توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيسنجر عن أفغانستان: خواء أميركي استراتيجي

  مصر اليوم -

كيسنجر عن أفغانستان خواء أميركي استراتيجي

بقلم: مشاري الذايدي

الدكتور هنري كيسنجر «شيخ» الدبلوماسية والسياسة الأميركية، كتب رأيه عن الخطوة الكارثية التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بالانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

كيسنجر، في مقالته بمجلة «ذا إيكونوميست»، وصف الانسحاب الأميركي من أفغانستان بـ«النكسة الذاتية التي لا تعوض».
وسأل: «لماذا تم تصوير التحدي الأساسي في أفغانستان وتقديمه للجمهور كخيار بين السيطرة الكاملة على أفغانستان أو الانسحاب الكامل؟».
وتابع: «لقد دخلنا أفغانستان وسط دعم شعبي واسع رداً على هجوم (القاعدة) على أميركا الذي انطلق من أفغانستان الخاضعة لسيطرة (طالبان). ولكن بينما كانت (طالبان) تفرّ من البلاد، فقدنا التركيز الاستراتيجي».
وذهب مخضرم السياسة الأميركية، أو ثعلبها كما وُصف في السبعينات، إلى أن جهود هذه الإدارة انتهت الآن بما يرقى إلى الانسحاب الأميركي غير المشروط. يعني بعبارة أخرى الفرار المطلق المشين.
ماذا عن آثار هذه الهرولة الفوضوية من كابل وبقية البلاد، وفي نفس الوقت، تملّق «طالبان»؟
يقول كيسنجر: «يجب أن ندرك أنه لا توجد أي خطوة استراتيجية دراماتيكية متاحة في المستقبل القريب لتعويض هذه الانتكاسة الذاتية، مثل تقديم التزامات رسمية جديدة في مناطق أخرى. الاندفاع الأميركي من شأنه أن يفاقم خيبة الأمل بين الحلفاء ويشجع الخصوم، ويزرع الارتباك».
وأضاف: «لا يمكن لأميركا الهروب من كونها مكوّناً رئيسياً في النظام الدولي بسبب قدراتها وقيمها التاريخية. ولا يمكن تجنب هذا بالانسحاب».
ثمة نقاط أخرى تعّرض لها كيسنجر في مقالته ومحطات تاريخية استحضرها من الوجود الأجنبي في أفغانستان، مثل الوجود البريطاني في منتصف القرن التاسع عشر، وبعده بنحو القرن الوجود الروسي السوفياتي.
لكن المهم هنا هو تتبع هذه الآثار الخطيرة من وراء العبثية واللامسؤولية التي فعلتها هذه الإدارة بخصوص الانسحاب من أفغانستان. صحيح أن إدارة ترمب الجمهورية خاطبت «طالبان» وتحدثت معها بخصوص الانسحاب، وقبل ذلك إدارة أوباما، التي كان بايدن ركناً فيها، فتحت ملف الانسحاب من أفغانستان، لكن كما قالت الناشطة الدولية الإنسانية، والنجمة الهوليوودية الأميركية أنجلينا جولي، لم يتخيل أحد أن يكون مشهد النهاية في أفغانستان بهذه الفوضوية والرثاثة.
ما هو دور أميركا مستقبلاً في صون النظام الدولي وترسيخ الاستقرار؟ والأهم كيف يمكن للخطاب الأخلاقي السياسي أن يكون مقنعاً وحقيقياً؟ ونحن نتحدث عن حزب بنسخته الأوبامية ثرثر كثيراً بخطاباته الأخلاقوية الإنسانية الليبرالية العالمية.
من دروس وعبر هذه الكارثة السياسية الإنسانية الأمنية الأميركية بقيادة من الحزب الديمقراطي بنكهته الأوباموية، هو أن التعويل الجوهري يجب أن يكون على قواك الذاتية، وعدم التفريط في حلفائك الصادقين في لحظات المحن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيسنجر عن أفغانستان خواء أميركي استراتيجي كيسنجر عن أفغانستان خواء أميركي استراتيجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon