توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

  مصر اليوم -

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

بقلم:مشاري الذايدي

لا يوجد زمنٌ منفصلٌ عن زمن، ولا حادث منبتٌّ عن سابقه، كل الحلقات في نهر الزمن يمسك بعضها برقاب بعض في أمواج التاريخ الخالدة.

تحتاج ذلك لأنْ «تستوعب» ما يجري في إيران، بصدق وعمق، اليوم، وما هو مستقبل النظام الإيراني، ما هي محرّكاته، من هم محرّكوه، وما هو الوقود الذي يحرّك هذه الآلة السياسية الضخمة، وما هي ثوابت هذا النظام ومتغيّراته.

لفهم كل هذا عليك أن تعود للوراء، قليلاً أو كثيراً، لتعرف نشأة النظام الثوري الإسلامي الحالي، وعليك أن تصل لمحطة «الإمام» الخميني، ولماذا أفلح هذا الرجل، أن يصير صانع تحوّل هائل في منطقة الشرق الأوسط، مطيحاً نظاماً ملكياً إيرانياً شديدَ الأركان؟

ثم عليك أن تعرف البيئة السياسية والاجتماعية التي ولدت نظام الشاه الأب رضا بهلوي صانع إيران الحديثة، من خلفية عسكرية بارزة.

وهكذا في إبحارٍ مستمرٍّ في تجميع خطوط وخيوط متفرقة لتتكّون لديك ظفيرة واحدة، وكتلة بذاتها، تكشف لك أبعاد الصورة، وتفسّر لك غوامض الواقع الذي تراه أمامك، ومكامن القوة والضعف فيه، وإمكاناته الثاوية في دواخله... أَسَرَّتْك هذه الإمكانات أو أزعجتك.

وضعتُ هذه التقدمة، لألجَ منها للحديث عن برنامجٍ جديد أطلقته شبكة «العربية» على شاشتها، وهو برنامج «رواة التاريخ»، وكانت أولى حلقاته مع أليكسي فاسيليف المؤرخ والسياسي والعالم الروسي الكبير بالشرق الأوسط والعرب وأفريقيا.

فاسيليف البالغ من العمر 85 عاماً هو مدير معهد الدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، له عشرات المؤلفات ومئات المقالات العلمية... وطبعاً له كتبه الشهيرة عن التاريخ السعودي والملك فيصل بن عبد العزيز.

ثم كانت حلقته الثانية مع المؤرخ العراقي الكبير الدكتور خالد السعدون، وهو رجل مرجع ومجتهد في تقليب صفحات ليس التاريخ العراقي فحسب بل تاريخ الجزيرة العربية، معتمداً على مصادر كثيرة، منها الشخصي، (ابن عائلة السعدون المعروفة)، ومنها العراقي والعربي... وطبعاً البريطاني، وهو من أهم المصادر الخطيرة والمثيرة عن تاريخنا خلال القرون الأخيرة في منطقتنا.

لن أقف عند تفاصيل حلقة المؤرخ الروسي وحلقة المؤرخ العراقي، وهي تفاصيل مفيدة ورائعة، لكن أرغب في التنويه بهذا النوع من العمل الصحافي التوثيقي والنافع للناس في كل وقت.

نحن أسرى اللحظة، نظنها وحيدة فريدة ليس لها والد ولا ولد، بينما الحقيقة أن الإمعان في الإصغاء لعلماء التاريخ وجهودهم واكتشافاتهم، ينير العقل، ويهدي الرأي، ويضعه في المسار الصحيح.

لذلك من طيّب القول الإشادة بطيّب العمل، ومن ذلك الإصغاء إلى «رواة التاريخ».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصغاء إلى «رواة التاريخ» الإصغاء إلى «رواة التاريخ»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon