توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهب 2022

  مصر اليوم -

شهب 2022

بقلم:مشاري الذايدي

ونحن نودّع هذا العامَ 2022 ونستقبل شقيقَه 2023، من النباهة استذكار بعضِ كبريات الوقائع التي تكوَّنت في العام الذاهب.
يختلف المختلفون في اختيار أهمّ هذه الوقائع... لا بأس، لكن في ظنّي أنَّ 3 قصص هي الفاصلة في العام الراحل، قصتان منهما كئيبتان، وثالثتهما مبهجة.
أولاً، اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، بعدما أطلق الرئيس الروسي جيادَ الحرب الجامحة على جارته أوكرانيا بدافع أنَّ خططَ الأخيرة تجاه الانضمام لحلف الناتو المعادي لروسيا، تشكّل تهديداً مستمراً على أمن روسيا التي «لا تستطيع أن تشعر بالأمان والتطور والوجود»، حسب قول الزعيم الروسي بوتين.
هذه الحرب التي لا نعلم متى وكيف ستنتهي، ليست حرباً محلية في ركن باردٍ قصي من الأرض، بل لها آثارُها على كل سكان الأرض، خاصة الديار الأوروبية، ونحن الآن في موسم شتائي قاسٍ، وغاز روسيا الذي يرسل الدفءَ للبيوت الأوروبية صار معدوماً أو شحيحاً بسبب هذه الحرب، ناهيك عن ظهور وتداعيات هذه الحرب في العام الجديد، في ظل رعونة أميركية وهزالٍ غربي وغضبٍ وتوتر روسي مخيف.
أمَّا القصة الثانية المهمة في العام الراحل، فهي مقتل الشابة الكردية، مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) الماضي، أثناء احتجازها من قبل شرطة «الأخلاق» في طهران، وهي الجريمة التي أدَّت إلى غضب الإيرانيين، ونشوب احتجاجات في جميع مدن البلاد، خلال أيام فقط من انتشار خبر وفاة أميني.
كانت مهسا التي تتحدر من مدينة سنندج، في زيارة إلى طهران مع شقيقها، عندما صادفتها «شرطة الأخلاق»، وطلبت منها تغطية شعرِها بالكامل من دون إظهار أي خصلة. حدثت مشادة كلامية قصيرة، لتنتهي بسحبها من قِبل الشرطة وضربِها في الشارع واعتقالها، وتوفيت الشابة بعد ثلاثة أيام في مركز الاحتجاز.
هذه الأخبار أشعلت نارَ الحنق لدى عمومِ الإيرانيين، ليس فقط تعاطفاً مع الشابة المظلومة، مهسا، وإنَّ لله درها من قتيل! ولا مع نساء إيران، فقط، بل تعاطفاً مع مظالم أربعة عقود من حكم تلاميذ الخميني وخامنئي للبلاد والعباد، هل يستحقُّ هذا النظام أن يحكمَ الشعبَ الإيراني بعد كل هذه التجارب؟ هذا هو السؤال الوجودي الكبير الذي يسأله الناس الإيرانيون اليوم، ولعمرك أنَّه سؤال الأسئلة وقضية القضايا، ليس لإيران فقط، بل للمنطقة كلها؛ لذلك هو حدث مفصلي كبير وفارق ولد في عام 2022. أما القصة الأخيرة المبهجة التي أزهرت في خاتمة العام الراحل، فهي نجاحات فريق المغرب لكرة القدم، وقبله الفريق السعودي في منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي جرت في قطر.
الفريق السعودي صنع مشاعر جديدة لدى جمهوره، ليس فقط من السعوديين ولا من العرب، بل من العالم كله عقب فوزه التاريخي على الفريق الأرجنتيني و«وربع» ميسي وميسي نفسه، صحيح أنَّ السعودية لم تكمل المشوار وخرجت من الأدوار الأولى، لكنها وضعت بصمة نجاح عميقة.
أتى بعدها الفريق المغربي الهمام، ليخترق حاجزاً تاريخياً صلداً، ويجندل الفرق الأوروبية الكبرى، ويصل إلى النزال الأخير قبل المواجهة النهائية على كأس العالم، وكاد يكون هو الخصمَ لفريق الأرجنتين على الظفر بكأس العالم، لكن فريق فرنسا كانت له كلمته الأخيرة وفاز مقصياً المغرب... بعدما دخلت فرقة المغرب التاريخ للأبد، بالوصول إلى نقطة في البطولة لم يصلها من قبل فريق أفريقي أو عربي.
هذا هو حصاد العام المنصرم، حرب أوكرانيا وثورة الشعب الإيراني ستكملان فعلهما معنا هذا العام، أمَّا توهّج العرب في مونديال قطر، فنرجو ألا يكونَ مجرد لمعِ شهاب عابر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهب 2022 شهب 2022



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon