توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

  مصر اليوم -

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

بقلم: مشاري الذايدي

ذات اجتماع مع وزير إعلام عربي، سألناه، وكان ذلك قبل عقد أو نيف، عن الجدوى من مراقبة الكتب المجلوبة من الخارج في المطارات والمنافذ البرية، ووجوب إجازة «رقابة المطبوعات» لها قبل دخولها مع المسافر، بعد أيام من الانتظار، في حين أن كثيراً من هذه الكتب موجودة بضغطة زر على الإنترنت؟!
لم أنسَ إجابته، وهو يعدل نظارته ويقوس حاجبه، قائلاً: صحيح هذا الكلام، لكن المنع هنا ليس بغرض عملي، بل لغرض رمزي وهو بعث رسالة معنوية حول الكتاب المقصود!
الآن لا يوجد جهاز جمارك في أي مطار لأي دولة رصينة، يكلف موظفيه بالتفتيش عن الكتب التي في الحقائب، مع ندرة قراء الورق أصلاً، وتزايد المنصات الرقمية للكتب.
تذكرت هذه الحكاية، وأنا أتابع الصخب الذي أثاره التراشق الكلامي بين الفنان المصري الشهير ونقيب الموسيقيين (هاني شاكر) ورجل الأعمال المصري النشط في القضايا العامة (نجيب ساويرس) حول حق أو عدم حق النقابة في منع فئة من المغنين يطلق على لونهم «المهرجان» وهو شبيه لحد ما، مع اختلاف المذاق، بفن (الشيلات) في الخليج، أو (الزامل) في اليمن.
الفنان هاني شاكر يرى أن من واجب النقابة حماية الذوق العام من هذا «الانحدار» الفني، خصوصاً من مغنين جهلة يكفي أن ألقابهم «كسبرة» و«حنجرة»... إلخ.
بينما ساويرس وغيره يرون أن هذا مجرد تسلط ووصاية من النقابة، ودع الكل يجرب وفي النهاية الجمهور هو الحكم، ولو لم يكن فناً مطلوباً لما حظي بهذا الانتشار على مستوى العالم العربي وفي المهاجر أيضاً.
الناقد والكاتب الفني المصري (طارق الشناوي) له موقف معارض لموقف النقيب هاني شاكر، عبر عنه في التلفزيونات، وهنا بمقالته الأخيرة إذ قال: «لا أنكر أن هناك قطاعاً من الجمهور يعتقد أنه لو منعت تلك الأغاني مهما كان المسمى «مهرجانات» أو «شعبيات» أو «راب» أو غيره، سينصلح مباشرة ليس فقط حال الغناء، بل حال الدنيا كلها».
استغرب الشناوي من مقولة أن ثمة فناً نموذجياً معيارياً هو الذي يجب خضوع الجميع له، وسأل: «إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطرح كل المطربين والملحنين والشعراء - الرافضين لمستوى الغناء الآن - أغنيات تنطبق عليها الشروط القياسية، ويقدمونها للناس، وبالتالي تطرد الأغنية الجيدة الأغنية الرديئة؟».
أما خلاصته وخلاصة غيره فهي أن: «قرار المنع بات في هذا الزمن مستحيلاً، والنقابة لن تستطيع منع الدول العربية وأيضاً غير العربية من استقبالهم».
لك أن تختارَ ما تشاء من الآراء، لكن في تقديري أن المهمة الضرورية والعملية، ليست ملاحقة المهرجانات وفرض بوليس آداب غنائي، بل صنع محتوى منافس ودائم وجذاب، أما الرديء من الغناء والفاحش منه، فموجود في كل الأزمان، لكن الذي وصلنا وأثر فينا هو الذي صفاه لنا منخل الزمان منذ قدود حلب والأندلسيات والمقامات وغيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon