توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفحة مخفية في مخزون القوى الناعمة المصرية

  مصر اليوم -

صفحة مخفية في مخزون القوى الناعمة المصرية

بقلم - مشاري الذايدي

كتب الأستاذ المعروف والصحافي المصري كرم جبر، مقالة في جريدة «الأخبار» بعنوان «فاروق وعبد الناصر وأم كلثوم». وكما نعلم فمصر تحتفل كعادتها كل عام بالذكرى السنوية لثورة 23 يوليو (تموز)، حسب الكالندر المصري الرسمي.
اختار الأستاذ كرم التوقف عند العلاقة بين قمتي الفن والسياسة في مصر حينذاك، أم كلثوم وجمال عبد الناصر. الأولى هي كوكب الشرق، والثاني هو الزعيم العربي صاحب الشعبية الكبيرة. بعيداً عن رأيي أو رأيك في سياسات ناصر، فإن الحقيقة هو أنه زعيم عربي شرقي له صيته وبصمته، وأثره الخاص في تاريخ هذا الشرق، خاصة منه الشرق العربي.
يقول الكاتب في تقدمته: «فرّقتهم السياسة ولمّ شملهم الفن، ورغم أنَّ أمَّ كلثوم أهدت أغنية (يا ليلة العيد آنستينا) للملك فاروق قبل ثورة 23 يوليو، وغنَّت له في عيد ميلاده (اجمعي يا مصر أزهار الأماني، يوم ميلاد المليك... واهتفي بعد تقديم التهاني، شعب مصر يفتديك)، فإنَّ الرئيس جمال عبد الناصر لم يُقْصِهَا ولم يناصبْها العداء، بل عدّها أهمَّ روافد المخزون الاستراتيجي للقوة الناعمة المصرية».
نعم، هذا بلا ريب يُحسب لجمال عبد الناصر ورفاقه، فالقوة الناعمة ممثلةً بالفن والثقافة، تساوي إن لم تَفُقْ، القوة الخشنة ممثلةً بالجيش والشرطة وغيرهما. لكنَّ الأقربَ هو أن يُحسب العندليب عبد الحليم حافظ على الثورة صافياً، فمجدُه خُلق على ضفافِ حركة الضباط ومرحلة يوليو، بينما أمُّ كلثوم ومحمد عبد الوهاب تكوَّنت شخصيتاهما الفنيتان في العهد الملكي، وأكملتا بالعهد الجمهوري. وما لاحظه الكاتب جبر أن غناء أم كلثوم للملك فاروق والعهد الملكي والأسرة العلوية، ومثلها عبد الوهاب، لم يمر مروراً سمحاً، بل ثمة صفحة شبه مخفية، وهي إزماع الضباط في البداية معاقبة أم كلثوم وعبد الوهاب على ذلك التاريخ. لدينا هنا رسالة تاريخية مهمة أوردُها لكم، وأترك التعليق عليها، وقبل ذلك أخبركم أنَّ تاريخ هذه الرسالة هو في الشهر الخامس بعد الذكرى الأولى لسيطرة ضباط الجيش على مقاليد الحكم، في السنة السابقة وهي 1952، حيث توفي الملك عبد العزيز بعدها بقليل في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1953.
الشهادة التاريخية التالية هي من السيد محمد الطبيشي قنصل السفارة السعودية بمصر:
«وزارة الخارجية، وكالة المملكة العربية السعودية بمصر، عدد الأول، القاهرة، في 4 - 6 - 1953.
بسم الله الرحمن الرحيم. سيادة القائد العام للثورة المباركة الرئيس/ محمد نجيب حفظه الله، بعد موافقة جلالة الملك عبد العزيز على التدخل في هذا الموضوع، كلَّفني بطريقة غير رسمية إخباركم بهذا الموضوع القاسي جداً والذي قد علمنا أنه سوف يتخذ عليه قرار قريباً من مجلس قيادة الثورة، وهو مصادره أموال الأستاذ/ محمد عبد الوهاب، والسيدة/ أم كلثوم، وتحديد الإقامة لهما، وذلك كما يقول التقرير إنهما كانا مقربين من العهد البائد.
لقد حضر عندي كل من الأستاذ محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم، وقالوا هل كان لدينا أو لغيرنا اتخاذ قرار حر في ذلك الوقت، لقد كان يُفرض علينا الأمر فرضاً، ولا كنا نستطيع أن نرفض، إننا الآن قلباً وقالباً مع الثورة المباركة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحة مخفية في مخزون القوى الناعمة المصرية صفحة مخفية في مخزون القوى الناعمة المصرية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon