توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبد العزيز الأسود... لا بواكي له

  مصر اليوم -

عبد العزيز الأسود لا بواكي له

بقلم: مشاري الذايدي

المراهق اليمني ابن الحديدة، عبد العزيز الأسود، 18 عاماً، كان هو المشهد الأكبر في اليمن خلال الأيام الماضية، لكنه مشهد مستفز حزين.
صورته باللباس الأزرق منهاراً وهو يشاهد رفاقه الثمانية، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، تحت رصاص ميليشيات الحوثي في ميدان التحرير بصنعاء، صارت حديث الناس.
كان الحوثيون ألقوا القبض على عبد العزيز قبل 4 سنوات يعني كان عمره وقتها 14 عاماً، واتهموه بالتورط في مقتل صالح الصماد، رئيس مجلسهم السياسي، الذي لقي حتفه بغارة مستحقة في أبريل (نيسان) 2018 ليلقى الفتى الصغير حتفه الاحتفالي السبت الماضي، وهو يشاهد الثمانية أشخاص قبله يتلقون الرصاصات حتى حان دوره.
المقبوض عليهم من أهالي الحديدة بتهمة المشاركة في قتل الإرهابي صالح الصماد، هم عشرة أشخاص، لكن التقارير تتحدث عن وفاة أحدهم في غرف التعذيب الحوثية، فلك أن تتخيل ماذا لقي التسعة الباقون خلال هذه السنوات قبل أن يلعلع الرصاص في أجسادهم.
طبعاً جل المراقبين، حتى من بعض المحسوبين على المعسكر الحوثي، ممن بقي له بقية من عقل وضمير، استهجن هذه المحاكمات الصورية واعتبر ما جرى هو أوامر قتل مباشر. حسب تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط».
معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية قال في حسابه على تويتر إن ما جرى «لا يختلف عن جرائم الإعدام الميداني التي تنفذها التنظيمات الإرهابية (القاعدة) و(داعش)».
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمبعوثين الأممي والأميركي، بالضغط على ميليشيا الحوثي لوقف تنفيذ الجريمة... لكن سبق السيف العذل وآذان المجتمع الدولي أصابها الصمم.
علق الناشط الحقوقي المسؤول بالتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (رصد)، رياض الدبعي، لصحيفة «الشرق الأوسط»: «لن يقف الحوثيون عند هذا الحد، بل سيرتكبون ما هو أشنع وأفظع، ولن يتم حتى استنكار جرائمهم لأن الشعب اليمني قد سقط منذ فترة طويلة من حسابات صناع القرار الدولي».
بجولة سريعة لي على بعض المنصات الإعلامية الغربية، لا نرى أثراً «كبيراً» ومستمراً وملح التكرار حول جريمة قتل المراهق المعاق عبد العزيز الأسود ورفاقه بدم بارد وعلنية وحشية... ومحاكمة صورية.
أين الميديا الغربية عن جريمة قتل عبد العزيز الأسود ورفاقه بهذه الطريقة؟ ماذا لو كانت دولة عربية أخرى، لا سمح الله، قامت بهذه الفعلة الشنعاء؟ كيف سيكون رد «واشنطن بوست» و«سي إن إن» و«بي بي سي»؟ ألن تخرج نانسي بيلوسي على منصة الكونغرس تدلي بالتصريحات النارية وتزبد وترعد؟
نعم نسيت... ردة فعل نمطية وباردة من الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي غوتيريش دعا فيها الحوثي للحوار السياسي، ثم دعا جميع الأطراف والسلطات إلى اتخاذ قرار بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام بشكل عاجل... وكفى الله المؤمنين القتال!
لولا المواقف الغربية في الأزمة اليمنية - ولست أهمل الفساد السياسي اليمني الداخلي وسوء النوايا من يمنيين - لانتهت مأساة عبد العزيز الأسود منذ زمن مديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد العزيز الأسود لا بواكي له عبد العزيز الأسود لا بواكي له



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon