توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ربيع «الإخوان» المستعاد... كم عمر الغضب؟

  مصر اليوم -

ربيع «الإخوان» المستعاد كم عمر الغضب

بقلم:مشاري الذايدي

في عام 1983 نشر المفكّر المصري الليبرالي الكبير، فؤاد زكريا، سلسلة مقالات في صحيفة «الوطن» الكويتية، نقد فيها كتاب الصحافي المصري الناصري الشهير محمد حسنين هيكل، الذي أصدر كتاباً بعنوان: «خريف الغضب»، كان مخصصاً لـ«هجاء» الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
مقالات زكريا تحولت لاحقاً لكتاب يحمل عنواناً بديعاً هو: «كم عمر الغضب؟»، ثم عنواناً فرعياً هو: «هيكل وأزمة العقل العربي».
عمد زكريا، الذي رحل عن دنيانا شيخاً ثمانينياً في 2010، في ردّه البديع هذا، ليس إلى الدفاع عن النظام الساداتي، ضد النظام الناصري، بل إلى تعرية ثم نقض ما وصفه بـ«أساطير هيكل»، ووضع المؤلف نفسه خارج الاستقطاب المصري الصحافي الثقافي السياسي بين ناصري وساداتي، وهذا، حسب زكريا، ما جعل كثرة من النخب المصرية تقف تجاهه موقفاً حائراً.
غير أنَّ استدعاء معركة فؤاد زكريا مع هيكل، هو تثمير وتكثير العنوان المتألق لكتابه، في حقل آخر وزمن مختلف.
تخيلوا لو أنَّ الشعب الإيراني «الغاضب» استطاع اليوم أو غداً خلع النظام الخميني، ومضى بعد ذلك عقد أو عقدان أو ثلاثة عقود من الزمن، فهل سيتلاشى «عمر الغضب» من أفئدة الإيرانيين بعد زوال حرارة الحكم الفظّ المباشر المَعيش للخمينية؟!
بعبارة مختلفة: هل سيبزغ جيل جديد، أو ينسى جيل قديم خبرته، مع الخمينية، وينغمس في مشكلاته المَعيشة حينذاك، فيخرج خمينيون جدد، يختلفون أكيداً في الشكل الظاهري عن الخمينيين القدامى، ويعبئون الناس بشعارات ثورية مضادة للسلطات الحاكمة وقتها، ويجدون حتماً من يتجاوب معهم؟
نعم، خلف من بعدهم خلف، إما لم يعايش مرارة العهد الخميني، أو عاشها، لكنه نسيها بسبب ذاكرته الذبابية، أو تعمّد نسيانها بسبب هواه المؤدلج مع الخمينية القديمة، وإن لم يبح بهواه علناً، فـ«الهوى فضّاح»!
هذا تماماً ما نشهده اليوم بعد مرور عقد واحد فقط من إسقاط حكم «الإخوان» وربيعهم في مصر وتونس وغيرهما، واليوم يراد للناس نسيان تلك التجربة المظلمة، ويراد تثويرهم، كَرّة أخرى. وللتذكير فقط، دخل الحوثي إلى صنعاء وبلع الجمهورية، تحت حجة اقتصادية مَعيشية خدمية، وهي «مكافحة الجرعة الاقتصادية» كما كان شعار المرحلة، أو منديلها المؤقت... واليوم حال اليمن اقتصادياً أسوأ مراراً مما كان قبل هجمة الحوثي من أجل معاش الناس... كما زعم حينها.
اليوم يتقافز حلفاء «الإخوان» بالربيع العربي، من حلفاء مؤدلجين مثل عتاة اليسار والنسخة الجديدة من الليبرالية الأوبامية، ومعهم قُنّاص الفرص السياسية، لإعادة عجلة الربيع الإخواني من جديد، بحجة المصاعب الاقتصادية في مصر وتونس، فهل يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين أو أكثر؟!
ما سلف، ليس دفاعاً عن «كل» سياسات مصر وتونس الحالية، لكنَّه حديث في «جوهر» الأمور، وسؤال مختصر مفاده: كم عمر الغضب؟... وكم عمر الوعي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربيع «الإخوان» المستعاد كم عمر الغضب ربيع «الإخوان» المستعاد كم عمر الغضب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon