توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إني غلام ولكن حالتي عجبٌ!

  مصر اليوم -

إني غلام ولكن حالتي عجبٌ

بقلم - مشاري الذايدي

الملحّن والفنّان السعودي المبدع «ناصر الصالح» له مآثر شامخة في عالم الموسيقى والأغنية السعودية.

مؤخراً كان يُفترض أن يكون ضيفاً على الزميل «خالد مدخلي» في برنامجه، على أثير إذاعة العربية، لكن الفنّان الصالح اعتذر قبل انطلاقة المقابلة بدقائق، وبثّ حساب البرنامج تسجيل الاعتذار، وكان ممّا جاء فيه قول الفنّان بالدارجة المحكيّة: «والله تعبت وعندي ضغط لأني من زمان ما اتكلمت كتير وحاسس بالإرهاق وودّي ما أطلع للناس وأنا مو كويّس»، ليستجيب مدخلي لطلبه.

الحال أن الاكتئاب، بدرجات متفاوتة، ليس غريباً على بني الإنسان، بل إن الإنسان الذي لا يضيق صدره، ولا تكّدره صروف الدهر، يُنظر له في مرآة الأدب العربي وغيره على أنه إنسان بليد المشاعر، بقَري الإحساس.

غير أن نوبات وموجات من الاكتئاب والضيق ربما تودي بصاحبها في مهاوي الردى، كما جرى مع الشاعر السعودي المبدع، المرحوم «حمد الحجّي»، في أكثر من قطعة له. منها قوله حين مرّ به عِيد من الأعياد:

إني غلام ولكن حالتي عجبٌ ... أُرى كأنيَ في السبعين مولود

كأنني شبح في الليل منتصب ... أرعى النجوم وحلم الليل موؤود.

ومن أجمل وأبدع الصور المعبّرة عن هذا الشعور قطعة الشاعر القطري المختلف «محمد بن فطيس» حين رسم هذه الصورة العجيبة من الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي:

الضيقة اللي دايمٍ تالي عصير... وش حيلتي وأردّها لا تجيني

وعقارب الساعة توقّف عن السير... ولاكنّ في الدوحة سِواتي حزيني

والعبَره اللّي تاصل الحلق وتِحير... يا قربها لو قِيل لي يا عويني

أملّ شوف الناس وِرد ومصادير... واللّي يقول اشفيك؟ كنّه يهجيني

أما المتنبي العظيم فله صولات وجولات في هذه الحلبَات، لاحظ هذه الشكوى من أبي محسّد:

أَرَقٌ على أَرَقٍ ومِثلِيَ يَأرَقُ... وجَوًى يزيدُ وعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كما أَرى... عينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلبٌ يَخفِقُ.

بالعودة للشعر العامي الشعبي، قال أحد فطاحلة هذا الشعر، القدماء، في نجد «محمد العوني» حين ضاقت به الدنيا واشتدّ عليه الطلب، ولجأ إلى أحد مشايخ البادية الكبار:

لا باس يا عينٍ بِدت تِنكر النوم... عافت سواهيج الكَرى يا ابن هذّال

القلب به سجّات وهموم وغموم... والحال نشّت حالها، ما بها حال.

وبعد، فشيء من الضِيق وبعضٌ من القلق وحفنة من التوجّس ضروري لإنضاج الإبداع، بل للشعور بأنك إنسان ولست حجراً، ألم يقل «تميم بن مقبل» الشاعر الجاهلي الشفيف:

ما أطيب العيش لو أن الفتى حجرٌ... تنبو الحوادث عنهُ وهو ملمومُ.

غير أن كثرته قاتلة، ووفرته ذابحة، وقانا الله وإياكم صروف الزمان وحوادث الحدَثان.

كان الفيلسوف الفرنسي الضخم «رينيه ديكارت» يقول عن نفسه؛ إنه لا يسير قدماً في هذا العالم إلا مقنعاً، أي بحذر شديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إني غلام ولكن حالتي عجبٌ إني غلام ولكن حالتي عجبٌ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon