توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا تغشانا الغاشية

  مصر اليوم -

حتى لا تغشانا الغاشية

بقلم - مشاري الذايدي

القصة أكبر من ترديد الكلام عن الإخوان المسلمين، وأن «حماس» من هذا التنظيم الشهير، كفى ترديداً لهذا الكلام «الكسول» العاجز عن فهم كُنه القضية الكبرى.

هذه الجملة السابقة من النغمات الجديدة التي وُلدت على مسرح أو خلف مسرح الحرب الإسرائيلية الشعواء في غزة، بغرض القضاء على تنظيم «حماس»، حسب المُعلن من الحجج الإسرائيلية.

يقول هذا الكلام فئام من بعض المتأثرين بالخطابات اليسارية الثورية، أو الوطنية اليمنية العريقة، أو القومية الحالمة القديمة.

لو قال هذه الجملة أبناء الحركات الإسلامية من: «الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان» لفُهم الأمر، فأقل النصرة أن تنصر عشيرتك الحزبية السياسية.

تحت دعاوى الموضوعية والإنصاف ويقظة روح الأمة «الشريفة» يذيع هذا النفر من المثقفين ونشطاء السوشيال ميديا، خطاب التخدير والردع عن فحص مكونات خطاب «حماس» العميق.

قبل الإكمال، أقول إن صاحب هذه الكلمات، وفي هذه المساحة، كتب مراراً قبل وفي أثناء حرب غزة عن خطر اليمين الإسرائيلي، وأنه لا يقل ضرراً عن نظيره في الجانب العربي... وسنعود للحديث عن هذا الخطر الخرافي الإسرائيلي كرّة بل كرّات أخرى.

غير أن الحديث اليوم هو عن هذا السلاح النفسي المُراد منه إماتة الكلام عن خطر الفكر الإخواني ومتفرعاته، وكشف حيله السياسية، بحجة أنْ لا صوت يعلو على صوت المعركة.

يقال لنا إن الهدف الكبير لـ«حماس» و«الشرفاء» من الأمة هو تحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر، والقضاء على «الكيان» الإسرائيلي إلى الأبد، وإعادة صهاينة بولندا والخزر إلى بلدانهم (لم يتحدث أحد عن ماذا يُفعل بيهود العراق والمغرب واليمن مثلاً؟!).

بل إن رمزاً حمساوياً كبيراً هو محمود الزهار، يقول إن فلسطين كلها ليست سوى قطعة صغيرة جداً من الحلم الكبير، حلم التحرير وقيام الخلافة.

لكن اليوم -مثلاً- نطالع بياناً لحركة «حماس» يقول إنها منفتحة على الجهود التي «تؤدي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق استرداد شعبنا حقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

ونجد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يقول الأربعاء الماضي إن الحركة منفتحة على «نقاش أي أفكار أو مبادرات تُفضي لوقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة وقطاع غزة».

هذا كلام غاية في الواقعية السياسية العملية التي يشتمها ويتهمها نشطاء السوشيال ميديا وبعض بقايا المثقفين القدامى بأنها ثقافة غير شريفة، فهل خطاب «حماس» هذا يندرج في خانة الخطاب الانهزامي غير الملتحم مع قضية الأمة الكبرى؟

لا يقولنّ قائل إن هذا من باب التكتيك والحفاظ على الأرواح، فقد كانت دولة الإخوان في مصر من قبل -أيام المرسي والبديع والشاطر- تمشي في هذا الاتجاه، ومثلهم راشد الغنوشي ومحاضرته الشهيرة في أميركا أيام الربيع العربي.

أربعوا على أنفسكم، ولا تغشى أعينكم غاشية الشعارات الخرافية، من اليمين واليسار وإسرائيل وفلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تغشانا الغاشية حتى لا تغشانا الغاشية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon