توقيت القاهرة المحلي 22:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبشّرون بنهاية «القاعدة»... كيف ترون اليوم؟

  مصر اليوم -

المبشّرون بنهاية «القاعدة» كيف ترون اليوم

بقلم: مشاري الذايدي

لفت انتباهي في خضم تغطيات إحياء الأميركيين للذكرى العشرين على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الشعب الأميركي - ولا أقول الحكومة فقط - هذه العبارة لسيدة فقدت والدها في تلك الهجمات، قالت (ثيا ترينيداد) إن الأمر «صعب لأنك كنت تأمل أن يكون هذا وقتاً مختلفاً وعالماً مختلفاً»، مضيفة أنه «في بعض الأحيان يبدأ التاريخ في تكرار نفسه لكن ليس بأفضل الطرق».
تفسير ذلك هو أن الطرف الذي قام بقتل والد ثيا، والآلاف غيره، ما زال فعالاً بل عاد بقوة أكثر، والمضحك المبكي أن الطرف الذي يرثي ويحيي ذكرى الضحايا اليوم، أي السلطات الأميركية، هي نفسها من تسببت بانتعاش وقوة تنظيم القاعدة اليوم، من خلال «تسليم» أفغانستان لحركة طالبان، التي هي الصديق الصدوق لتنظيم القاعدة!
الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي صدم العالم، وأصدقاء أميركا قبل الأعداء، بهرولته المخجلة، من أفغانستان، دافع عن قراره بسحب قوات أميركا من أفغانستان، قائلاً على هامش المراسم التي أقيمت بالذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر: «إن الولايات المتحدة لا يمكنها غزو كل بلد توجد فيه «القاعدة».
لكن كلامه حيدة عن جوهر الموضوع، فجوهر الموضوع هو أن تسليم طالبان لمقاليد أفغانستان، هو خدمة أميركية مباشرة لتنظيم القاعدة، فهمت إدارة بايدن ذلك أم لم تفهم.
في نفس الكلمة اعتبر بايدن أن الأميركيين أنجزوا مهمتهم عبر قتل أسامة بن لادن مؤسس القاعدة وتحييد الشبكة.
وهذا التصوير القاصر للنصر على القاعدة، يذكرني بكلام كثير قيل أثناء رياح الربيع العربي، بأن هبة الشعوب العربية من أجل الحرية والديمقراطية، تعني نهاية القاعدة وخطابها، وهذا كما تبين لاحقاً، بل أثناء الربيع العربي ذاته، تحليل أقل وصف له هو الاستعجال والعاطفية.
أكاديمي أميركي/ لبناني، هو الدكتور فواز جرجس، كان ممن من طرح هذه الفكرة حينها في كتاب له بعنوان (القاعدة: الصعود والأفول... تفكيك نظرية الحرب على الإرهاب) صدر عام 2012 أي في ذروة الربيع العربي، معتبراً أن تنظيم القاعدة انتهى وهزم وتفكك.
الفكرة التي لا يتوقف الدكتور جرجس عن ترديدها هي أنه «يشرح» الموقف الغربي والأميركي، وأنهم، أي الغربيين، لديهم منطق يجب فهمه، خلاصته هي «قداسة» فكرة الديمقراطية، وأنهم يرون ما جرى في مصر انقلاباً عسكرياً، هذا من الناحية المثالية، ومن الناحية العملية، والحديث ما زال مع الشارح جرجس، فهي أن عزل الإخوان من الحكم، سيؤدي إلى فشل الرهان الغربي والأميركي على نجاح الإخوان في الحكم، وبالتالي إخفاق حركات الإسلام السياسي «المعتدل»، لذا فإقصاء الإخوان يعني إتاحة المجال للعنف الأصولي... إلخ.
اليوم يريد البعض تكرار نفس هذه الأوهام حول نهاية القاعدة ومتفرعاتها، ومظلتهم الكبرى، جماعات الإسلام السياسي. الأمر كما قالت السيدة الأميركية (ثيا ترينيداد) المفجوعة بوالدها القتيل بسبتمبر 2001 هو أنه «في بعض الأحيان يبدأ التاريخ في تكرار نفسه لكن ليس بأفضل الطرق».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبشّرون بنهاية «القاعدة» كيف ترون اليوم المبشّرون بنهاية «القاعدة» كيف ترون اليوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon