الغزو العثماني وتوابعه، والكيد البريطاني ولواحقه) وتحديات الداخل (الضعف الأمني، التشتت السياسي).
وبعد هذا كله، هل يكفي في إيقاظ الشعور بالهوية الجامعة، وحشد كتائب التاريخ في ميدان المواجهة؛ الرسائل القصيرة، مهما بلغ لمعانها وإبهارها (أغنيات، فيديوهات ذات دقائق معدودة... إلخ) أم هذا الشكل هو مجرد نوع ضمن أنواع كثيرة أنت بحاجة لها من أجل تشييد عمارة شامخة الذرى راسخة الجذور في الثرى؟
ماذا عن بناء محتوى فكري وثقافي قد يصل بعضه لعدد من الساعات (أفلام، ندوات، كتب مسموعة... إلخ)؟
قال لي صديق ومؤرخ سعودي كبير، صاحب شغف صادق، هل تعرف يا مشاري أنني أبحث كثيراً في منصة «يوتيوب» عن جهة تنتج بصفة دائمة منتجات تاريخية سعودية «محترفة» تخدم لبّ الرؤية الجديدة للتاريخ، فلا أجد إلا من مصادر غير سعودية!
أجبته، لو كان لي من الأمر أمر، لصنعت لك ولأمثالك، ولغير أمثالك ممن يملكون إضافة ثمينة، منصة تتوفر على كل «أدوات» الصناعة والإبهار، وتركت لكم التفرغ للإبداع وصناعة «مكتبة سعودية» على أرفف الإنترنت والسوشيال ميديا... لو كان لي من الأمر... أمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل التاريخ السعودي مخدوم اليوم هل التاريخ السعودي مخدوم اليوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon