توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معاوية... من جديد!

  مصر اليوم -

معاوية من جديد

بقلم:مشاري الذايدي

رغم أنَّ تفاصيل العمل وخطوطه الدرامية ومناخه ورسائله، لم يُفصح عنها بعد، فإنَّ الهجمات اندلعت ضد صناع مسلسل «معاوية» المزمع بثّه في رمضان المقبل، وعلى المحطّة الصانعة له، محطّة «MBC».
الغريب أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الدراما العربية لشخصية معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية العربية، وسليل البيت القرشي الرفيع، والإنسان الذي تشكّل شخصيته محوراً من محاور التأسيس للتاريخ الإسلامي والوجدان العام للفؤاد المسلم، معه أو ضدّه أو بين بين.
ففي المسلسلات التاريخية المصرية القديمة تمّ تقديم شخصية معاوية، ومن أشهر النجوم المصريين القدامى الذين جسّدوا معاوية، الفنان المصري محمد الدفراوي، وفي العصور المـتأخرة عُرض في رمضان 2011 مسلسل بعنوان «الحسن والحسين ومعاوية»، وجسّد شخصية معاوية، الفنان السوري رشيد عسّاف... هذا غير التناول غير المباشر في مسلسلات أخرى.
فلماذا ثار بعض الناس على المسلسل الذي لم يُعرض بعد، وكأن ذلك يحدث لأول مرّة؟
مقتدى الصدر، الزعيم الشعبي الشيعي العراقي، شدّد في بيان على حسابه بـ«تويتر»، على رفضه بثّ هذا العمل؛ لأنه يرفض: «القبول بالمساواة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، أو التقريب بينهما بمسلسل». الصدر سربل هذا الطلب بأنه من باب الحرص على عدم إثارة الفتنة، وسعياً للاعتدال، حسبما يفهمه، ولذلك سارع برفض بثّ مسلسل آخر، أُعلن عنه فوراً - أشك في سرعة الإعلان هذه؛ فالمسلسل عمل شاقّ - عن شخصية أبي لؤلؤة، قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب، حسبما أعلنت قناة «الشعائر» الشيعية.
هيئة الإعلام والاتصالات العراقية أعلنت منع بثّ المسلسلين في العراق، كما في بيان سابق. الحال، أن كل أحداث ما عُرف بـ«الفتنة الكبرى»، بعد الثورة على الخليفة الثالث عثمان بن عفّان الأموي، ثم اغتياله، وكذا الصراع بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الهاشمي، ومعاوية الأموي، على دم عثمان، ثم على شرعية القيادة؛ معلومة وموضع خلاف منذ فجر التاريخ الإسلامي.
مسلسل عن معاوية أو أبي لؤلؤة لن يغيّر من وضع الفرز الطائفي، أما النخب العاقلة أو أصحاب الذهنيات المستقلة، فهم من يكسر قيود التأطير الطائفي أو العصبية الجاهلة. ويقلّب أوراق التاريخ بكل تجرّد.
بقي أمر أخير، لمَّح له مقتدى الصدر، وهو أن ذمّ معاوية ليس حكراً على الشيعة، والواقع أن معاوية في المجرى السني العام، شخصية تحظى بالتقدير، دنيوياً ودينياً أيضاً. ولا عبرة ببعض الهوامش السنّية الخاصة.
أما حديثاً، فقد التحم ذوق الإخوان المسلمين وتفرعاتهم، كما اليسار، مع الذوق الشيعي في شيطنة معاوية وكل الأمويين.
في كتابه المعروف «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، نجد سيد قطب، وذاك قبل التحاقه حتى بجماعة الإخوان رسمياً، يقدح في عثمان، ويقول عن معاوية: «هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة، وهو وريث قومه جميعاً وأشبه بهم في بُعد روحه عن حقيقة الإسلام، فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه ومنهم بريء».
الحقيقة أنَّ تناول شخصية معاوية مهمة أجلّ وأعمق من هجائيات بعض الشيعة أو القُطبيين، والواجب هو تناول «كل» التاريخ بعقلانية واعتدال وعلم، بعيداً عن الهيجان اللاعلمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاوية من جديد معاوية من جديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon