توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشعراوي... ما زال بيننا

  مصر اليوم -

الشعراوي ما زال بيننا

بقلم:مشاري الذايدي

الجدلُ الذي ثارَ مؤخراً داخلَ مصر وخارجَها حول شخصية الشيخ محمود متولي الشعراوي، جدلٌ مفيد، ويفترض به أن يفتحَ أبواباً نافعة من النقاش الصحّي.
سببُ الجدل حول هذا الداعية «النجم» المتوفَّى سنة 1998 هو محضُ مصادفةٍ، كما قال الصحافي والكاتب تاج الدين عبد الحق، بمقالته في «إرم نيوز».
الأمر أنَّه «لولا الاقتراح الذي قُدِّم لوزارة الثقافة المصرية لتوثيق سيرتِه فنيّاً، بوصفه إمامَ الدعاة وشيخَ الوسطيين، لما تكشَّف هذا الإرث الواسع (...) عن خطاب مغالٍ في التفسير، وملفّع بالتطرف»، كما يقول عبد الحق.
لا ريبَ أنَّ شخصيةَ الشعراوي جدلية، لها أنصارُها وأخصامُها، ساعدَ على ذلك العمرُ المديدُ الذي عاشَه أستاذُ التفسير والبلاغة، وحلقاته التلفزيونية الشهيرة التي عاشَت معها أجيالٌ من الشعوب العربية.
الصحافي المصري سعيد أبو العينين، ألَّفَ كتاباً بعنوان «الشعراوي الذي لا نعرفه» الصادر عن دار «أخبار اليوم» سنة 1995، أرَّخَ فيه لفترات مختلفة من حياة الشيخ الشعراوي، منذ أن بدأ ممارسةَ السياسة من خلال عضوية حزب الوفد أولاً، ثم انتقاله لجماعة «الإخوان المسلمين»، عندما التقى بمؤسس الجماعة حسن البنّا بالقاهرة، ويعترف الشعراوي في الكتاب، بأنَّه كتبَ بخط يده أولَ منشورٍ للإخوان المسلمين، بعد أن قرأه البنّا وأثنَى عليه.
فارق الشعراوي جماعةَ الإخوان في وقت مبكّر في حياة حسن البنّا، سنة 1938، بسبب رفضه هجوم «الإخوان» على زعيم الوفد، مصطفى النحاس باشا، الرجل التقي «اللي بيعرف ربّنا» كما كان يقول الشعراوي، ما كشف له أنَّ الجماعة مجرد لاعب سياسي، وليس جماعة دعوية فقط.
لكنَّ هذا الفراقَ مع الصلب التنظيمي الإخواني، لم يعنِ أنَّ الشيخ الشعراوي قد قطع علاقته مع «كل» ثقافة الإخوان، بل مع مشروعهم السياسي فقط، وليس المشروع الاجتماعي والثقافي، كما يرى بعض النقاد، تماماً مثل رفيقه الشيخ محمد الغزالي السقّا، فكلاهما تحوّل إلى مشروع فكري إعلامي اجتماعي مستقل بذاته. ولهما فتاوى ومواقفُ مثيرةٌ للنقد.
رغم مرور هذه السنوات على رحيلِه عن دنيانا، فإنَّه ما زال «يعيش بين ظهرانينا، ويتحدَّث إلينا»، كما يقول تاج الدين عبد الحق، في مقالته، بسبب استمرار بعض الشاشات، والآن فيديوهات السوشيال ميديا، في عرض مقاطعَ من جلساته التفسيرية، بأسلوبه المسرحي المميز، لدرجة أنَّ الفنان عادل إمام حاكاه في فيلمه الشهير «الواد محروس بتاع الوزير».
أظنُّ أنَّ تناولَ شخصية الشعراوي بالفحص وتقليب سيرة أفكاره ومواقفه، هو جزء من قراءة ذاتنا وتاريخنا، فهو كان فاعلاً منفعلاً فيه، ولا عصمة لأحدٍ في عالم التفسير والتأويل الذي احترفه الراحل في الصرح الأكاديمي، وفي حلقته المسجدية التلفزيونية الشهيرة.
ربما كان الشعراوي هو المدشّن الحقيقي لصورة «الداعية التلفزيوني» النجم، ثم جاءَ بعده من هو أقل منه علماً... وشهرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعراوي ما زال بيننا الشعراوي ما زال بيننا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon