توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنسان «التريندي»

  مصر اليوم -

الإنسان «التريندي»

بقلم:مشاري الذايدي

السؤال ليس «هل» أصبح انتباهنا والاستثمار في جذبه وتوجيهه، صناعة اقتصادية وسياسية حديثة على منصات السوشيال ميديا، لكن السؤال «كيف» صار ذلك؟
في مقالة ضافية بقلم جوي سليم نشرت على واجهة «بي بي سي» إشارة مفصلة لهذه النظرية الحديثة وجذورها ومظاهرها الراهنة.
حسب مطالعة المقال فإنه من نحو 3 عقود ظهر مجالٌ جديدٌ للبحث، وهو «اقتصاد الانتباه»، الذي يدين بالكثير لمساهمة الفيلسوف والمعماري الألماني جورج فرانك، حيث يؤكد العديد من الاقتصاديين وعلماء الاجتماع أن انتباهَنا أصبح بشكل متزايد سلعة يتم تداولُها في «السوق المعرفية» لوسائط التكنولوجيا.
لأجل جذب وتوجيه هذا الانتباه، تنفق المليارات وتخترع الأساليب وتصمم» الخوارزميات» التي ليست فقط تقرأ رغباتنا وتفضيلاتنا - وهذا خطير بذاته - بل تصنع رغباتنا وتفضيلاتنا، وهذا هو الخطر الأكبر!
يلاحظ المقال حصول ما يشبه الخَدَر على مستوى الإحساس، من خلال التشبع العاطفي الذي تحدثه «تريندات» السوشيال ميديا، حيث يقصف الإنسان يومياً بـ«تريند» عن فضيحة فلان أو فلانة وبنفس الأقل أخبار المجازر والحروب والبشاعات، مثلها مثل أخبار طلاق الفنانة المصرية شيرين فكله «تريند»!
لماذا هذا الحرص «المريض» على الحضور والتفاعل والتتبع على مدار اليوم والساعة، لكل ما يظن أنه الأولى بتوجيه الانتباه له على منصات السوشيال ميديا؟
يقال حتى لا يشعر الإنسان أنه مهمل من الوعي العام، وحتى يحس بحرارة التفاعل مع البشر ولذعة الحياة، بدل ثلج الموت والنسيان.
في عام 2004 ظهر للمرة الأولى، حسب مطالعة لمقال جوي سليم، مصطلح «فومو» (FoMO) وهو اختصار لعبارة «الخوف من تفويت شيء ما». شاع استخدام المصطلح في البداية في مجال التسويق، لكنه عرف ذروة شعبيته مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
مرة أخرى ما هو الدافع العميق والغرائزي ربما على الولع بتتبع «التريند» والفعل فيه ما يجعل جهات تجارية وسياسية حكومية وغير حكومية تستثمر في صناعة «التريند»، ثقة منهم بعمق توجيه هذه الغرز للطرف «المستهلك»؟
ربما يكمن جزء من الجواب في أن نيلَ الاعتراف من الآخر هو سبب محوري في وجودنا على هذه المواقع والتعبير عن أنفسنا بواسطتها. كما أن اعتراف الآخر هو، بالنسبة لكثيرين، وحدة قياس تقدير الذات… حسبما تقترح مطالعة سليم الثرية.
هذا جعلنا نغرق في خوض ردة الفعل وليس إبداع الفعل، وذلك، يذكرنا المقال، هو الإنسان الذي حذر منه نيتشه في الشذرات المنشورة بعد وفاته بقوله: «ينسى الإنسان أن يفعل؛ لا يعود يقوم إلا برد الفعل».
وبعد، فالمعضلة هي أننا في خضم العاصفة التفاعلية التي تخلخل كل منازلنا، من دون أن نجدَ ثلة حكيمة صبورة واعية، تنتحي جانباً قصياً من المشهد المجنون، ترقبُه وتفحصُه وتفهمُه ثم تُخضعُه، فالكل يرقصُ تقريباً في هذه الحفلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان «التريندي» الإنسان «التريندي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon