توقيت القاهرة المحلي 09:21:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن رحيل أبي هشام المفيريج - روح الرياض

  مصر اليوم -

عن رحيل أبي هشام المفيريج  روح الرياض

بقلم:مشاري الذايدي

رحل عن دنيانا الفانية قبل أيام، الرجل الخلوق والنبع المتدفق بالمعلومات والحكايات الشفوية التاريخية والاجتماعية عن مدينة الرياض القديمة، الأستاذ والمهندس المتقاعد فهد بن محمد بن ناصر المفيريج، المعروف لدى أصحابه بأبي هشام.

رحيله كان بسبب مضاعفات عملية يفترض أنَّها بسيطة، لكن ما عن المقدّر مفرّ، فرحمة الله عليه، على تلك الروح الجميلة.
عرفته من سنوات قريبة، في مجلس صديق جليل مشترك، حاضر الجواب دوماً عن أي سؤال يتعلَّق بتاريخ ذلك الشارع أو المنزل أو الأسرة يتصل بالرياض، طبعاً يتحدَّث الراحل عن الرياض القديمة، رياض الملك عبد العزيز، والملك سعود، إلى رياض الملك فيصل تقريباً.
أكرمني بأن قبل مرافقتي له في جولة جميلة على أطلال الرياض القديمة قرب الجامع الكبير وحي «حوطة خالد» و«شلّقا» ومعالم تلك الأزمنة، وكان من أكثرها تشويقاً المنازل «الحديثة» التي بنيت في حوطة خالد للمستشارين العرب وغير العرب للملك المؤسس عبد العزيز، كانت منازل مبنية على طراز «سرايات» وفلل الباشوات والذوات في مصر الملكية، والنمط الشامي القديم... وما زال بعض هذه المنازل قائماً! ومنها منزل الشيخ يوسف ياسين، ابن اللاذقية ومستشار الملكين عبد العزيز وسعود، والحاج العويني الزعيم السياسي اللبناني، وغيرهما.
نشر الصحافي السعودي بدر الخريّف مادّة جميلة عن الراحل نشرت بصحيفة «الشرق الأوسط»، عقب رحيل أبي هشام، ومما جاء في تلك الكتابة أنَّ أسرة المفيريج ارتبطت بعلاقة مع ملوك الدولة السعودية وأمرائها، وصلت الأخوة بـ«الرضاعة» مع أسرة الملك خالد بن عبد العزيز الذي خلف الملك فيصل على عرش البلاد.
كانت أسرة المفيريج تسكن بجوار أسرة الملك خالد، في «حوطة خالد» في الرياض القديمة، ويقع هذا الحي اليوم تحت البرجين الشهيرين الكبيرين في «شارع الخزّان» حالياً... وما زالت بعض الأطلال قائمة لليوم.
بعد رحيل الملك خالد عام 1982 آلت بعض مقتنيات الملك لأسرة المفيريج، حيث أهدى الملك خالد هذه المقتنيات لناصر بن عبد الرحمن المفيريج عقب انتقال مقر إقامة الملك من حوطة خالد إلى سكنه في أم الحمام، ولا تزال الأسرة تحتفظ بهذه المقتنيات، ومنها راديو الملك خالد الخاص، وبندقية صيد، ومنظار (دربيل)، وساعات مختلفة، وبعض أدوات إعداد القهوة والشاي من دِلال وأباريق.
المحزن في رحيل أبي هشام أنَّه لم يتم توثيق مروياته النادرة، خاصة عن تاريخ أهل الرياض، وأبرزهم آل سعود طبعاً، كما تاريخ مدرسة ابن مفيريج العلمية القديمة، توثيقاً مهنياً كما هو المتبع في نمط التوثيق الشفوي... بل ليته سلم - رحمة الله عليه - من بعض المضايقات ممن لا يعملون حقاً ولا يريدون لغيرهم أن يعمل.
لولا بعض التسجيلات التي قام بها الأستاذ محمد الهمزاني للراحل، كما بعض مواد قناة الإخبارية، لما بقي من مرويات الرجل إلا أحاديث المجلس والسمر والرحلات البرية بربوع السعودية التي كان الراحل يعشقها مع أصحابه.
من هنا نجدّد الدعوة لتدارك من بقي من «وعاة ورواة» الرجال والنساء، لنسخ ذاكرتهم وتخليدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن رحيل أبي هشام المفيريج  روح الرياض عن رحيل أبي هشام المفيريج  روح الرياض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon