توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والأردن: الظواهر والبواطن

  مصر اليوم -

إيران والأردن الظواهر والبواطن

بقلم - مشاري الذايدي

 

الميليشيات العميلة للنظام الخميني الإيراني، تنشط هذه الأيام بكامل طاقتها، مع توهّج نار الحرب في غزة، لكن هذه الميليشيات، وإن رفعت كتاب غزة على رماحها، فإنها تستهدف ميادين ودولاً بعيدة كل البعد عن غزة وفلسطين، باسم فلسطين!

عسكرياً، ميليشيات الحوثي تتحرش بالجانب السعودي، ويرفع أبواقها عقيرتهم بأن تحرير غزة يبدأ من الحدود الجنوبية السعودية، كيف... وغزة على ساحل الأبيض المتوسط؟! أي أقرب إلى «سيد المقاومة» حسن نصر الله وحزبه في جنوب ولبنان، وأقرب أكثر إلى ميليشيات العصائب والنجباء وألوية الحشد الشعبي الخميني، وضباط «الحرس الثوري»، في الجولان والحمّة السورية...

كيف يستوي ذلك بمنطق الجغرافيا، دعك من السياسة؟!

فقط عبد الملك الحوثي وابن عمه العبقري محمد علي يعلمان ذلك، وثلة من العباقرة على جبال ذمار وصعدة.

لكن الخطير في تقديري هو محاولات الميليشيات العراقية التابعة لإيران استهداف المملكة الأردنية باسم نصرة غزة.

مؤخراً تجمهر مئات العناصر من عصابات الحشد الشعبي على منفذ (طريبيل) الحدودي بين العراق والأردن، ومنعوا مرور شاحنات النفط من العراق للأردن، وذريعتهم، كالعادة، نصرة فلسطين ومعاقبة العرب «المتخاذلين».

صحيح أن النفط العراقي لا يشكل كما يقول الخبراء مصدر قلق «وجودي» للاحتياجات الأردنية، إذ يصدّر العراق نحو 15 ألف برميل يومياً من النفط الخام في شاحنات إلى الأردن. كمية المستوردات النفطية من العراق للأردن تشكّل 7 - 10 بالمائة فقط من احتياجات المملكة الأردنية، كما تقوم شركة «أرامكو السعودية» بتأمين معظم احتياجات المملكة من النفط الخام.

صحيح، لكن ذلك يؤشر لنيات إيرانية أخطر وأبعد مدى.

لدى إيران مطامع وهواجس حول الأردن، فهو الدولة العربية الوحيدة في منطقة الهلال الخصيب أو بلاد الشام، خارج تأثير إيران (سوريا، لبنان، غزة) وطبعاً العراق، كلها بدرجات متفاوتة، تسبح في الفلك الإيراني.

كما أن القيادة الأردنية والشعب الأردني ينتميان للفضاء العربي السنّي، مع التصاق خاص بقضية فلسطين.

في وقت سابق، حذّر بسّام العموش وهو سفير أردني سابق بإيران، ووزير سابق، من دعوة وزير السياحة الأردني تشجيع السياحة الإيرانية «الدينية» للأردن، بدعوى وجود أضرحة لآل البيت مثل جعفر الطيار، وعلى الأردن - كما قال العموش - أن يأخذ الدرس ويعيه جيداً من الدول العربية الأربع التي دخلتها إيران (العراق، اليمن، سوريا، ولبنان)، تحت مسميات مختلفة.

وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة قال إن تحرش الميليشيات التابعة لإيران بالحدود الأردنية، ومنع ناقلات النفط من العبور من العراق للأردن، بسبب حنق إيران هما «نتيجة فشلها في صناعة مخالب وأتباع لها في الأردن».

انظر للخريطة الكبرى، ستجد أن الأردن هو الجغرافيا التي لم تنجح إيران بعد في الهيمنة عليها، أو اختراقها في بلاد الشام والهلال الخصيب.

كما لن يغفل الإيرانيون وأتباعهم من العرب أن التحذير من «الهلال الشيعي» بدأ حديثاً من الأردن وملكها.

ومن هنا، فإن التضامن العربي والتآزر ضد غزوات الشرق والغرب، ضرورة قصوى، تهون عندها الخلافات الأخرى.

«حديث التيار العالمي الجديد الذي وعدنا به سابقاً عن غزة سيكون في مقال مقبل».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والأردن الظواهر والبواطن إيران والأردن الظواهر والبواطن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon