توقيت القاهرة المحلي 05:55:45 آخر تحديث
الخميس 13 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي!

  مصر اليوم -

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي

بقلم:مشاري الذايدي

هل الذكاء الاصطناعي محايدٌ في معلوماته وتفسيراته وصياغاته بشكل مطلق متجرّد؟!

مسألة الذكاء الاصطناعي، كما صار معلوماً للجميع، ثورة كبرى تشهدها البشرية اليوم، وستشهدها أكثر وأكثر، لكن التبشير به في مجال الإبداع النابع من منطقة الوجدان والعاطفة، مسألة فيها نظر.

قبل أيام كنتُ أستعيد قصيدة كعب بن سعد الغنوي العظيمة في رثاء أخيه، وهي من أجمل القصائد الفوّارة بالمشاعر الخاصّة جدّاً بصاحبها، النابعة من عمق أعماق الأحاسيس المنجدلة بعروق الروح.

كان كعب رجلاً بدوياً كأخيه، وقد مات أبو المغوار، الذي قِيلت فيه هذه المرثية الغامرة، في البيداء بعيداً عن المدن والقرى، وكان أخوه كعبٌ يسمع من آخرين أن الأمراض والأوبئة، إنما تنتشر في القرى والتجمعّات السكّانية، فقال:

وخبّر تماني أنما الموت في القرى/ فكيف وهاتا هضْبةُ وقليبُ؟!

هل يستطيع أي برنامج ذكاء اصطناعي أن ينغمس في هذه الأحاسيس وهاته المشاعر الفردية الذاتية الموجوعة المفجوعة؟!

من هذا، نلجُ لمسألة ذات صلة، فقبل أيام سألت «رويترز» روبوت شركة «ميتا» للدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي عن اسم الرئيس، أجاب بالقول: «الرئيس الحالي للولايات المتحدة هو (جو بايدن)» ومع ذلك، وفقاً لأحدث المعلومات المتاحة للذكاء الاصطناعي أدّى دونالد ترمب اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

المتحدّثُ باسم «ميتا» دانيال روبرتس، ردّاً على طلب للتعقيب، قال: «يعلم الجميع أن رئيس الولايات المتحدة هو دونالد ترمب. كل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية تستدعي أحياناً نتائج قديمة، وسنستمر في تحسين الخصائص لدينا».

حوادث كهذه، حسب التقرير، أثارت شكاوى واسعة النطاق من مراقبي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يفحصون منصات «ميتا» بحثاً عن مؤشرات على أي تحولات مسيّسة بعد ظهور الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في حفل تنصيب ترمب، وتبنّي سلسلة من التغييرات في الأسابيع القليلة الماضية بهدف إصلاح العلاقات مع الإدارة المقبلة.

فهل سيتحّول الذكاء الاصطناعي، التابع لـ«ميتا»، تبعاً لتحولات الشركة ورئيسها انسجاماً مع التسونامي الجديد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزلزال السياسي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي العالمي؟!

يُحقن الذكاء الاصطناعي بمليارات ومليارات المعلومات، والمحتويات، ومنها يستقي مُنتجاته للطالبين، ويخيّط لهم الملابس المطلوبة، من هذه الأقمشة الموجودة في مخازنه، فما هي هذه المعلومات؟! وهل هي تعبّر عن «كل» المعرفة البشرية اليوم؟! وهل الإنسان «مبرمج» هذه الأنظمة من الذكاء الاصطناعي يتحكّم في المُباح والممنوع من الاتجاهات والمذاهب الاجتماعية والفكرية؟!

أرجع وأقول إن الذكاء الاصطناعي بلا ريبٍ له فائدة كبرى في مجالات الطب والهندسة وأشباه ذلك من العلوم المادّية القابلة للحساب، والمقبل أكثر وأغزر، لكن الذي يصعبُ استساغته أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً لمشاعر الشاعر المفجوع كعب بن سعد الغنوي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي



GMT 21:01 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

آراء الغبرا الغريبة

GMT 21:00 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

القمة الاستثنائية القادمة.. قمة مصير

GMT 20:59 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

«أم كلثوم».. ورحلة الشتاء

GMT 20:58 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

نزار قباني في مصر (3)

GMT 16:49 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

الذكاء الاصطناعي وأفكار المستقبل

GMT 16:46 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

رحلة الإنسان .. نسيان وغفران

GMT 16:45 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

إلى بلاد العم سام أميركا…

GMT 07:23 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

سوريا يخشى منها أو عليها؟

دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:34 2025 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

الدحيل القطري يعلن تعاقده مع حكيم زياش

GMT 03:26 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يرد على شائعات انفصاله عن زوجته

GMT 01:02 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

منى فاروق تغازل جمهورها في أحدث ظهور على إنستجرام

GMT 11:08 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

هند صبري تحتفل بـ"الفيل الأزرق" على طريقتها الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon