توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرس الثوري العراقي

  مصر اليوم -

الحرس الثوري العراقي

بقلم: مشاري الذايدي

إذا جرّبت أسلوباً كنت تتوقع صعوبة نجاحه، ثم نجح معك أكثر مما تتوقع، فإنه من المحتم أن تعيد نسخ الأسلوب... فالدرب المجرّب المسلوك خير من درب جديد مجهول... على الأقل، هكذا يفكّر أصحاب السلطة والسياسة.
بالنسبة للنظام الخميني الإيراني، فإن «العلامة» أو «البرند» الخاص به على مستوى الأنظمة المتطرفة الثورية، هي فكرة تكوين دويلات داخل الدولة الوطنية، وخلق مساحات جغرافية خارج سلطة الدولة، وكذا سلاح ومقاتلون وإعلام واقتصاد، خارج منظومة الدولة.
المثال الأنجح لهم في هذه التجربة هي تجربة «حزب الله» اللبناني، وهو جزء - يفترض - من سلسلة أجزاء من تجارب «حزب الله»، يعملون عليه حالياً في أفغانستان، ولذلك حديث آخر، وفي السعودية كانت تجربة قديمة هي تجربة «حزب الله الحجاز»، لكن بسبب صلابة الدولة السعودية واختلاف النسيج الاجتماعي السعودي، لم ينجح هذا التكوين الإرهابي إلا في تنفيذ بعض العلميات الإرهابية، وكان من أبرزها تفجيرات أبراج الخبر السكنية، شرق البلاد، عام 1996 وغيرها.
في اليمن، ومع اختلافات مذهبية واجتماعية معلومة، يحاول الحوثيون «أنصار الله» كما يصفون أنفسهم، استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني، ولاحقاً ربما لو قامت الجمهورية اليمنية من جديد وأخفق مشروع الاستيلاء الكامل على السلطة والبلاد، لجعل سلاح الحوثي مقدساً ومشرعناً داخل الدولة... وخارج منظومة القوات المسلحة العادية.
عبّر عن كل هذه المعاني بشكل صريح، مؤخراً، رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقي فالح الفياض، خلال لقائه بالقائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، حين قال إنه «يجب استخدام تجربة (الحرس الثوري) الإيراني وفقاً للقوانين والخصائص العراقية». كما وصف حسين سلامي «الحشد الشعبي» بـ«التنظيم الجهادي»، مؤكداً أن «إيران تقول كلمتها الأساسية في ميدان المعركة»، حسب ما نقلته وكالة أنباء إيران الرسمية «إرنا».
وكان سلامي الذي استقبل، أمس (الأحد)، فالح الفياض قال مخاطباً قائد «الحرس الثوري»: «نحن نقول كلامنا الأساسي في ساحة المعارك. والقوى السياسية الحقيقية هي القوى الميدانية». يعني حسب هذا الكلام من قائد «الحرس الثوري» الإيراني، فإنه لا قيمة للقوى السياسية العراقية غير المنتمية لإيران و«الحرس الثوري»، ولا قيمة للتيارات الشبابية المعارضة للهيمنة الإيرانية، حتى لا قيمة للمراجع الدينية غير التابعة لإيران، وطبعاً لا قيمة للدولة نفسها... القيمة كلها فقط هي «للقوى الميدانية المجاهدة».
هل ثمة كلام أوضح وأصرح من هذا الكلام في التعبير عن الشكل الذي ينظر به «الحرس الثوري» الإيراني، ومن خلفه مرشد إيران، للعراق وأحلامه وخططه الخاصة عن نفسه، بوصفه دولة مستقلة سيدة لقرارها؟
سلامي تحدّث عن الضربات التي وجّهتها الميليشيات التابعة له بإيران ضد القوات والقواعد الأميركية، فقال: «إنهم يراوحون بين شرّين، وهما البقاء وتلقي الضربات أو الخروج من العراق منهزمين».
حسناً... أين الدولة العراقية وأجهزتها من هذا الكلام الذي يقوله «مسؤول أجنبي» عن مسائل تتعلق بصميم السيادة لدولة أخرى؟
الخلاصة... هم يسعون أينما حلّوا لالتهام الدولة لصالح الدويلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرس الثوري العراقي الحرس الثوري العراقي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon