توقيت القاهرة المحلي 09:22:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز

  مصر اليوم -

الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز

بقلم:مشاري الذايدي

أستميحكم عذراً في هذه الجولة التاريخية، في نهاية المقالة، أكتبُ المُراد.

حركة الزعيم السياسي العراقي رشيد عالي الكيلاني ضد السلطات البريطانية، في العراق، ثم إخفاق حركته، وهروبه من العراق، ثم لجوؤه إلى الملك عبد العزيز، رجل العرب الكبير، الذي بسط عباءته على الباشا رشيد، ورفض الضغوط البريطانية لتسليمه، واقعة مشهورة، تحوّلت لجزءٍ من الموروث الشعبي السعودي.

حصلت واقعة رشيد الكيلاني عام 1942 لكنّها لم تكن الوحيدة، وإن كانت الأشهر، هي مع بريطانيا، القوة الغربية الكبرى لقرون، والثانية، غير المشهورة كثيراً، كانت مع القوة الشرقية الكبرى في وقتها، وما زالت - تشاطرها ذلك الصين - أعني روسيا.

فما القصة التي جرت قبل قصة الكيلاني بـ5 سنوات؟

عبد الكريموف طبيبٌ مسلمٌ كان يعمل في السفارة الروسية. تبحث عنه السفارة لرفضه الذهاب إلى روسيا، وكان الحكمُ فيها للرفاق الشيوعيين، وركوب الباخرة الروسية الراسية بميناء جدة، خوفاً على حياته من السلطات الشيوعية الجديدة، وهو الآن بين يدي قائمقام جدة، السعودي الشيخ إبراهيم بن معمّر، بعدما ضاقت به السُّبُل، يريد اللجوء للسعودية والعيش بمكة أو جدة أو أي مكان بالسعودية.

يقول إبراهيم الحسّون، وهو سكرتير الشيخ إبراهيم بن معمّر، الحاكم الإداري السعودي لجدة، حينها، إن القائمقام كان يسمع كلامه بهدوء، ثم قال للطبيب الروسي الخائف: «إن التقاليد العربية تحمي من هو في مثل وضعك، وأنت فوق ذلك مسلم، والحكومة السعودية ملزمة بالدفاع عنك، مهما كلّفها ذلك، أنت الآن هنا مُكرّمٌ في بيتك».

يروي الحسّون أن القائمقام طلب منه أن يكتب برقية للملك عبد العزيز، عن الموضوع، فكتبها وابن معمّر جالسٌ أمامه على المكتب، ثم عرضها عليه، فأدخل عليها تعديلات، ثم أمره أن يشفّرها في الحال للرياض، لعبد العزيز، ثم اتصل ابن معمر تلفونياً بإدارة لاسلكي جدة، ليخبرهم أن في الطريق إليهم برقية عاجلة تصل فوراً للملك.

بعد ذلك بساعتين، مع أذان الفجر، البرقية الجوابية من الملك عبد العزيز تصل، يقول الحسّون: «قرأتُ البرقية على قائمقام جدة، ونصّها:

ابن معمّر - جدة

ج برقيتكم بشأن الطبيب الروسي... أحسنتم في تصرّفكم، عمّدوا المذكور بتوجّه إلى مكة، وقد عمّدنا الابن فيصل (الملك فيصل لاحقاً، وكان نائب الملك على الحجاز) بإشعار السلطات الروسية بأن الطبيب المذكور لاجئٌ عند المملكة العربية السعودية وقد وافَقتْ على طلبه، ومنَحتهُ اللجوءَ لديها، ولذا فلا موجب لبقاء البارجة بعد الآن في الميناء، كما عمّدناه باتخاذ اللازم نحو ما يلزم بتأمين سكن المذكور في مكة، وتوفير كل ما يحتاجه.

التوقيع

عبد العزيز».

ثم يخبرنا الحسون، أن القائمقام ذهب للطبيب الروسي «اللاجئ» بمبنى القائمقامية، وأعطاه برقية عبد العزيز، فقرأها الرجل، ثم أجهش باكياً، وضمّ القائمقام ضمّة - كما يقول الحسّون - شملت كل معاني الشكر، أضيفُ - أنا - والطمأنينة بأن السعودية حصنٌ لا يُرام.

جرت الواقعة بسبتمبر (أيلول) 1937 (إبراهيم محمد الحسّون، خواطر وذكريات).

المُراد، أن الدولة القوية هي التي لديها عمقٌ تاريخي، وخطابٌ أخلاقي، واستقلالٌ كريمٌ في القرار، وبذات الوقت عقلانية سياسية عملية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon